الحلقة السابعة عشر
مراد الرابع---------------
مراد الرابع هو أحد السلاطيين العثمانيين، عاش بين عامي 1612 و1640 حكم 17 عاما منذ عام 1623 وكان عمره آنذاك 11 عاما. ضمت بغداد للدولة العثمانية في عهده عام 1639. كان مولعا بالشعر وكان موسيقيا مميزا.
هو مراد بن الخليفة أحمد بن محمد أحد خلفاء الدولة العثمانية. ولد عام (1018هـ) وتولى أمر الخلافة بعد عزل عمه مصطفى عام (1032هـ). وتولى الخلافة وعمره أربعة عشر عامًا فسيطر عليه الإنكشارية فى بداية الأمر.
بداية عهده
----------------
وكان مراد الرابع ثاني أبناء السلطان أحمد الأول جلوساً على عرش الدولة العثمانية، تولى الحكم حدثاً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره؛ ولذا عانت الدولة في الفترة الأولى من ولايته من عدم الاستقرار، واستمرار الفوضى والمنازعات داخل الدولة وخارجها، وكانت الأمور كلها في يد السلطان كوسم مهبيكر. وظل الأمر على هذا النحو من الفتن والقلاقل وثورات الإنكشارية حتى انتهت فترة سيطرة والدته سلطان كوسم التي دامت نحو تسع سنوات، وأصبح مراد الرابع طليق اليد في إدارة شئون الدولة.
الحكم المطلق والسياسات السلطانية
--------------------------
عمل مراد الرابع على اجتثاث شأفة الفساد الذي استشرى في عهد السلاطين الذين سبقوه.
كما حرم تعاطي الخمر والتبغ والقهوة[1]، وجعل الإعدام عقوبة المخالف. وكان يجوس في شوارع وحانات اسطنبول ليلاً متنكراً ليتأكد من تطبيق قوانينه. وإذا ما وجد متعاطياً للتبغ أو الخمر يقوم بقتله في التو باستخدام عصاه. وفي نهاية حكمه أصبح مهووساً بالقتل، فكان يقتل الناس عشوائياً.
فنجح في إعادة الأمن إلى الدولة التي كادت تمزقها الفتن والخلافات، وضرب بيد من حديد على الخارجين عليه والثائرين، وأنعش خزانة الدولة التي أرهقت في فترة الاضطرابات، ومد في عمر الدولة نصف قرن من الزمان قبل أن تتناوشها أوروبا في حروب متصلة، واستعان في تحقيق ذلك بكل وسائل البطش والقهر مدة ثماني سنوات، حتى ليقال: إنه قتل عشرين ألفاً في سبيل تأمين النظام في الدولة. وكاد بطشه واستبداده وميله إلى سفك الدماء يقضي على ذرية آل عثمان من الرجال، وكنت هناك عادة سيئة يقوم بها سلاطين آل عثمان منذ عهد السلطان بايزيد الأول، حيث يقدم كل سلطان جديد على قتل إخوته الذكور بعد توليه السلطة، وكان هذا السلطان قد استصدر فتوى تجيز هذا القتل على أسباب المنافسة على الحكم.
وكان عثمان الثاني بن السلطان أحمد قد قتل أحمد وولي عهده "محمد"، وكان في السادسة عشرة من عمره، فلما ولي السلطان مراد الرابع الحكم استمر في تطبيق هذه العادة المخزية؛ فقتل أخاه وولي عهده بايزيد، وكان في الثالثة والعشرين من عمره، وقتل أخاه سليمان، ودُفن الشقيقان في مقبرة أبيهما السلطان أحمد، ثم لم يلبث مراد الرابع أن أمر بقتل أخيه الثالث "قاسم"، ولم يبق من إخوته الذكور سوى إبراهيم الذي أصبح ولياً للعهد بعد قتل أخيه القاسم.
وشاءت الأقدار أنه كلما ولد ابن للسلطان مراد الرابع توفي بعد فترة، ولم يعش له أي أمير من أولاده حتى يجعله وليًّا، وبلغت الحماقة بمراد الرابع أنه عزم على قتل أخيه إبراهيم، لكن والدته السلطانة كوسم منعته حتى لا تنقرض سلسلة سلاطين آل عثمان، وهكذا نجا إبراهيم من القتل، وأصبح الوحيد من آل عثمان الذي بقي على قيد الحياة، ولو قدر له أن يموت لانقطع النسل من جهة الرجال.
الفتوحات العسكرية
---------------عسكريا، أكثر ما ميز عهد مراد الرابع كانت حربه ضد بلاد فارس الصفوية والتي فيها غزت القوات العثمانية أذربيجان، واحتلت يريڤان، وتبريز وهمدان وأخيراً، الإنجاز العظيم للجيوش العثمانية، باستعادة بغداد في 1638
حدث تمرد فى بغداد فأرسل الخليفة جيشًا إليها ولكن الصفويين دخلوا بغداد واستولوا عليها، وبعد وفاة الشاه عباس وتولى ابنه الصغير مكانه استغل العثمانيون الفرصة وحاصروا بغداد ولكنهم لم يتمكنوا من اقتحامها. ثارت الإنكشارية وكان الخليفة قد كبرت سنه فوقف فى وجههم وقتل رؤوس الفتنة منهم فخافوه وسكنوا، وحدث تمرد من فخر الدين فى جبل لبنان فانتصر عليه والى دمشق وأسره وأرسله إلى إستانبول ولكن الخليفة أكرمه رغم كفره وخيانته، فشجع ذلك الكرم حفيد فخر الدين فتحرك ولكن الخليفة أعاد النظر فقتل فخر الدين وابنه الأكبر. وسار بنفسه إلى الصفويين ودخل تبريز عاصمتهم عام (1045هـ) ورجع إلى إستانبول فقويت عزيمة الصفويين فهزموا الجيوش العثمانية فعاد الخليفة ودخل بغداد عام (1048هـ) وتم الصلح بين الدولتين عام (1049هـ). وتوفى الخليفة مراد الرابع عام (1049هـ) وعمره إحدى وثلاثون سنة.
الحرب انتهت بتوقيع معاهدة قصر شيرين في 17 مايو 1639.
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثانى
,
تاريخ أمة
مواضيع متشابهة:
إذا أعجبتك مدونتى قم بنشرها واشترك بها ليصلك كل جديدها.
الأكثر مشاهدة
المشاركات الشائعة
-
موقع الإخوان المسلميبن ـ ورود الحق بقلم: د. عماد عجوة القيروان.. مدينة تونسية تقع على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، وعلى بُعد 57 كم من مدين...
-
أولا: مفهوم الثبات والمرونة : تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين : ا لأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل الت...
-
موقع قصة الإسلام ـ مدونة ورود الحق أما النصف الأوَّل من القرن الرابع الهجري والنصف الأوَّل من القرن العاشر الميلادي فيمثِّله أبو الحسن عل...
-
مدونة ورود الحق ـ الإسلام اليوم هانئ رسلان تعيشُ الخُرطوم هذه الأيام أجواءًا من الترقُّب المشوب بالقلق؛ بسبب...
-
مدونة ورود الحق ـ موقع إخوان أون لاين بقلم: د. كامل عبد الفتاح باحث في تاريخ مصر الحديث والمعاصر في التاسع والعشرين من أغسطس من كل عام تحل...
-
حذر الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، أئمة الوزارة من التطرق إلى الموضوعات السياسية في الدروس الرمضانية التي سيلقونها بمساجد الجمهور...
-
د: منير جمعة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين :- دول الغرب المسيحي تحتفي بكل الخارجين عن الإسلام وتلبسهم ألقابا رنانة . الرئيس بوش استقبل...
-
موقع قصة الإسلام ـ ورود الحق فلسطين أرض الرسل والأنبياء الذين حملوا راية التوحيد، ودعوا أقوامهم إلى الالتزام بها. وقد شهدت فلسطين ف...
-
مدونة ورود الحق هؤلاء هم القادة الذين نريدهم هؤلاءالله سيرفع درجاتهم إن شاء الله ويسكنهم جنات النعيم ذلك بما يعملون الآن لأمتهم من تضحيات و...
-
ورود الحق ـ قصة الإسلام : روجر بواس يلقي روجر بواس[1] في مقاله هذا نظرة على النموذج الإسباني للتطهير العرقي والديني. لكل شيء إذا ما تم نقصان...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2009
(54)
-
▼
نوفمبر
(42)
- الحلقة التاسعة والعشرون
- الحلقة الثامنة والعشرون
- الحلقة السابعة والعشرون
- الحلقة السادسة والعشرون
- الحلقة الخامسة والعشرون
- الحلقة الرابعة والعشرون
- الحلقة الثالثة والعشرون
- الحلقة الثانية والعشرون
- الحلقة الحادية والعشرون
- الحلقة العشرون
- الحلقة التاسعة عشر
- الحلقة الثامنة عشر
- الحلقة السابعة عشر
- الحلقة السادسة عشر
- الحلقة الخامسة عشر
- الحلقة الرابعة عشر
- الحلقة الثالثة عشر
- الحلقة الثانية عشر
- الحلقة الحادية عشر (سليمان المشرع (القانونى ))
- الحلقة العاشرة (عهد سليم الأول)
- الدولة العثمانية : الحلقة التاسعة (عهد بايزيد الثا...
- الدولة العثمانية : الحلقة الثامنة ( القائد العظيم ...
- الدولة العثمانية : الحلقة السابعة ( القائد العظيم ...
- الدولة العثمانية : الحلقة السادسة ( عهد محمد الأول...
- الدولة العثمانية : الحلقة الخامسة (عهد بايزيد الأول)
- الدولة العثمانية : الحلقة الرابعة ( عهد مراد الأول)
- الدولة العثمانية : الحلقة الثالثة ( عهد أورخان غازى)
- الدولة العثمانية : الحلقة الثانية ( بداية الدولة و...
- الدولة العثمانية : الحلقة الأولى ( الأصول والنشأة ...
- سؤال وجواب عن الحج
- فتاوى الدكتور منير جمعة
- سؤال وجواب عن الحج
- سؤال وجواب عن الحج
- سؤال وجواب عن الحج
- تاريخ الخلافة العثمانية العظيمة
- حوار مع الدكتور منير جمعة بقلم أ/ أحمد سعد
- برنامج إلى صلاتى
- حينما يشتد الظلم
- عن الموت وعذاب القبر
- ماذا عن عمر بن الخطاب
- وفاة الرسول
- العبادة الصامتة
-
▼
نوفمبر
(42)
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
التسميات
- أزمات الأمة (38)
- الخلافة الأموية (1)
- الدولة العثمانية الجزء الثانى (12)
- الدولة العثمانية الجزء الرابع (3)
- الدولة العثمانية الجزء الأول (8)
- الدولة العثمانية الجزء الثالث (10)
- السودان وأزمة الانفصال (10)
- الشيشان جرح ينزف (7)
- النصرانية ما بين التعريف والتحريف الجزء الأول (1)
- تاريخ الأندلس (1)
- تاريخ أمة (42)
- تاريخ حماس والدفاع عنه (1)
- تاريخ فلسطين (2)
- تحليلات هامة (11)
- تربية الأطفال (1)
- تركستان جرح ينزف (8)
- حدث فى مثل هذا (2)
- دروس فى الفقه (1)
- شخصيات إسلامية (2)
- شخصيات أسلموا (2)
- صحابة الرسول (1)
- عجائب التكنولوجيا (1)
- على الصلابى (1)
- عن الإخوان والبنا (4)
- غرائب من الحياة (1)
- غزة بين النار والحصار (7)
- فتاوى اقتصادية (1)
- فتاوى الدكتور منير جمعة (5)
- فتاوى عامة (6)
- فقه السنة (3)
- فلسطين (9)
- فيديو مؤثر (4)
- قالوا عن الإسلام (3)
- قصص من روائع حضارتنا (23)
- كتاب الكبائر للإمام شيخ الإسلام الذهبى (4)
- كشمير جرح ينزف (7)
- كوسوفا جرح ينزف (5)
- مساجد لها تاريخ (1)
- مقالات الأستاذ ثامر عبد الغني سباعنه (1)
- مقالات الدكتور منير جمعة (17)
- مقالات المشرف (13)
- مقالات رمضانية (1)
- مواعظ الإمام ابن الجوزى (16)
- نقاشات (1)
بحث
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Categories
المتابعون
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات
0 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك
اكتب تعليقك ورأيك