الصفحة الرئيسية » Archives for ديسمبر 2009
من خصائص الشريعة الإسلامية : الجمع بين الثبات والمرونة بقلم / الدكتور منير جمعة
كتبت تحت قسم
مقالات الدكتور منير جمعة
|
الأحد، 27 ديسمبر 2009|
درعمى
تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين :
الأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل التجدد أو التطور ،وهي المسائل التي وردت فيها نصوص قطعية في ثبوتها وفي دلالتها ، وبالتالي فهي لا مجال فيها للاجتهاد ، ولا تتغير بتغير الزمان والمكان فقد جاء عن أبي الدرداء- رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :" ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام ، وما سكت عنه فهو عافية ، فاقبلوا من الله العافية، فإن الله لم يكن نسيا ثم تلا هذه الآية " وما كان ربك نسيا" ( رواه الحاكم في مستدركه ) ، وهذا النوع يطلق عليه اسم ، الثوابت في الإسلام .
الثاني : أحكام قابلة للاجتهاد والرأي والنظر ، وتشمل جانبين ، الأول : ما استجد من الحوادث ، ولا نص فيها ، فالاجتهاد من خلال القياس والمصالح المرسلة والاستحسان وغيرها من المصادر جائز لاستنباط حكم مناسب فيها .
والجانب الثاني : الأحكام الظنية من حيث ثبوتها أو دلالتها ، فهي قابلة للاجتهاد البشري ، ويسمى هذا النوع باسم : المتغيرات ، أو الأمور القابلة للتجديد والتطور.
ثانيا : الأصول التي ترتكز عليها فكرة الثبات :
1 – ربانية المصدر ، فالمجتمع ليس هو واضع المنهج الإلهي ، كي يخضع ذلك المنهج له ، وينحني لظروفه بل هو صادر عن الله – عز وجل – ووظيفة الإنسان فيه التلقي والاستجابة : " إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "فذلك يقتضي وجود إطار ثابت يتحرك المجتمع وفقا له .
2 – ثبات الفطرة ، فلما كانت الفطرة : " فطرت الله التي فطر الناس عليها " لا تختلف في جوهرها بين عصر وآخر وأمة وأخرى ، ومهما تطورت الجزئيات والفروع ، فإن ذلك لا يعدو أن يكون تنوعا في شق السبيل إلى الأمور الخمسة التي أناط الله بها سلامة الوضع الإنساني في الدنيا ، وسعادة الأبد في الآخرة ، وهي : الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
3 – ثبات اللغة ، فثبات الإسلام في أصوله العامة يرتبط بثبات اللغة ، حتى يمكن تثبيت المفاهيم والمعاني الأصلية ، دون أن تحدث فجوة بين الأصل اللغوي المستعمل ، وما انتهى إليه في صورته ومعناه ، لأن الحكم يُبنى على تصور صحيح فالمعنى الشرعي للصلاة مثلا ، لا يمكن أن يتغير ، وكذلك الزكاة ، والحج والصوم ، فهذه العبادات لها مفهوم ثابت لا يتغير بمرور الزمن .
ثالثا: مبرر وجود المرونة والتطور في التشريع الإسلامي :
1 – تطور الحياة وتجددها : فالإنسان في حالة بحث دائمة عن أسرار الحياة ، وعن المجهول الذي يتكشف له رويدا ، وقد قال رب العزة " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" فعلى الإنسان ألا يقنع بما عَلِم ، وأن يعتقد أن فوق علمه علما ، وأن يطلب المزيد " وقل ربِ زدني علما "، وقد نص القرآن الكريم على طور الحياة وأسرار الكون : " سنريهم ءآياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "، وأشار – على سبيل المثال – إلى تطور وسائل النقل بقوله سبحانه " الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون "
2 – عالمية الإسلام ، فقد جاء الإسلام لكافة الأمم والشعوب ، فكان لابد أن يكون قادرا على مواكبة حاجات هذه الشعوب، ومسايرا للحضارات التي تعيش في ظلها، وتحقيق مصالحها المشروعة التي تتطور وتجدد في كل عصر ،وفي كل مصر ،وسن التشريعات المناسبة والملائمة لكل مجتمع بالاستعانة بذوي الخبرة العملية .
رابعا : مجالات الثبات في التشريع الإسلامي:
1 – الأصول والقواعد والمبادئ العامة والسنن الثابتة ، والنظريات الأساسية .
فالأصول تشمل العقائد ، من مثل أركان الإيمان الستة ، وحقيقة أن العقيدة الصحيحة بأركانها كلها شرط لصحة الأعمال وقبولها عند الله ، وحقيقة أن الدين عند الله الإسلام، وحقيقة أن الرابطة المقبولة للتجمع البشري هي العقيدة لا الأرض أو الجنس أو اللون هذه بعض الأصول الثابتة التي لا تتغير ، ولا تزداد مع الأيام إلا رسوخا تمكنا.
وأما القواعد العامة والمبادئ الكلية: فمنها على سبيل المثال قاعدة العدل ، فهي قاعدة ثابتة تحكم العلاقات في البيت والدولة والقضاء وكذلك قادة الشورى ، يجب العمل بها وكذلك قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون وفي تطبيق الأحكام ...إلخ.
وأما السنن الإلهية الثابتة : فمنها على سبيل المثال : سنة التدافع بين الحق والباطل ، كما قال ربُ العالمين :" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" فهي سنة ثابتة لا تتغير ،ففي كل عصر نجد أن الحق له أهله ، وأن الباطل له حزبه ، والصراع بينهما مستعر، لكن الحق – بإذن الله – صائر إلى بقاء وظهور ، والباطل إلى زوال وضمور.
وأما النظريات الأساسية فمنها مثلا أن نظام الأسرة يرتكن علىالزواج الشرعي لا السفاح ،وأن القوامة للرجل في البيت،وعلى المعاملة بين الزوجين بالمعروف ،وعلى مشروعي الطلاق..إلخ.
وفي النظام الاقتصادي نجد من الثوابت : حرمة الربا وتحريم الكسب الخبيث وفرضية الزكاة ..إلخ.
وفي نظام العقوبات هناك أمور لا تتطور ، كقتل القاتل عمدا ،وقطع يد السارق، فقد رفض النبي – صلى الله عليه وسلم – الشفاعة في الحدود ، قال : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها "( متفق عليه ) .
وفي نظام الميراث، للذكر مثل حظ الأنثيين وعدم حرمان الأصول والفروع وأحد الزوجين من الميراث مطلقا.
2 – في مجل الأمور التعبدية والقيم الأخلاقية : فالعبادات في الإسلام لا تتطور في شكلها، كهيئة السجود والركوع ،وحقيقة الصوم وقته ، وكيفية الإحرام والطواف ، ومقدار الزكاة ..إلخ.
والأخلاق الأساسية للمجتمع ، من صدق ووفاء وعفة وحياء وإيثار وكذلك الآداب الاجتماعية كالتسمية على الطعام ، وإفشاء السلام ، ومنع الخلوة بالأجنبية ، كلها فضائل لا يستغنى عنها مجتمع كريم .
وبهذا يتضح أن الثبات يمنح البشرية الميزان العدل المستقر الذي يرجع إليه الإنسان في كل ما يعرض له من مشاعر وأفكار وتصورات ، وبالتالي يبقى دائما في دائرة الأمان التي تقيه من التيه والضلال ، وهذا الميزان للمجتمع الإسلامي مبادئ ثابتة يتحاكم عليها هو وحكامه على السواء ليفر من الضنك والشقاء الذي وقعت فيه المجتمعات التي انطلقت من عقال المعتقدات والتصورات الأساسية للكون والحياة ، وراحت تغير تصوراتها ومرجعيتها ، كما تغير أزياءها وفق أهواء بيوت الأزياء :" من " ذلك من ءايات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" .
إن جانب المرونة في التشريع الإسلامي جعله قادرا على التكيف ومواجهة التطور والملاءمة مع كل وضع جديد بحيث لا يحدث جديد إلا وللإسلام فيه حكم، إما بالنص وإما بالاجتهاد ، وبذا فهولا يضيق بالوقائع المستجدة وحاجات الناس ومصالحهم .
كما أن إقرار المنهج الإسلامي بفكرة التطور والمرونة ، وجمعه بينها وبين الثوابت أفضى إلى أن يقر التناقضات الاجتماعية الموجودة في الحياة ، ويعدها كالسالب والموجب أداة للتعاون والتكامل لا للصراع والاقتتال ويرى أن الحقيقة ذات شقين فهي تتكامل بالتقائهما : الفرد والجماعة ، والمادة والروح ، والعقل ، والقلب، فالإسلام يرى ضرورة وجود هذه المتقابلات التي توصف بأنها متناقضات ويوافق بينها .
أما الفكر الغربي فقد كان إلى ما قبل عصر النهضة يؤمن بالثبات الذي قال به أرسطو، ثم اتخذ من نظرية دارون التي تقول بالتطور البيولوجي منطلقا للتغير الاجتماعي الذي نادى به هربرت سبنسر ومدرسته ، ثم انتقلت الفلسفة الغربية نقلة خطيرة حين أعلن هيجل نظريته في التغير المطلق إلى جوار فكرة التناقض والصراع، وهذه هي الفلسفة المادية التي أصبحت دين المدنية الغربية في العصر الحاضر.
أما المتغيرات في الإسلام فميدانها ما يلي :
1 – الفروع والجزئيات التي تستند إلى دليل ظني ، كالاختلاف في عدد الرضعات التي تثبت بها التحريم ، فجعاه بعضهم واحدة وبعضهم حمسا ، والاختلاف في الطلقات الثلاث هي تقع لفظ واحد أم لا ؟ فإن نظر الفقيه نفسه يمكن يتغير لتغير اجتهاده من مكان لآخر، استمدادا من قاعدة " لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان "
2 – الأساليب والوسائل ، فهدف الأرض يمكن تحقيقه بوسائل شتى، وهذه الوسائل تتطور من عصر إلى عصر حتى أصبحنا في عصر الأقمار الصناعية التي يمكن أن تكشف عن وجود الكنوز في الأرض ، أو المجوهرات في البحر..إلخ.
وحصول الإنسان على الثوابت والأجر له وسائل شتى فمنها : زيارة المريض وتفريج الكربات ، وطلب العلم..إلخ وكذلك تحقيق وتطبيق قاعدة الشورى فهو ليس مقيدا بصورة معينة ، فلا بأس من التجديد بشرط الوصول للشورى فعلا
( مَدْخَل إلى فِقْه الأولويات) بقلم د/ منير جمعة
كتبت تحت قسم
مقالات الدكتور منير جمعة
|
الجمعة، 25 ديسمبر 2009|
درعمى
في كتابه الجليل (الذريعة في مكارم الشريعة) يشير الإمام الراغب الأصفهاني إلى ما نسميه اليوم فقه الأولويات بقوله: لا يصح تعاطي الفضل إلا بعد العدل، فإن العدل فعل ما يجب والفضل الزيادة على ما يجب، وكيف يصح تصور الزيادة على شيء هو غير حاصل في ذاته؟ ولهذا قيل لا يستطيع الوصول من ضَيَّع الأصول.. فمن شَغَلَهُ الفرض عن الفضل فمعذور، ومن شغله الفضل عن الفرض فمغرور، وقد أشار الله تعالى بالعدل إلى الأحكام، وبالإحسان إلى المكارم بقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون) سورة النَّحْل الآية (90).
فما هو هذا المصطلح، وما حاجة المسلمين إليه وكيف يتم تطبيقه؟
سنحاول الإجابة عن كل تلك الأسئلة فيما يلى :
تعريف الأَوْلَى
وَرَدَتْ لفظة (أَوْلَى) بصيغة الإفراد إحدى عشرة مرة في القرآن الكريم،
أما معناها لغة: فاسم تفضيل، ينحصر استعماله اللغوي في معنيين :
الأول: بمعنى أَحَقّ وأَجْدَر، والثاني: بمعنى أَقْرَب.
غير أن هذا المعنى الثاني يرجع في أصله إلى المعنى الأول، فقد جاء في معجم (لسان العرب): يقال: فلانٌ أولى بهذا الأمر من فلان، أي أحق به، وفلان أولى بكذا، أي أحرى به وأجدر، وفي الحديث: "ألحقوا الفرائض بأهلها، فما أبقت السهام فلأولى رجل ذكر" (البخاري، انظر الفتح 12/11) أي أدنى وأقرب في النسب من المورث، ولمادة "أولى" استعمالات أُخَر، لكنها لا تخرج في مجموعها عن المعنى الأصلي الذي هو الأحقية، ومنها أَوْلاه على اليتيم: أَوْصَاه عليه، وأولاه معروفا: أسداه إليه، وأَوْلَى فُلانًا الأمر: جعله واليًا عليه، وأَوْلَى لك: كلمة تهديد ووعيد، أي: قاربـك الشر فاحذر، ومنه قوله تعــالى:(ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى) (ســورة القيامة الآية 35) وأولويّة : مصدر صناعي، جمعه أولويات، يقال: له الأولوية في كذا، أو الأحقية، والأولوية نسبة إلى الأولى.
وأما معنى الأولويات اصطلاحًا فهو: احترام مراتب الأعمال الشرعية، بتقديم الأهم منها على المهم، ووضع كل عمل في موضعه وإطاره الشرعي، "إذ لكل عمل مأمور به، أو منهي عنه وزن معين في نظر الشارع بالنسبة لغيره من الأعمال، ولا يجوز لنا أن نتجاوز به حدّه الذي حده له الشارع، فنهبط به عن مكانته، أو نرتفع به فوق مقداره
أما تعريف فقه الأولويات فهو "العلم بالأحكام الشرعية التي لها حق التقديم على غيرها بناء على العلم بمراتبها، وبالواقع الذي يتطلبها"
وهذا يعني أن تقديم حكم على آخر يتطلب :
أ- الفقه بأحكام الشرع وبمراتب هذه الأعمال، وبالقطعي منها من الظني، وبالأصل منها من الجزء، وبالكبير منها من الصغير، وبعبارة موجزة: العلم بالخريطة الشرعية للأحكام.
ب- العلم بالضوابط التي يتم بناء عليها ترجيح حكم على آخر في حالة التزاحم، أو في غير حالة التزاحم .
ج- العلم بالواقع والظروف التي يتحرك فيها المسلم .
وعلى هذا فما أصدق ما قاله ابن القيم حين دعا المفتي إلى نوعين من الفهم: "أحدهما فهم الواقع، والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما، والنوع الثاني هو: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر".
مظاهر غياب فقه الأولويات :
1- الانشغال بالفروع عن الأصول:
مثل الانشغال بحكم تحريك الإصبع في التشهد، والبسملة في الصلاة، وطريقة الهويّ إلى السجود هل نقدم اليدين أم الركبتين... إلخ. وعدم الانشغال بالقضايا الملحة، كقضايا تصحيح تصور المسلم عن الله عز وجل، وقضايا إصلاح الفساد ومقاومة الاستبداد، وتبعية الأمة لغيرها اقتصاديًا وسياسيًا، والتطبيع مع العدو الصهيوني، وتهريب الثروات للخارج، والجهل والأمية، والتخلف العلمي والتقني، وتزوير الإرادة الشعبية، وانتشار الربا والزنا... إلخ .
هذا إلى جوار انشغال معظم أفراد الأمة بكُرَةِ القدم، وما يسمونه الفن، وعدم الاهتمام بأهل العلم والدعوة والتربية، وهذا الكلام يعني أن مصطلح (فقه الواقع) ليس من اختراع المعاصرين فلا داعي للتوجس منه .
2- العناية بالشكل أكثر من المضمون:
كالاعتناء باللباس أكثر من اللازم، والزعم بأن ارتداء الثياب العصرية حرام، ونقول: إن الذي يُحَرَّم من الثياب هو ما كان بِنِيَّةِ التشبه بالكفار، فتكون هيئاتها لها خلفيات دينية أو عرقية أو مذهبية، أما الأزياء العادية التي يشترك فيها جميع الناس فتبقى مباحة للجميع، فقد ثبت -كما ذكر ابن القيم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرتدي ما تيسر له من الثياب، فالإسلام لم يلزم المسلم بزي معين، وإنما اشترط شروطا معينة متى توافرت جاز ارتداء ما يراه مناسبًا لظروفه، وإن لم يشبه زِيّ السلف .
ومن مظاهر العناية بالشكليات أيضًا: صرف الاهتمام والجدل والنقاش إلى الأمور الخلافية التي لم يحسمها العلماء من قبل، وترك التعاون على المتفق عليه، فبعض الشباب يتعصب لكيفيات معينة في الصلاة، ولكنه لا يهتم بالخشوع فيها، ولا المقصد منها: ?إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر?.. وبعضهم يحفظ المسائل الخلافية ويجعلها مقياسا للسُنَّة والبِدْعَة، والولاء والبراء ولا يكاد يعرف شيئا عن غيرها .
3- الانشغال بالعبادات الفردية أكثر من اهتمامهم بالعبادات الاجتماعية:
كعدم الاهتمام بالزكاة، والانشغال بالذِّكْر، وعدم الانشغال ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجار، ورعاية اليتامى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورعاية حقوق الإنسان والدعوة إلى العدل والشورى، والإصلاح بين الناس.
4- الزعم بأن جميع الأوامر الشرعية لها مرتبة واحدة :
وهذا خطأ محض فإن الأعمال تتفاضل ولذا كان الصحابة حريصين كل الحرص على معرفة (الأولى من الأعمال)، ولذا كثرت أسئلتهم عن أفضل الأعمال، وعن أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وجاءت الإجابات الشافية على نحو: "أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى" و"أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" و"أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"... إلخ .
التنصيص الأولوي :
كثيرًا ما يتم التنصيص في القرآن الكريم وفي السنة النبوية على أولوية أفعال معينة، وتقديمها على غيرها، وباستقرائنا لهذه الأولويات المنصوص عليها نلاحظ أن بعضها مُدْرَك العلة، وبعضها الآخر غير مُدْرَك، فمما لا تدرك فيه العلة تفضيل مسجده -صلى الله عليه وسلم- على سائر المساجد، وتفضيل الصيام -غير الفرض- في محرم على غيره، وتفضيل بعض صيغ الذِّكْر على غيرها، فهذه التفضيلات وغيرها لا يظهر للعقل البشري وجه الحكمة فيها فالحق سبحانه يفضل أحيانًا عبادات معينة في أزمنة وأمكنة معينة .
ومما يمكن تعليله : تفضيل العلم على العبادة، وتفضيل الجهاد على النوافل، وتفضيل صلاة الليل على غيرها، وتفضيل الصدقة على الأقارب على غيرهم... إلخ، وأغلب الأولويات التي تُدْرَك عللها تعود إلى أحكام المعاملات، أما الأولويات التي لا تُدْرَك علل تقديمها على غيرها؛ فتعود إلى أعمال العبادات غالبًا .
أولا : نماذج للأولويات في القرآن الكريم :
1 -الإخفاء في التطوعات أولى من الإظهار: قال تعالى:(إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير) سورة البقرة الآية (271)، قال الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية: "ذهب جمهور المفسرين إلى أن هذه الآية في صدقة التطوع؛ لأن الإخفاء فيها أفضل من الإظهار، وكذلك سائر العبادات: الإخفاء أفضل في تطوعها لانتفاء الرياء فيها، وليس كذلك الواجب".
وهذا هو الأصل، لا أن يكون الإظهار مصلحة راجحة مثل اقتداء الناس بالمتصدق شريطة أمن الرياء .
2- (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) سورة البقرة الآية (263)، القول المعروف هو الدعاء للفقير، والرد الجميل على السائل، وتلقيه بالترحيب، وطلاقة الوجه، وقد قـال - صلى الله عليه وسلم - : "الكلمة الطيبة صدقة" ( رواه مسلم في كتاب الزكاة 699/2).
3- إبراء المدين أولى من إنظاره: قال تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة البقرة الآية (280)، العُسرة: ضيق الحال، والنظرة: التأخير والتأجيل، والمعنى: إذا أقرضتم شخصًا ثم عجز عن السداد لشدة نزلت به، فأنظِروه إلى وقت الرخاء واليسر، لكن إبراءه وإسقاط الدَّيْن عنه أفضل وأكثر ثوابًا لكم. وقد جاء في فضل هذا الإبراء حديث نصه: "إن رجلا كان فيمن كان قبلكم أتاه المَلَك ليقبض روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: أنظر، قال: ما أعلم شيئًا، غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا، وأجازيهم، فأنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر، فأدخله الله الجنة" ( البخاري - كتاب الأنبياء 6/494)، وقد جاء في الحديث أيضًا: "... ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة" ( رواه مسلم/42074) .
4- العفو والصفح أولى من الانتصار. قال تعالى(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُون (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِين) سورة الشورى الآيتان (39-40)
إن الانتصار ورد العدوان، لا لوم فيه ولا عدوان ولا مؤاخذة، وإنما المؤاخذة في الابتداء بإيذاء الناس لكن العفو والمغفرة أفضل وأليق بالمؤمن؛ لأنه من الأعمال الحميدة والمشكورة، وهذا العفو المندوب إليه، إنما يكون في حالة الخطأ، أو التعمد الذي يرافقه التراجع وطلب المغفرة، أما إن كان المعتدي متماديًا في ظلمه وبغيه، فإن الانتصار في هذه الحالة أولى، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُون) وهذا هو اللائق بنا في قضية الرسوم المسيئة للنبي - صلى الله عليه وسلم - لأن القوم متعجرفون سائرون في غيِّهم .
ثانيًا: نماذج للأولويات في السنة :
1- الاشتغال بالعلم أولى من الاشتغال بالعبادات التطوعية: فقد جاء عن أبي الدرداء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" (سنن أبي داود 4/85)، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد" (سنن أبي داود 18/1)
فالعلم في الإسلام عبادة في حد ذاته، وهو مصدر الخير كله، ومفتاح النجاح في كل عمل، بدونه تختل الأعمال وبه تصلح، لذا كانت له المكانة الأولى، وكان مقدمًا على العبادة، وقد قال البخاري في إحدى تراجم كتاب العلم من صحيحه: "باب العلم قبل القول والعمل" لقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ) سورة محمد الآية (19)، فبدأ بالعلم العناية بأعمال القلوب أولى من العناية بأعمال الجوارح،(انظر فتح الباري 1/159).
2-عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا ينظر إلى صُوَرِكم وأموالكم ولكن يَنْظُر إلى قلوبكم وأعمالكم" (رواه مسلم - كتاب البر والصلة 1987/4) .
يقول الإمام الغزالي: "فالقلب هو العالم بالله، وهو المتقرب إلى الله، وهو الساعي إلى الله... وإنما الجوارح أتباع وخدم وآلات يستخدمها القلب ويستعملها استعمال المالك للعبد... وهو المطيع بالحقيقة له تعالى، وإنما الذي ينتشر على الجوارح من العبادات أنواره، وهو العاصي المتمرد على الله وإنما الساري على الأعضاء من الفواحش آثاره، وبإظلامه واستنارته تظهر محاسن الظاهر ومساوئه" (انظر الإحياء: 3/2)، ولعلاج أمراض القلب لابد من العلم الشرعي أولا، ثم العمل بهذا العلم ثانيًا .
3- الصدقـة حال الصحة أولى من الوصيـة: عن أبي هريـرة - رضي الله عنه - قال: "جاء رجل إلى رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان" (البخاري - كتاب الزكاة 3/285)؛ إن الإحسان في وقت الصحة والعافية، أفضل وأكثر أجرًا من بذل المال حال المرض واقتراب الأجل لأن ذلك دليل على الإخلاص وعلى ابتغاء ما عند الله .
لماذا نصوم عاشوراء ؟ بقلم / الدكتور منير جمعة
كتبت تحت قسم
مقالات الدكتور منير جمعة
|
الأحد، 20 ديسمبر 2009|
درعمى
فضل الشهر المحرم
-------------------------------
الأيام وعاء الأحداث ، ومستودع الجهود الإنسانية بخيرها وشرها ، وحلوها ومرها ، وإنما يكتسب الزمن قيمته من قيمة الحدث الذى تم فيه . وشهر المحرم من الأشهر الحرم ، التى حرم فيها القتال (يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ)(البقرة: من الآية217) . وهو الشهر الوحيد الذى ثبتت تسميته بشهر الله ، كما جاء فى الحديث عن أبى هريرة : " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم " { رواه مسلم } وفى شهر الله المحرم يوم عظيم هو يوم العاشر منه ، وقد أطلق عليه ( عاشورا) للمبالغة والتعظيم ، لأن فيه ذكريات غالية ، ينبغى تذكرها ، ولذا قال رب العزة لموسى علية السلام ( وذكرهم بأيام الله ) أى بنعم الله عليهم من النجاة من فرعون كما قال القرطبى فى التفسير ( 9/341 ) فيكون عاشوراء بناء على هذا من أيام الله الخالدة فى التاريخ فلنقف معه قليلاً .
-------------------------------
الأيام وعاء الأحداث ، ومستودع الجهود الإنسانية بخيرها وشرها ، وحلوها ومرها ، وإنما يكتسب الزمن قيمته من قيمة الحدث الذى تم فيه . وشهر المحرم من الأشهر الحرم ، التى حرم فيها القتال (يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ)(البقرة: من الآية217) . وهو الشهر الوحيد الذى ثبتت تسميته بشهر الله ، كما جاء فى الحديث عن أبى هريرة : " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم " { رواه مسلم } وفى شهر الله المحرم يوم عظيم هو يوم العاشر منه ، وقد أطلق عليه ( عاشورا) للمبالغة والتعظيم ، لأن فيه ذكريات غالية ، ينبغى تذكرها ، ولذا قال رب العزة لموسى علية السلام ( وذكرهم بأيام الله ) أى بنعم الله عليهم من النجاة من فرعون كما قال القرطبى فى التفسير ( 9/341 ) فيكون عاشوراء بناء على هذا من أيام الله الخالدة فى التاريخ فلنقف معه قليلاً .
يوم الأمل
---------------
ظل الحلم الكبير يداعب بنى إسرائيل حتى جاءهم موسى عليه السلام من مدين بغير الصفة التى خرج بها ، إذ أصبح رسولاً كريماً مكلفاً بحمل الدعوة ، وإنقاذ المستضعفين : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص 5 :6) .وذهب موسى وأخوه هارون إلى فرعون ، ومعهما هداية السماء ، ودار بينهما حوار وجدال ، وتواعد فى يوم حاشد ، وظهر الحق الأبلج ، ولكن هيهات للظالمين أن يقبلوه !فلم يجد موسى علية السلام بداً من أن يدعو على فرعون ، ويستعدى عليه الله سبحانه بما حكاه القرآن : ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) (يونس:88) . وكانت استجابة الله السريعة ، حين ( قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (يونس:89) . وأمر موسى ومن معه من بنى إسرائيل أن يخرجوا ليتحقق لهم الأمل الذى كانوا يتطلعون إليه ، وهو النجاة من فرعون والتمكين فى الأرض : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ، فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ، إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ، وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ ، وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) (الشعراء 52 :56). وسار موسى ومن معه ناحية الشرق ، وسرعان ما اكتشف فرعون خروجهم ، فحمله غيظه منهم على أن يتتبعهم بجنوده على وجه السرعة ، حتى أدركهم على مقربة من شاطئ اليم : ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء 61 :62) . وكانت ثقة موسى علية السلام بربه سبباً فى تمام النعمة وكمال المنة : ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)
---------------
ظل الحلم الكبير يداعب بنى إسرائيل حتى جاءهم موسى عليه السلام من مدين بغير الصفة التى خرج بها ، إذ أصبح رسولاً كريماً مكلفاً بحمل الدعوة ، وإنقاذ المستضعفين : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص 5 :6) .وذهب موسى وأخوه هارون إلى فرعون ، ومعهما هداية السماء ، ودار بينهما حوار وجدال ، وتواعد فى يوم حاشد ، وظهر الحق الأبلج ، ولكن هيهات للظالمين أن يقبلوه !فلم يجد موسى علية السلام بداً من أن يدعو على فرعون ، ويستعدى عليه الله سبحانه بما حكاه القرآن : ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) (يونس:88) . وكانت استجابة الله السريعة ، حين ( قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (يونس:89) . وأمر موسى ومن معه من بنى إسرائيل أن يخرجوا ليتحقق لهم الأمل الذى كانوا يتطلعون إليه ، وهو النجاة من فرعون والتمكين فى الأرض : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ، فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ، إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ، وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ ، وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) (الشعراء 52 :56). وسار موسى ومن معه ناحية الشرق ، وسرعان ما اكتشف فرعون خروجهم ، فحمله غيظه منهم على أن يتتبعهم بجنوده على وجه السرعة ، حتى أدركهم على مقربة من شاطئ اليم : ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء 61 :62) . وكانت ثقة موسى علية السلام بربه سبباً فى تمام النعمة وكمال المنة : ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)
(لأعراف:137) .
وها نحن أولاء – فى ذكرى التمكين للمستضعفين – نترقب الخلاص لأمتنا من ذلك الليل الطويل :
يا أمتى صبراً فليلك كاد يسفر عن صباح ****لا بد للكابوس أن ينزاح عنا أو يزاح
يا أمتى صبراً فليلك كاد يسفر عن صباح ****لا بد للكابوس أن ينزاح عنا أو يزاح
يوم العبرة بهلاك الظالمين
-----------------------
لم يتعظ فرعون – كشأن كل الطغاة والظالمين – حين رأى آيةً عظيمة من آيات الله أمام عينيه ، فها هو ذا البحر ينشق لموسى عليه السلام ،وهاهوذا طريق ممهد يظهر فجأة فوق الماء ، فتغافل فرعون عن ذلك كله وسار باطمئنان الجاهل ، واستخفاف الغافل يريد اللحاق بهؤلاء الفارين ولكنه وجد نفسه فجأة فى وسط الماء ، وأدرك مصيره الأسود المحتوم فحاول أن يصنع شيئاً ، ولكن الله بعدله العظيم ، لم يمكنه من النطق بكلمة التوحيد إلا فى الوقت الضائع ، حيث لا ينفع أحد إيمانه ؛ فكان سوء الخاتمة جزاءاً وفاقاً لما ارتكبه من جرائم وحشية فى حق الشعب ، ومن تطاول على رب العزة حين ادعى وهو الحقير الذليل أنه الإله المعبود وهكذا تعلمنا تلك النهاية أن جرائم الطغاة لا تذهب سدى فى لحظة عابرة ، وقد قال ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إن جبريل عليه السلام جعل يدس فى فم فرعون الطين خشية أن يقول لا إله إلا الله ، فيرحمه الله ـ أخرجه ابن حبان و الترمذى وصححه الألبانى و الأرناؤوط ـ وما أجمل ما حكاه القرآن العظيم عن غرق فرعون حين قال : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين ، فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس 90 :92) . إن الله عز وجل لم يكتف بعقوبة الآخرة – ويا لها من عقوبة !- ولكن سبحانه عاقبة فى الدنيا أيضاً بالغرق ، وجعله عبرةً فلم يسمح لجثته بالاندثار ، بل جعل بدنه يطفو على سطح الماء ويستقر على نجوة من الأرض – كما قال المفسرون – فأخذه المصريون واحتفظوا بجسده – كعادتهم بما مكنهم الله من أسرار التحنيط وسلطان العلم ، فصار لمن خلفه آية ، ليس لجيل أو جيلين ، بل لعشرات الأجيال ومئات السنين ؛ فسبحان الذى يمهل ولا يهمل !
يوم الصوم مع الذكرى والبشرى
--------------------------------
لم يتعظ فرعون – كشأن كل الطغاة والظالمين – حين رأى آيةً عظيمة من آيات الله أمام عينيه ، فها هو ذا البحر ينشق لموسى عليه السلام ،وهاهوذا طريق ممهد يظهر فجأة فوق الماء ، فتغافل فرعون عن ذلك كله وسار باطمئنان الجاهل ، واستخفاف الغافل يريد اللحاق بهؤلاء الفارين ولكنه وجد نفسه فجأة فى وسط الماء ، وأدرك مصيره الأسود المحتوم فحاول أن يصنع شيئاً ، ولكن الله بعدله العظيم ، لم يمكنه من النطق بكلمة التوحيد إلا فى الوقت الضائع ، حيث لا ينفع أحد إيمانه ؛ فكان سوء الخاتمة جزاءاً وفاقاً لما ارتكبه من جرائم وحشية فى حق الشعب ، ومن تطاول على رب العزة حين ادعى وهو الحقير الذليل أنه الإله المعبود وهكذا تعلمنا تلك النهاية أن جرائم الطغاة لا تذهب سدى فى لحظة عابرة ، وقد قال ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إن جبريل عليه السلام جعل يدس فى فم فرعون الطين خشية أن يقول لا إله إلا الله ، فيرحمه الله ـ أخرجه ابن حبان و الترمذى وصححه الألبانى و الأرناؤوط ـ وما أجمل ما حكاه القرآن العظيم عن غرق فرعون حين قال : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين ، فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس 90 :92) . إن الله عز وجل لم يكتف بعقوبة الآخرة – ويا لها من عقوبة !- ولكن سبحانه عاقبة فى الدنيا أيضاً بالغرق ، وجعله عبرةً فلم يسمح لجثته بالاندثار ، بل جعل بدنه يطفو على سطح الماء ويستقر على نجوة من الأرض – كما قال المفسرون – فأخذه المصريون واحتفظوا بجسده – كعادتهم بما مكنهم الله من أسرار التحنيط وسلطان العلم ، فصار لمن خلفه آية ، ليس لجيل أو جيلين ، بل لعشرات الأجيال ومئات السنين ؛ فسبحان الذى يمهل ولا يهمل !
يوم الصوم مع الذكرى والبشرى
--------------------------------
أراد الله سبحانه ليوم عاشوراء أن يظل بارزاً حياً ، وما ذاك – فى نظرنا – إلا لإحياء الذكرى بهلاك الظالمين ، والبشرى بحسن العاقبة للصابرين ولذا ظل هذا اليوم معظماً عبر القرون عند اليهود ، وانتقل تعظيمه إلى النصارى وإلى قريش فى الجاهلية ، إلى حد أنهم كانوا يصومونه ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يصومه فى الجاهلية أيضاً ، فقد جاء الحديث عن عائشة رضى الله عنه قالت : " كان يوم عاشوراء تصومه قريش وكان النبى صلى الله عليه وسلم يصومه فى الجاهلية ، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك عاشوراء ، فمن شاء صامه ، ومن شاء تركه " { متفق عليه } . والمراد بقول عائشة : " فلما فرض رمضان ترك عاشوراء " أى ترك وجوبه ، أما استحبابه فظل باقيا ، بل إن النبى صلى الله عليه وسلم رغب بعد ذلك فى فضل صومه بفعله وقوله ، فعن ابن عباس رضى الله عنه قال : " ما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على الأيام إلا هذا اليوم يوم عاشوراء " { متفق عليه } . وبين النبى صلى الله عليه وسلم فضل صيام هذا اليوم بقوله : " وصيام يوم عاشوراء إنى أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله " { رواه مسلم } . إن السبب فى تعظيم ذلك اليوم والأمر بصيامه ، وتكفير السيئات به ، يعود إلى ماله من تأثير على حياة البشر ، حينما تظل ذاكرة الأمة المسلمة يقظة ومتوقدة للمواقف الفاصلة بين الحق والباطل ، ويدل على ذلك ما نلمسه من إدراك النبى صلى الله عليه وسلم لأهمية استشعار البعد التاريخى فى الأحداث المعاصرة ، والشعور بوحدة المعركة ، فهلاك فرعون موسى بشرى بهلاك فرعون كل مرحلة من مراحل الصراع ، ولذلك جاء فى الحديث الذى رواه مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم سأل اليهود : ما هذا اليوم الذى تصومونه ؟ فقالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرق فرعون وقومه ، فصامه موسى شكراً ، فنحن نصومه ، فقال : فنحن أحق وأولى بموسى منكم " . والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
فتاوى الدكتور منير جمعة
كتبت تحت قسم
فتاوى الدكتور منير جمعة
,
مقالات الدكتور منير جمعة
|
الجمعة، 18 ديسمبر 2009|
درعمى
السلام عليكم و رحمة الله
فضيلة الشيخ هل واجب على الزوج كسوة الزوجة و لو كان لديها مرتب خاص بها علما ان هدا الزوج قادر على دلك
بارك الله فيكم
فضيلة الشيخ هل واجب على الزوج كسوة الزوجة و لو كان لديها مرتب خاص بها علما ان هدا الزوج قادر على دلك
بارك الله فيكم
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد..
فيجب على الزوج أن ينفق على زوجته شرعًا، مهما كانت الزوجة غنية. ولا يجوز للزوج أن يمتنع عن ذلك بحجة أن امرأته طالقة وهي حامل، لقوله تعالى: (وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق : 6]).
فيجب على الزوج أن ينفق على زوجته شرعًا، مهما كانت الزوجة غنية. ولا يجوز للزوج أن يمتنع عن ذلك بحجة أن امرأته طالقة وهي حامل، لقوله تعالى: (وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق : 6]).
تعمل. فالمرأة لها ذمة مالية مستقلة، ومن واجب الزوج النفقة. بل إن لها النفقة، والسكنة والكسوة، ولو كانت مطلقة طلاقًا رجعيًا؛ لأنها لا تزال زوجة، وهي في فترة العدة، ويجب النفقة على الزوج ولو كانت
والأدلة على وجود إنفاق الزوج على زوجه كثيرة منها قوله تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [البقرة : 233]).
وقوله صلى لله عليه وسلم: "أطعموهن مما تأكلون، وأكسوهن مما تكتسون، ولا تضربوهن، ولا تقبحوهن" رواه أبو داود وصححه الألباني.
وعن حكيم بن معاوية ـ رضي الله عنه ـ قال، قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه، قال: "أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تقبح الوجه، ولا تهجر إلا في البيت" رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقال النبي أيضًا في خطبة حجة الوداع: "ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هن أعوان عندكم، ألا وحقهن عليهكم أن تحسنوا لهن في كسوتهن، وطعامهن". رواه الترمذي وحسنه الألباني. والله أعلم.
----------------------------------------------
السلام عليكم
اعذركم على استفسارى ولكن برغم حيائى من الموضوع اريد أن اطمئن أنى لا أخالف الشرع
فى علاقتى الخاصة بزوجى هو يستمتع بملامسة قبلى باصابعه وبلسانه وفمه ويريد منى ان اضع عضوه فى فمى ولعقه
اعذركم على استفسارى ولكن برغم حيائى من الموضوع اريد أن اطمئن أنى لا أخالف الشرع
فى علاقتى الخاصة بزوجى هو يستمتع بملامسة قبلى باصابعه وبلسانه وفمه ويريد منى ان اضع عضوه فى فمى ولعقه
بلسانى ويقول أن هذا ليس حراما لأن الاسلام لم يترك شيئا حراما إلا وذكره فى القرآن أو السنة بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد..
فيجوز لكل من الزوجين الاستمتاع من الآخر بكل شيء ما خلا الدبر، والحيضة، فقد قال تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) [البقرة : 223])، وقد جاء في تفسير قوله تعالى: (وقدموا لأنفسكم) أن هي القبلة، وجاء ذلك في بعض الأحاديث أيضًا، وأما ما ذكرته السائلة الفاضلة فهو يسمى بالجنس "الفموي"، أو ما شابه ذلك.
وأقول إنه ليس مما جاء النهي عنه، لكنه منافٍ لأذواق الفطر السوية، والأولى البعد عنه، وإن قال بعض العلماء أنه يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم لجابر ـرضي الله عنه: "أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك" رواه البخاري ومسلم.
فنقول إن رواية الحديث عند البخاري بلفظ "فتضاحكها وتضاحكك"، فليس فيه دليل على ما تذكره السائلة،
والخلاصة... أن هذا الأمر ليس من مكارم الأخلاق، ولا من محاسن العادات وينبغي اجتنابه تنزلا، وترفعًا لما فيه من القذارة، ومخالفة الفطرة. إذ لا يؤمن مع خروج المني أن يخرج شيء من النجاسة معه، والمظنة هنا تأخذ حكم اليقين، فقد جاء الشرع بسد الذرائع.والله أعلم.
--------------------------------------
فيجوز لكل من الزوجين الاستمتاع من الآخر بكل شيء ما خلا الدبر، والحيضة، فقد قال تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) [البقرة : 223])، وقد جاء في تفسير قوله تعالى: (وقدموا لأنفسكم) أن هي القبلة، وجاء ذلك في بعض الأحاديث أيضًا، وأما ما ذكرته السائلة الفاضلة فهو يسمى بالجنس "الفموي"، أو ما شابه ذلك.
وأقول إنه ليس مما جاء النهي عنه، لكنه منافٍ لأذواق الفطر السوية، والأولى البعد عنه، وإن قال بعض العلماء أنه يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم لجابر ـرضي الله عنه: "أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك" رواه البخاري ومسلم.
فنقول إن رواية الحديث عند البخاري بلفظ "فتضاحكها وتضاحكك"، فليس فيه دليل على ما تذكره السائلة،
والخلاصة... أن هذا الأمر ليس من مكارم الأخلاق، ولا من محاسن العادات وينبغي اجتنابه تنزلا، وترفعًا لما فيه من القذارة، ومخالفة الفطرة. إذ لا يؤمن مع خروج المني أن يخرج شيء من النجاسة معه، والمظنة هنا تأخذ حكم اليقين، فقد جاء الشرع بسد الذرائع.والله أعلم.
--------------------------------------
هناك بنك حكومي يعطي قروض تسمى القرض العقاري ويسدد بفائدة على اقساط يسيرة ويتابع البنك من يستلم القرض للتاكد من ان القرض للبناء وليس لغيره وانا لا املك اي منزل فهل استطيع اخذ القرض علما ان البنك حكوميبسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأما بعد..
إن فوائد البنوك هي الربا المحرم، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "ما ظهر الزنا والربا في قرية إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله"، فلعل الربا السائد الآن، المسمى بفوائد البنوك هو أحد أسباب أزمات الأمة العظيمة، التي حلت بنا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الحق أن المشككين في تحريم فوائد البنوك ليس لهم أي منطق قوي، أو حجة مقنعة، وحسبنا أن المجامع الفقهية الإسلامية المختلفة في سائر دول العالم الإسلامي، والمؤتمرات العالمية للاقتصاد الإسلامي، كلها قد أجمعت أن الفوائد البنكية هي الربا المحرم.
وعلى ذلك، نقول للأخ السائل: ليس من الضرورة أن يشتري الإنسان بيتًا لا يملك ثمنه، بل يكفيه الإيجار، فلا وجه لأخذ هذا القرض، ولا سبب للخروج عن إجماع العلماء، فقد جاء في الحديث "إن الله لا يجمع أمتي" أو قال "أمة محمد على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ، شذ إلى النار" رواه الترمذي عن ابن عمر مرفوع، ومعناه صحيح، ومخالفة قلة من العلماء لجمهور الفقهاء، هي مخالفة مرفوضة. والله أعلم.
--------------------------------------------
إن فوائد البنوك هي الربا المحرم، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "ما ظهر الزنا والربا في قرية إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله"، فلعل الربا السائد الآن، المسمى بفوائد البنوك هو أحد أسباب أزمات الأمة العظيمة، التي حلت بنا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الحق أن المشككين في تحريم فوائد البنوك ليس لهم أي منطق قوي، أو حجة مقنعة، وحسبنا أن المجامع الفقهية الإسلامية المختلفة في سائر دول العالم الإسلامي، والمؤتمرات العالمية للاقتصاد الإسلامي، كلها قد أجمعت أن الفوائد البنكية هي الربا المحرم.
وعلى ذلك، نقول للأخ السائل: ليس من الضرورة أن يشتري الإنسان بيتًا لا يملك ثمنه، بل يكفيه الإيجار، فلا وجه لأخذ هذا القرض، ولا سبب للخروج عن إجماع العلماء، فقد جاء في الحديث "إن الله لا يجمع أمتي" أو قال "أمة محمد على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ، شذ إلى النار" رواه الترمذي عن ابن عمر مرفوع، ومعناه صحيح، ومخالفة قلة من العلماء لجمهور الفقهاء، هي مخالفة مرفوضة. والله أعلم.
--------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابتلاني الله ببلاء ألم بي الحزن والهم الشديدين ومن شدة همي وحزني أشكو لزوجتي همي واحيانا أبكي مرددا كلمة لقد تعبت ولكني احمد الله فورا واستغرفه ولا اعترض على حكمه فهل في هذا اعتراض مني على حكم الله أخشى أن اكون وقعت بهذا دون علمي مع أني لا اقصد بكلامي الاعتراض على حكم الله ولكن من شدة ما بي من هم وحزن
افيدوني جزاكم الله خيرابسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد..
فإن الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، والرضا بقدر الله ـ عز وجل ـ من سمات المؤمنين، فالمؤمن في الدنيا معرض للابتلاء في نفسه، وأهله، أو ماله، كما قال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ [آل عمران : 186])، فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة، بل فيها السراء والضراء، والخير والشر.
وقال سفيان الثوري في قول الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ [الحج : 34]) قال هم المطمئنون الراضون لقضاء الله المستسلمون له.
فيجب على الأخ السائل ألا يبث حزنه وشكواه إلا إلى الله، لقوله تعالى عن يعقوب عليه السلام: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف : 86]). كما قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه.
أما إخبار المخلوق بحاله لغيره لا على سبيل الشكوى، فإنه جائز.
ـ فقد قال نبي من أنبياء الله تعالى لرب العالمين (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء : 83])، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والعبد قد يصبر على المصيبة، ولا يرضى بها، فالرضا أعلى من مقام الصبر".
وإن كان الأولى ألا يتحدث الإنسان عن بلائه رضًا بقدر الله تعالى، فعن عطاء بن يسار أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إذا مرض العبد، بعث الله إليه ملكين، فقال انظروا ما يقول لعواده؟ فإن هو إذا جاءوه حمد الله، وأثنى عليه، رفعا ذلك إلى الله، هو أعلم، فيقول: لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيته أن أبدله لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، وإن أكفر عنه سيئاته". والحديث حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
والخلاصة.. أن المؤمن يستحب له أن لا يشكو إلا إلى الله، لكنه لو تحدث على غير نية الشكوى، هو جائز وإن كان الأولى تركه. والله أعلم.
--------------------------ارجوك رجاء شديدا ان تجيب عن سؤالي، لقد ارسلته لكم كثير ولا ادري لماذا تفضلون عدم الاجابة عليه.
توفي والدي وترك مال التأمين على الحياة،ويلزمنا المال للمساعدة لشراء منزل، هل هذا المال حلال؟ بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأما بعد..
فيلزمنا بعض التفصيلات حتى يكون الحكم دقيقًا، ولكننا بصفة عامة نقول إن كثيرًا من الفقهاء والعلماء المعاصرين، يحرمون التأمين على الحياة؛ لأنه قائم على الجهالة والتغرير، وفيه شبهة المقامرة وعدم الثقة بالقضاء والقدر.
وأما التغرير.. فلأن شركة التأمين لا تعلم على وجه التحديد كم قسطًا سيسدده المؤمن قبل أن يدهمه الموت، ولا يمكن لأحد المتعاقدين وقت العقد معرفة مدى ما يعطي أو يأخذ بمقتضى هذا العقد.
أما المقامرة في هذا العقد، فترجع لأنه يُنص فيه عادة على دفع مبلغ محدد للمؤمن له، أو لورثته عند موته، وقد يموت المؤمن بعد دفع القسط الأول وحده، أي دون أن يدفع أقساط كان من المفروض أن تصل إلى عشرين أو ثلاثين سنة.
وحينئذ فإن الشركة تدفع مبلغًا كبيرًا دون مقابل، ورأس المال الذي يدفعه المُؤمن للشركة لا يمكن تحديده؛ لأنه ينقطع بوقوع الحادث، فهناك جهالة في القدر، كما أن المؤمن عليه إذا أخل بالالتزام نحو الشركة بأن امتنع أو عجز عن دفع بعض الأقساط المستحقة عليه، يضيع عليه ما دفعه كله، أو جزء كبيرًا منه، مما يجعل هذا الشرط شرطًا فاسدًا.
وبعض شركات التأمين تدفع إذا انقضت المدة المشروطة، تدفع مجموع الأقساط التي دفعها المؤمن بالإضافة إلى مبلغ زائد. وهذا ربا قطعً.
إذن فعقود التأمين على الحياة، بوضعها الحالي تحتوي على المقامرة والمراهنة، والجهالة، والغرر، وبهذا تكون من العقود الفاسدة، فلا يجوز لهذه الأخت أن تنتفع هي والورثة، بهذا المال؛ لأنه جاء من حرام، والأولى أن تتخلص منه سريعًا، بالإنفاق على وجوه الخير. والله أعلم.
___________________
مدير الحوار :
وبما أن هذا المال يجب التخلص منه في وجوه البر والخير ومصارف الفقراء فإن المنتفعين بهذا التأمين إذا وصلوا إلى هذا الحد من الفقر والمسكنة فهم أولى به من غيرهم أو كانوا سواء، ومما يجب التنبيه إليه أن الأقساط التي دفعها المستأمن للشركة يجوز لورثته استردادها، فلا شبهة فيها ، وإنما الشبهة فيما تضيفه الشركة من عندها.
---------------------------------بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ،
الرجاء إفادتنا في المسألة التالية : رجل به سلس يسكن بعيدا عن المسجد بزهاء خمسة وعشرون دقيقة ، هذا من جهة ومن أخرى فإن خطبة الجمعة - في المينة التي يقيم فيها – تبدأ نصف ساعة تقريبا بعد دخول وقت صلاة الظهر ،
السؤال : هل يجوز لهذا الرجل التوضؤ في بيته مع دخول وقت الظهر ثم التوجه لحضور الجمعة دون إعادة الوضوء عند وصوله إلى المسجد أم لا ؟ .
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأما بعد..
فإن سلس البول مرض لو أكده الأطباء، فإنه يصير من الأعذار التي تبيح لصاحبها الصلاة معه، وإن اختلفوا في حد السلس الذي يصير به معذورًا، ولكننا بإجمال نقول إن من كان به سلس بول، يستثنى من شروط صحة الصلاة في الإسلام، المتعلقة بهذا العذر، مثل طهارة الثوب والجسد من النجاسات، ويستثنى من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: "تنزهوا من البول".
فإن كان هذا الأخ السائل مريضًا مرضًا دائمًا بمعنى استرسال سلس البول، واستمراره وعدم استمساكه، وفي هذه الحالة أوجب الفقهاء عليه بعد التبول والاستنجاء، عصب مخرج البول بما يمنع نزوله بقدر المستطاع.
ويجب عليه أن يتوضأ لوقت كل صلاة، ويصلي بوضوئه هذا ما شاء في هذا الوقت. من الفرائض والنوافل، ومتى خرج الوقت الذي توضأ فيه لفرض انتقض وضؤه فلا يصلي العصر مثلاً بوضوء الظهر. وعلى ذلك فإن هذا الأخ له أن يتوضأ بعد الأذان، وليس قبله ثم يذهب إلى المسجد لصلاة الجمعة. ونسأل الله أن يتقبل منا ومنه. والله أعلم.
-----------------------------اشتريت قطعة ارض بغرض بنائها والسكني فيها وحالت امكانيتي المادية دون ذلك وهي الان موجودة ولها3سنوات فهل عليها زكاة؟ بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما بعد :
الزكاة لا تجب على الأراضي المخصصة للسكنى بالإجماع؛ لإنها ليست مالاً ناميًا، فإن كانت النية أنها للسكن، فلا يجب عليها شيء، وأما إن تغيرت النية وأصبحت نية التجارة فعليها زكاة كل عام، وتخرج زكاة هذه العين حسب السعر بعد تقويمها، ولا زكاة إلا إذا حال عليها الحول.
فقد جاء في حديث سمرة، قال: "أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نخرج الصدقة (الزكاة) من الذي نعده للبيع" أخرجه أبو داود.
---------------------------هل يجوز تعليق صور لأفراد العائلة في المنزل؟بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما بعد..
فقد جاءت جملة من الأحاديث تنهى عن التصوير، ومنها: حديث "إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صورة"، وحديث: "أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون"، متفق عليه، وحديث: "كل مصور في النار" رواه مسلم.
وغير ذلك من الأحاديث، وواضح أن التصوير الفوتوغرافي أمر حادث كمعاصر، إذ لم يكن موجودًا ولا معروفًا على عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولذا فإن من أدخله تحت لفظ التصوير، إنما فعل ذلك قياسًا لا نصًا.
وأكثرهم يقيسه على التماثيل، وبعضهم يقيسه على الرسم باليد، والحق أن القياس هنا في الحالتين قياس مع الفارق، فالتماثيل لها جرم، ولها ظل، ويمكن أن نتصور إمكانية أن تنفخ فيها الروح، فكيف نقيس ما ليس له ظل وهو التصوير الفوتوغرافي على ما له ظل، كيف نقيس ما له بُعد واحد على التماثيل ذوات الأبعاد الثلاثية، وكذلك قياس التصوير الفوتوغرافي على الرسم باليد قياس مع الفارق.
إذ الرسم باليد يمكن للإنسان فيه أن يُطلق لخياله العنان، فيركب من الأشكال والأجسام ما يشاء.ويمكن أن تطرق إلى من يرسم فكرة مضاهاة خلق الله.
وهذا كله بخلاف التصوير الفوتوغرافي، فليس فيه مطلقًا إمكانية تطرق فكرة مضاهاة خلق الله إلى المصور؛ لأنه يصور ما هو موجود فعلاً، أي يصور خلق الله، ولا يضاهيه.
فالتصوير الحديث الآن يسلط الإنسان فيه آلة على جسم معين فينطبع هذا الجسم في ورقة فهذا في الحقيقة ليس تصويرًا؛ لأن التصوير مصدر صور أي جعل الشيء على صورة معين، بينما المصور الفوتوغرافي لم يجعله على صورة معينة، فهو لم يخطط العينين والأنف والشفتين، إنما نقل ما هو موجود، وعلى ذلك فالفارق بينهما واضح لكل ذي عقل، بل إن الرسم باليد فيه خلاف كبير، وإن كان لما فيه روح، فإن الإمام الطحاوي يرى أن حرمة الرسم قد نسخت، ودليله أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما دخل على عائشة ووجد صورة طائر على ستر لها، قال حولي عنها وجه هذا، فإنه يذكرني بالدنيا.
قال الطحاوي فلو كان حرامًا لما اكتفى بمجرد تحويل وجهه، ولا أمر بهتكه، كما فعل المرة الأولى، كما أن حال الصحابة نهى عن التصوير، ثم مرض، فذهب بعض الصحابة يعودونه فوجدوا صورة طائر فقال أحدهم ألم ينهنا عن التصوير أمس الأول، فقال بعضهم ألم تسمعوه حين قال إلا رقمًا في ثوب فسكتوا، حديث رواه مسلم.
قد استفاد من العلماء من الرقم على الثوب بمعنى الرسم الذي ليس له ظل على القماش، أو الأوراق، أو الجلد، أو ما شابه لا شيء فيه.وهو الراجح عندي.
والخلاصة.. أن التصوير الفوتوغرافي لا شيء فيه، والغريب أن بعض الذين يحرمون التصوير الفوتوغرافي يحلون التصوير بالفيديو، وهذا تناقض غريب، فالأمر فيهما واحد وهو الإباحة.
وأما حكم تعليق الصورة الفوتوغرافية، فقد يكون حرامًا لو كانت الصورة تشتمل على محرم، كصورة نساء متبرجات مثلاً، قد تكون مكروهة إذا كانت لمجرد الذكرى، أو لتعظيم بعض الأشخاص. والله أعلم.
------------------------------أنا مقيم في إحدى دول الخليج ، فهل يجوز لي لو سافرت إلى بلدي لمدة دون الأربعة أيام أن اجمع وأقصر في الصلاة ؟.
أفيدونا جزاكم الله خيرا
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد...
فإن القصرَ في السفر رخصة من الله ـ عز وجل ـ شرعه سبحانه للتخفيف على عباده، فمن سافر مسافة يطلق عليها سفرً في العرف جاز له قصر الصلاة الرباعية من ابتداء مفارقته لعامر قريته، أو مدينته، إلى وصوله الجهة التي يريد، فإن لم ينو بها إقامة، أو نوى إقامة أقل من أربعة أيام كما ذكر السائل قصر الصلاة أيضًا، وهذا رأي الجمهور، وأجاز بعضهم أن يقصر الصلاة، حتى بعد الأيام الأربعة، حتى لو نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام، طالما أنه لم ينوي الإقامة الدائمة، وقد استدل ابن القيم بفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما فتح مكة، فقد مكث بها ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكثر من أسبوعين، يقصر الصلاة، هذا دليل قوي على أن المسافر يقصر الصلاة إذا لم ينوي الإقامة، وكان بعض الصحابة يمكث شهورًا أو سنين يقصر الصلاة في السفر لعدم تمكنه من العودة، فقد كان ينتظر ذوبان الثلج مثلاً، أو ما شابه ذلك.
وعلى ذلك.. فالقصر في السفر هو الأصل، وإن كان هذه المسألة من المسائل التي كثر فيها خلاف العلماء، لكن جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند، وصححه الشيخ شاكر "إن الله يحب أن تؤتى رخصة، كما يكره أن تؤتى معصيته".
--------------------------------------------
ابتلاني الله ببلاء ألم بي الحزن والهم الشديدين ومن شدة همي وحزني أشكو لزوجتي همي واحيانا أبكي مرددا كلمة لقد تعبت ولكني احمد الله فورا واستغرفه ولا اعترض على حكمه فهل في هذا اعتراض مني على حكم الله أخشى أن اكون وقعت بهذا دون علمي مع أني لا اقصد بكلامي الاعتراض على حكم الله ولكن من شدة ما بي من هم وحزن
افيدوني جزاكم الله خيرابسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد..
فإن الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، والرضا بقدر الله ـ عز وجل ـ من سمات المؤمنين، فالمؤمن في الدنيا معرض للابتلاء في نفسه، وأهله، أو ماله، كما قال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ [آل عمران : 186])، فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة، بل فيها السراء والضراء، والخير والشر.
وقال سفيان الثوري في قول الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ [الحج : 34]) قال هم المطمئنون الراضون لقضاء الله المستسلمون له.
فيجب على الأخ السائل ألا يبث حزنه وشكواه إلا إلى الله، لقوله تعالى عن يعقوب عليه السلام: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف : 86]). كما قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه.
أما إخبار المخلوق بحاله لغيره لا على سبيل الشكوى، فإنه جائز.
ـ فقد قال نبي من أنبياء الله تعالى لرب العالمين (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء : 83])، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والعبد قد يصبر على المصيبة، ولا يرضى بها، فالرضا أعلى من مقام الصبر".
وإن كان الأولى ألا يتحدث الإنسان عن بلائه رضًا بقدر الله تعالى، فعن عطاء بن يسار أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إذا مرض العبد، بعث الله إليه ملكين، فقال انظروا ما يقول لعواده؟ فإن هو إذا جاءوه حمد الله، وأثنى عليه، رفعا ذلك إلى الله، هو أعلم، فيقول: لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيته أن أبدله لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، وإن أكفر عنه سيئاته". والحديث حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
والخلاصة.. أن المؤمن يستحب له أن لا يشكو إلا إلى الله، لكنه لو تحدث على غير نية الشكوى، هو جائز وإن كان الأولى تركه. والله أعلم.
--------------------------ارجوك رجاء شديدا ان تجيب عن سؤالي، لقد ارسلته لكم كثير ولا ادري لماذا تفضلون عدم الاجابة عليه.
توفي والدي وترك مال التأمين على الحياة،ويلزمنا المال للمساعدة لشراء منزل، هل هذا المال حلال؟ بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأما بعد..
فيلزمنا بعض التفصيلات حتى يكون الحكم دقيقًا، ولكننا بصفة عامة نقول إن كثيرًا من الفقهاء والعلماء المعاصرين، يحرمون التأمين على الحياة؛ لأنه قائم على الجهالة والتغرير، وفيه شبهة المقامرة وعدم الثقة بالقضاء والقدر.
وأما التغرير.. فلأن شركة التأمين لا تعلم على وجه التحديد كم قسطًا سيسدده المؤمن قبل أن يدهمه الموت، ولا يمكن لأحد المتعاقدين وقت العقد معرفة مدى ما يعطي أو يأخذ بمقتضى هذا العقد.
أما المقامرة في هذا العقد، فترجع لأنه يُنص فيه عادة على دفع مبلغ محدد للمؤمن له، أو لورثته عند موته، وقد يموت المؤمن بعد دفع القسط الأول وحده، أي دون أن يدفع أقساط كان من المفروض أن تصل إلى عشرين أو ثلاثين سنة.
وحينئذ فإن الشركة تدفع مبلغًا كبيرًا دون مقابل، ورأس المال الذي يدفعه المُؤمن للشركة لا يمكن تحديده؛ لأنه ينقطع بوقوع الحادث، فهناك جهالة في القدر، كما أن المؤمن عليه إذا أخل بالالتزام نحو الشركة بأن امتنع أو عجز عن دفع بعض الأقساط المستحقة عليه، يضيع عليه ما دفعه كله، أو جزء كبيرًا منه، مما يجعل هذا الشرط شرطًا فاسدًا.
وبعض شركات التأمين تدفع إذا انقضت المدة المشروطة، تدفع مجموع الأقساط التي دفعها المؤمن بالإضافة إلى مبلغ زائد. وهذا ربا قطعً.
إذن فعقود التأمين على الحياة، بوضعها الحالي تحتوي على المقامرة والمراهنة، والجهالة، والغرر، وبهذا تكون من العقود الفاسدة، فلا يجوز لهذه الأخت أن تنتفع هي والورثة، بهذا المال؛ لأنه جاء من حرام، والأولى أن تتخلص منه سريعًا، بالإنفاق على وجوه الخير. والله أعلم.
___________________
مدير الحوار :
وبما أن هذا المال يجب التخلص منه في وجوه البر والخير ومصارف الفقراء فإن المنتفعين بهذا التأمين إذا وصلوا إلى هذا الحد من الفقر والمسكنة فهم أولى به من غيرهم أو كانوا سواء، ومما يجب التنبيه إليه أن الأقساط التي دفعها المستأمن للشركة يجوز لورثته استردادها، فلا شبهة فيها ، وإنما الشبهة فيما تضيفه الشركة من عندها.
---------------------------------بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ،
الرجاء إفادتنا في المسألة التالية : رجل به سلس يسكن بعيدا عن المسجد بزهاء خمسة وعشرون دقيقة ، هذا من جهة ومن أخرى فإن خطبة الجمعة - في المينة التي يقيم فيها – تبدأ نصف ساعة تقريبا بعد دخول وقت صلاة الظهر ،
السؤال : هل يجوز لهذا الرجل التوضؤ في بيته مع دخول وقت الظهر ثم التوجه لحضور الجمعة دون إعادة الوضوء عند وصوله إلى المسجد أم لا ؟ .
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأما بعد..
فإن سلس البول مرض لو أكده الأطباء، فإنه يصير من الأعذار التي تبيح لصاحبها الصلاة معه، وإن اختلفوا في حد السلس الذي يصير به معذورًا، ولكننا بإجمال نقول إن من كان به سلس بول، يستثنى من شروط صحة الصلاة في الإسلام، المتعلقة بهذا العذر، مثل طهارة الثوب والجسد من النجاسات، ويستثنى من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: "تنزهوا من البول".
فإن كان هذا الأخ السائل مريضًا مرضًا دائمًا بمعنى استرسال سلس البول، واستمراره وعدم استمساكه، وفي هذه الحالة أوجب الفقهاء عليه بعد التبول والاستنجاء، عصب مخرج البول بما يمنع نزوله بقدر المستطاع.
ويجب عليه أن يتوضأ لوقت كل صلاة، ويصلي بوضوئه هذا ما شاء في هذا الوقت. من الفرائض والنوافل، ومتى خرج الوقت الذي توضأ فيه لفرض انتقض وضؤه فلا يصلي العصر مثلاً بوضوء الظهر. وعلى ذلك فإن هذا الأخ له أن يتوضأ بعد الأذان، وليس قبله ثم يذهب إلى المسجد لصلاة الجمعة. ونسأل الله أن يتقبل منا ومنه. والله أعلم.
-----------------------------اشتريت قطعة ارض بغرض بنائها والسكني فيها وحالت امكانيتي المادية دون ذلك وهي الان موجودة ولها3سنوات فهل عليها زكاة؟ بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما بعد :
الزكاة لا تجب على الأراضي المخصصة للسكنى بالإجماع؛ لإنها ليست مالاً ناميًا، فإن كانت النية أنها للسكن، فلا يجب عليها شيء، وأما إن تغيرت النية وأصبحت نية التجارة فعليها زكاة كل عام، وتخرج زكاة هذه العين حسب السعر بعد تقويمها، ولا زكاة إلا إذا حال عليها الحول.
فقد جاء في حديث سمرة، قال: "أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نخرج الصدقة (الزكاة) من الذي نعده للبيع" أخرجه أبو داود.
---------------------------هل يجوز تعليق صور لأفراد العائلة في المنزل؟بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما بعد..
فقد جاءت جملة من الأحاديث تنهى عن التصوير، ومنها: حديث "إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صورة"، وحديث: "أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون"، متفق عليه، وحديث: "كل مصور في النار" رواه مسلم.
وغير ذلك من الأحاديث، وواضح أن التصوير الفوتوغرافي أمر حادث كمعاصر، إذ لم يكن موجودًا ولا معروفًا على عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولذا فإن من أدخله تحت لفظ التصوير، إنما فعل ذلك قياسًا لا نصًا.
وأكثرهم يقيسه على التماثيل، وبعضهم يقيسه على الرسم باليد، والحق أن القياس هنا في الحالتين قياس مع الفارق، فالتماثيل لها جرم، ولها ظل، ويمكن أن نتصور إمكانية أن تنفخ فيها الروح، فكيف نقيس ما ليس له ظل وهو التصوير الفوتوغرافي على ما له ظل، كيف نقيس ما له بُعد واحد على التماثيل ذوات الأبعاد الثلاثية، وكذلك قياس التصوير الفوتوغرافي على الرسم باليد قياس مع الفارق.
إذ الرسم باليد يمكن للإنسان فيه أن يُطلق لخياله العنان، فيركب من الأشكال والأجسام ما يشاء.ويمكن أن تطرق إلى من يرسم فكرة مضاهاة خلق الله.
وهذا كله بخلاف التصوير الفوتوغرافي، فليس فيه مطلقًا إمكانية تطرق فكرة مضاهاة خلق الله إلى المصور؛ لأنه يصور ما هو موجود فعلاً، أي يصور خلق الله، ولا يضاهيه.
فالتصوير الحديث الآن يسلط الإنسان فيه آلة على جسم معين فينطبع هذا الجسم في ورقة فهذا في الحقيقة ليس تصويرًا؛ لأن التصوير مصدر صور أي جعل الشيء على صورة معين، بينما المصور الفوتوغرافي لم يجعله على صورة معينة، فهو لم يخطط العينين والأنف والشفتين، إنما نقل ما هو موجود، وعلى ذلك فالفارق بينهما واضح لكل ذي عقل، بل إن الرسم باليد فيه خلاف كبير، وإن كان لما فيه روح، فإن الإمام الطحاوي يرى أن حرمة الرسم قد نسخت، ودليله أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما دخل على عائشة ووجد صورة طائر على ستر لها، قال حولي عنها وجه هذا، فإنه يذكرني بالدنيا.
قال الطحاوي فلو كان حرامًا لما اكتفى بمجرد تحويل وجهه، ولا أمر بهتكه، كما فعل المرة الأولى، كما أن حال الصحابة نهى عن التصوير، ثم مرض، فذهب بعض الصحابة يعودونه فوجدوا صورة طائر فقال أحدهم ألم ينهنا عن التصوير أمس الأول، فقال بعضهم ألم تسمعوه حين قال إلا رقمًا في ثوب فسكتوا، حديث رواه مسلم.
قد استفاد من العلماء من الرقم على الثوب بمعنى الرسم الذي ليس له ظل على القماش، أو الأوراق، أو الجلد، أو ما شابه لا شيء فيه.وهو الراجح عندي.
والخلاصة.. أن التصوير الفوتوغرافي لا شيء فيه، والغريب أن بعض الذين يحرمون التصوير الفوتوغرافي يحلون التصوير بالفيديو، وهذا تناقض غريب، فالأمر فيهما واحد وهو الإباحة.
وأما حكم تعليق الصورة الفوتوغرافية، فقد يكون حرامًا لو كانت الصورة تشتمل على محرم، كصورة نساء متبرجات مثلاً، قد تكون مكروهة إذا كانت لمجرد الذكرى، أو لتعظيم بعض الأشخاص. والله أعلم.
------------------------------أنا مقيم في إحدى دول الخليج ، فهل يجوز لي لو سافرت إلى بلدي لمدة دون الأربعة أيام أن اجمع وأقصر في الصلاة ؟.
أفيدونا جزاكم الله خيرا
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد...
فإن القصرَ في السفر رخصة من الله ـ عز وجل ـ شرعه سبحانه للتخفيف على عباده، فمن سافر مسافة يطلق عليها سفرً في العرف جاز له قصر الصلاة الرباعية من ابتداء مفارقته لعامر قريته، أو مدينته، إلى وصوله الجهة التي يريد، فإن لم ينو بها إقامة، أو نوى إقامة أقل من أربعة أيام كما ذكر السائل قصر الصلاة أيضًا، وهذا رأي الجمهور، وأجاز بعضهم أن يقصر الصلاة، حتى بعد الأيام الأربعة، حتى لو نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام، طالما أنه لم ينوي الإقامة الدائمة، وقد استدل ابن القيم بفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما فتح مكة، فقد مكث بها ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكثر من أسبوعين، يقصر الصلاة، هذا دليل قوي على أن المسافر يقصر الصلاة إذا لم ينوي الإقامة، وكان بعض الصحابة يمكث شهورًا أو سنين يقصر الصلاة في السفر لعدم تمكنه من العودة، فقد كان ينتظر ذوبان الثلج مثلاً، أو ما شابه ذلك.
وعلى ذلك.. فالقصر في السفر هو الأصل، وإن كان هذه المسألة من المسائل التي كثر فيها خلاف العلماء، لكن جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند، وصححه الشيخ شاكر "إن الله يحب أن تؤتى رخصة، كما يكره أن تؤتى معصيته".
--------------------------------------------
مصر والجدار العازل
كتبت تحت قسم
غزة بين النار والحصار
|
الأربعاء، 16 ديسمبر 2009|
درعمى
مصر تبرر بناء الجدار العازل مع غزة بأنه لضمان أمنها
الإسلام اليوم/ وكالات
برّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إنشاءَ الحكومة المصرية جدارًا عازلًا على الحدود مع قطاع غزة بأنّه "قرار سيادي"، فيما أكّد الناطق الرسمي باسم الرئاسة في مصر سليمان عوّاد أن من حق بلاده أن تتخذ ما تشاء من إجراءات لضمان أمن وسلامة حدودها.
وقال أبو الغيط في تصريح لفضائية "العربية": إنّ من حق مصر إقامة أي إنشاءات داخل أراضيها أو وضع أي أجهزة للتنصت، وأنّ ذلك أمر سيادي لا مندوحة عنه، وذلك في ردّه على الانتقادات الكثيرة التي طالت السلطات المصرية بشأن بناء جدارٍ عازلٍ على الحدود مع قطاع غزة مما اعتبر حصارًا جديدًا على القطاع.
ومن جانبها، أدانت حركة حماس تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية- المنتهية ولايته- محمود عباس المؤيدة لبناء جدار فولاذي على حدود قطاع غزة مع مصر، وأشار بيان حماس إلى أنّ المقاومة في القطاع لا تشكل خطرًا أمنيًا على مصر.
وكان أبو الغيط أكّد في وقت سابق أنّ لبلاده كل الحق في أن تفعل داخل أراضيها ما يؤمّن سلامتها ويحافظ على أمنها القومي. وقال لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: إنّ "مصر لديها مطلق الحرية في أن تفعل داخل أراضيها ما يؤمّن سلامتها، ولا يمكن أن يزعم ولا يحقّ لعربي مهما كان، وباسم أي قضية مهما كانت أن يقول لمصر: افعلي هذا أو لا تفعلي ذاك على أراضيك، خصوصًا أن مصر مستعدة للمساعدة وبذل الجهد للدفاع عن الحقوق الفلسطينية".
وأضاف: "من هنا إذا ما طرحت مصر أي أفكار خاصة بوضع مجسات أو قواعد للسيطرة على التهديدات الأمنية ضد أراضيها، فهذا حقها. عدا ذلك، لا أرغب في تناول ما نفعله في هذه المنطقة في الوقت الحالي".
وتابع: "المؤكد أننا لا نعتدي على أي طرف عربي. هناك شيء اسمه الأمن القومي المصري ولا يجب أن تنتهك أراضي مصر".
وواصل وزير خارجية مصر حديثه بالقول: "دعونا نقنع الفلسطينيين بوضع حدّ لهذا الانقسام وهذا التشرذم والسعي إلى المصالح الضيقة، والأمر المقيت الذي نراه في تصرفات الفلسطينيين في هذه المرحلة. دعونا نعود مرة أخرى لعمل الوحدة الوطنية ونحقق لهم أملهم بالدولة التي لن تتحقق ما بقي هذا التشرذم قائمًا والافتراق بين الضفة وغزة".
بدوره، أكّد الناطق الرسمي باسم الرئاسة في مصر سليمان عواد أن من حق بلاده أن تتخذ ما تشاء من إجراءات لضمان أمن وسلامة حدودها.
ونقلت صحيفة "الأهرام" اليوم الثلاثاء عن عواد القول أمس خلال مرافقته للرئيس حسني مبارك في جولته الخليجية التي بدأها بالإمارات أن ضمان مصر لأمن وسلامة حدودها هو مسؤولية الدولة، مؤكدا أن دعم مصر الثابت للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة أو في الشتات "دعم ثابت لا يتزعزع".
وقال :"علينا أن نتذكر ما حدث يوم 23 يناير من العام الماضي عندما تدفق أكثر من 700 ألف فلسطيني عبر الحدود". وأوضح أن بعض تلك العناصر تسللت خارج سيناء ووصلت إلى محافظات مصرية بعيدة مثل بني سويف.
--------------------------------------------------------------------------
مقالات ذات صلة:
----------------------------------
واجبنا تجاه فلسطين
الجدار العاذل /بقلم الدكتور أحمد سعيد
الإسلام اليوم/ وكالات
برّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إنشاءَ الحكومة المصرية جدارًا عازلًا على الحدود مع قطاع غزة بأنّه "قرار سيادي"، فيما أكّد الناطق الرسمي باسم الرئاسة في مصر سليمان عوّاد أن من حق بلاده أن تتخذ ما تشاء من إجراءات لضمان أمن وسلامة حدودها.
وقال أبو الغيط في تصريح لفضائية "العربية": إنّ من حق مصر إقامة أي إنشاءات داخل أراضيها أو وضع أي أجهزة للتنصت، وأنّ ذلك أمر سيادي لا مندوحة عنه، وذلك في ردّه على الانتقادات الكثيرة التي طالت السلطات المصرية بشأن بناء جدارٍ عازلٍ على الحدود مع قطاع غزة مما اعتبر حصارًا جديدًا على القطاع.
ومن جانبها، أدانت حركة حماس تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية- المنتهية ولايته- محمود عباس المؤيدة لبناء جدار فولاذي على حدود قطاع غزة مع مصر، وأشار بيان حماس إلى أنّ المقاومة في القطاع لا تشكل خطرًا أمنيًا على مصر.
وكان أبو الغيط أكّد في وقت سابق أنّ لبلاده كل الحق في أن تفعل داخل أراضيها ما يؤمّن سلامتها ويحافظ على أمنها القومي. وقال لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: إنّ "مصر لديها مطلق الحرية في أن تفعل داخل أراضيها ما يؤمّن سلامتها، ولا يمكن أن يزعم ولا يحقّ لعربي مهما كان، وباسم أي قضية مهما كانت أن يقول لمصر: افعلي هذا أو لا تفعلي ذاك على أراضيك، خصوصًا أن مصر مستعدة للمساعدة وبذل الجهد للدفاع عن الحقوق الفلسطينية".
وأضاف: "من هنا إذا ما طرحت مصر أي أفكار خاصة بوضع مجسات أو قواعد للسيطرة على التهديدات الأمنية ضد أراضيها، فهذا حقها. عدا ذلك، لا أرغب في تناول ما نفعله في هذه المنطقة في الوقت الحالي".
وتابع: "المؤكد أننا لا نعتدي على أي طرف عربي. هناك شيء اسمه الأمن القومي المصري ولا يجب أن تنتهك أراضي مصر".
وواصل وزير خارجية مصر حديثه بالقول: "دعونا نقنع الفلسطينيين بوضع حدّ لهذا الانقسام وهذا التشرذم والسعي إلى المصالح الضيقة، والأمر المقيت الذي نراه في تصرفات الفلسطينيين في هذه المرحلة. دعونا نعود مرة أخرى لعمل الوحدة الوطنية ونحقق لهم أملهم بالدولة التي لن تتحقق ما بقي هذا التشرذم قائمًا والافتراق بين الضفة وغزة".
بدوره، أكّد الناطق الرسمي باسم الرئاسة في مصر سليمان عواد أن من حق بلاده أن تتخذ ما تشاء من إجراءات لضمان أمن وسلامة حدودها.
ونقلت صحيفة "الأهرام" اليوم الثلاثاء عن عواد القول أمس خلال مرافقته للرئيس حسني مبارك في جولته الخليجية التي بدأها بالإمارات أن ضمان مصر لأمن وسلامة حدودها هو مسؤولية الدولة، مؤكدا أن دعم مصر الثابت للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة أو في الشتات "دعم ثابت لا يتزعزع".
وقال :"علينا أن نتذكر ما حدث يوم 23 يناير من العام الماضي عندما تدفق أكثر من 700 ألف فلسطيني عبر الحدود". وأوضح أن بعض تلك العناصر تسللت خارج سيناء ووصلت إلى محافظات مصرية بعيدة مثل بني سويف.
--------------------------------------------------------------------------
مقالات ذات صلة:
----------------------------------
واجبنا تجاه فلسطين
الجدار العاذل /بقلم الدكتور أحمد سعيد
فتاوى الدكتور منير جمعة
كتبت تحت قسم
فتاوى الدكتور منير جمعة
,
مقالات الدكتور منير جمعة
|
الأحد، 13 ديسمبر 2009|
درعمى
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خيرا لما تقدموه لنا من فتاوي خاصة و عامة جعل الله مجهوداتكم في ميزان حسناتكم سألتني صديقة لي هل يجوز لها أن تستعمل جهاز الكمبيوتر و النت الخاص بالعمل من أجل أغراض شخصية كأن تتصفح الميلات أو تقرأ قصة او تبحث في التفسير عبر النت أو تصفح المنتدى علما أن السائلة تتوفر لها الوقت لذلك بعد أن تقوم بعملها على أكمل وجه و جزاكم الله خيرا بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فبعض العلماء يرى أن استخدام أدوات العمل لأغراض شخصية له حالتان، الأولى: أن يستخدمها على وجه لا تستهلك فيه كالأدوات الهندسية (المسطرة، والفرجار ونحو ذلك) ، أو جهاز الكمبيوتر ، أو استخدام اشتراك الإنترنت الذي لا تزيد تكلفته بزيادة الاستعمال ، ونحو ذلك ، فهذا الاستعمال جائز إذا كان على الوجه المعتاد الذي لا يضر الجهاز المستعمل .
الثانية : أن يستخدمها على وجه تستهلك فيه ، كالأوراق أو الحبر والأقلام ونحو ذلك ، فهذا لا يجوز للموظف استعماله وهذا الرأى صحيح لأنه لا يحقق ضررا للعمل ولو كان العمل خاصا فالأولى اسئذان صاحب العمل لأنهله حرية التصرف فيما يملك ،والقاعدة أنه :لا ضرر ولا ضرار, والله أعلم شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرجو منكم أن تفتوني في قضيتي، وهي أنى متزوجة منذ 6 سنوات ولي طفلة عمرها 9 شهور ولاحظت أن معاملة زوجي اختلفت معي كثيرا معي بعد الإنجاب، حيث أنني منذ تزوجت وأنا اعمل موظفة من اجل العيش الكريم وتحسين مستوى الحياة لنا ، وزوجي أيضا موظف، منذ البداية وكل راتبي تحت تصرف زوجي، فقط أساعد أهلي بمبلغ بسيط من راتبي لان وضعهم المادي صعب جدا، وأنا والحمد الله لن اقصر في زوجي يوم واحد حيث أسسنا لنا شقة مستقلة عند أهله بعد زواجنا مباشرة حيث تعاونا عليها وهي باسمه واشترينا بعدها سيارة وهي باسمه أيضا ولكن بحكم عملنا بمحافظة أخرى اضطرنا إلى أن أبيع ذهبي (مهري) و أن نشتري شقة لنا لأننا نسكن بشقة بالإيجار وقد تم تسجيل الشقة باسمي بعد الاتفاق معه، زوجي اليوم يعايرني بأنه هو الذي اشترى وعمل كل شي وحده وانه هو صاحب الفضل علي في كل شي وانه لا يوجد امرأة تعيش مثل عيشتي، وبدء بسبي وسب أهلي ويتهجم علي بالضرب ولا يحترمني، وان الذهب الذي قدمه مهري وهو له وراتبي له حتى أن بطاقة الصراف الالي الذي لي لا احكم أن امسكه بيدي، مع أنني لن اقصر فيه بشيء واقوم بكل شيء من تنظيف وشكراالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك بالصبر ومقابلة الإساءة بالإحسان، لعل الله تعالى يوفق زوجك للتغيير من أخلاقه ومواقفه، واطرقي باب أرحم الراحمين، وأكثري من الدعاء لنفسك بأن يفرج الله عنك، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأكثري من الدعاء لزوجك أيضاً بالهداية والصلاح.
وإذا لم يستقم الحال فوسطي من ترينه صالحاً بينك وبين زوجك، لعل الله تعالى يجري الخير على يد هذا الوسيط، فإن الله تعالى يقول: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء:128}، فإن أصر الزوج على تعنته وسوء معاملته، وعجزت عن الصبر على ذلك فلا حرج عليك في طلب الطلاق أو الخلع، ولكن لا تلجأ المرأة الصالحة لذلك إلا إذا سدت كل الأبواب وفسدت كل المحاولات للإصلاح ونسأل الله أن يصلح لك الحال، وأن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق. والله أعلم. --------------------------------------------السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما حكم اقتناء الالات الموسيقية و العزف عليها كهواية؟ ما هو العقاب المترتب على ذلك من الحديث و السنة للعازف عليها.....و شكرابسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فكل ما ورد فى تحريم الموسيقى إما أنه صريح غير صحيح أو صحيح غير صريح ،وحديث البخارى فى تحريم المعازف تكلم العلماء فى سنده ومتنه أما سنده فهو معلق ومعلقات البخارى لها وضع خاص عند بعض العلماء ولذا صححوها وهي ضعيفة عند بعضهم؛ ولذا فلم يصح عندهم حديث في تحريم الموسيقى. ومن ناحية المتن فقد ورد في الحديث تحريم أشياء أخرى مثل الحر (الفرج) والخمر، مما جعل بعض العلماء يقول: إن المعازف لا تحرم إلا إذا اقترنت في مجلس واحد بهذه الأشياء، وهذا عندهم يسمى دلالة الاقتران .
والخلاصة أن الحديث محتمل والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال. والله أعلم.-------------------------------
اتفق والدى مع والدتى على الاحتفاظ بمبلغ من المال لمرض او غيره واذا توفى الاثنين يخرجه الابناء كصدقة جارية لهما والان توفى والدى وتريد امى الاحتفاظ بهذا المبلغ كما اتفقت مع ابى ولاتوزعه على الورثة علما انه مبلغ يقل عن ثلث التركة بكثيرفهل يجوز ذلكبسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فواضح من خلال السؤال أن هذه الوصية من الزوج لزوجه أنه إذا مات أحدهما فعلى الآخر أن يتصدق بهذا المبلغ، وهو من ناحية أخرى أقل من الثلث، وليست وصية لوارث لأنها صدقة وعلى ذلك فموقف الأم صحيح ويجب عليها أن تتصدق بهذا المبلغ في وجوه الخير المعروفة.
والله أعلم.----------------------------سؤالى كالتالى توفى والدى فى شهر 04/2008 وكان قد ترك مبلغ من المال فى حسابه وكان يدفع زكاة ماله كل بداية
سنة هجرية ولكن عندما سالنا قالوا ان زكاة هذا المال تدفع بعد مرور عام من وفاته وفعلا دفعنا زكاة هذا المال فى شهر 04/2009 وبعد وفاة والدى بخمسة شهور توفيت والدتى فى شهر 09/2008 وكان لديها قيمة من الذهب ولكنها لم تكن تزكى عليها لان الذهب كان للاستعمال العادى وليس للكنز اى كان مما تلبسه ولكن بعد وفاته لم يقم احد بلبسه ولم يستعمل منذ ذلك فهل تدفع عليه زكاة الان وحيث اننا متعودون على دفع زكاة كل شئ يوجب الزكاة وبلغ النصاب فى بداية كل سنة هجرية فهل يجوز لنا ان نجعل الزكاة كلها فى نفس الفترة حتى لايكون هناك تلابيس فى قيم الزكاة وفى نفس النطاق أنا أملك قيمة من الذهب لغرض الزينة والاستعمال العادى ولكن منذ وفاة والدايا اى مايقارب على السنة والنصف لم البسها فهل توجب الزكاة الآن لعدم لبسها أرجو أيفادتى فى كل هذه المواضيع وبارك الله فيكمبسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فإن الزكاة لا تجب قبل الحول إجماعا وبناء عليه فليس على هؤلاء الأبناء أن يزكوا مال أبيهم بعد وفاته إذا كان قد أخرج الزكاة في الأعوام السابقة وإنما يسقط الحول الذي مات فيه الأب لأنه لم يتم. وإنما عليهم أن يزكي كل واحد منهم نصيبه من التركة بعد مرور عليه.
أما الذهب فإذا كان للزينة فليس عليه زكاة وإن لم يستعمل فالعبرة بالنية لا بالاستعمال وهذه الأم التي تركت الذهب لم يكن عليها زكاة في حياتها، وهؤلاء الأبناء بعد أن تملكوا الذهب فهو ملك لهم جميعا، فيجب معرفة نصيب كل واحد منهم ولو على الشيوع فإن بلغ النصاب ومر عليه الحول وجبت فيه الزكاة إلا لبناتها اللاتي قررن جعله للزينة، وهنا تسقط الزكاة عنهن, والله أعلم .
---------------------------------السلام عليكم شيخنا الفاضل لدي سؤال ارجو التكرم بالفتوي: وهو كالتالي اتفق ولي امري مع زوجي قبل الزواج على مكان السكن بالمحافظة ووافق زوجي على لك وهو لديه مسكن مناسب ولديه ايضا مسكن بقرية صغيرة في بيت ابيه ولكن رفضت انا وولي امري السكن بالقرية واشترطنا السكن بالمحافظة وهو وافق على ذلك فهل يجوز له ان يطلب مني بعد زواجنا ان اسكن بالقرية واذا انا رفضت ذلك بناءا على الاتفاق الذي تم بداية بينه وبين ولي امري وهو قد وافق عليه اكون ناشذا واثمة ام اني على حق,وشكرا فضيلة الشيخ وجزاكم الله خيرابسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
عقد الزواج ميثاق غليظ فيجب احترامه على الزوجين احتراما تاما، فإذا تضمن عقد الزواج كتابة أو شفاهة الإقامة في مسكن معين لم يجز للزوج أن يغير هذا الاتفاق من طرف واحد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج". وعلى ذلك فيجوز لهذا الزوجة أن ترفض هذا السكن غير المتفق عليه، فإن أصر فلها أن تطلب الطلاق أو الخلع بعد استنفاذ كل وسائل الإقناع والإصلاح.والله أعلم.
----------------------------
السلام عليكم انا موظفه واريد ان احفظ نقودي في البنك اعمل ما يسمي بدفتر توفير
لكن بعض الناس قالوا انه حرام فهل عمل دفتر توفير في البنك حرام وما هي حدود التعامل مع البنوك وهل اخذ ارباح علي النقود الموضوعه بالبنك تعتبر ربا ارجو الافادة
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فقد قال تعالى "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ووضع المال في البنوك غير الإسلامية إثم، كما أفتى بذلك جمور علماء الأمة متثلة في المجامع الفقهية المتخصصة، ودفتر التوفير مثل البنك تماما في هذا الحكم. وحتى لو وضعت دون أرباح فهو حرام لأنه تعاون على الإثم، وتشجيع للبنك الربوي على الاستمرار في معاملاته غير الشرعية.
وأما الأرباح الناشئة وهي التي تسمى بالفوائد فهي حرام شرعا، ولا يجوز لها ولا لمن تعول، أن ينتفع بشيء منه، بل يجب عليها المسارعة إلى التخلص من هذه الأموال لوضعها في وجه من وجوه الخير، ونية التخلص هذه نية صالحة تؤجر عليها بإذن الله بشرط أن تكون خالصة للتخلص وليس للصدقة فإن الصدقة من الحرام ممنوعة لقوله صلى الله عليه وسلم "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا".
والله أعلم.
-------------------------------السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اننى أعمل فى هذه المهنة ابتغاء مرضاة الله تعالى و ليس لدخل مادى و دائما أقول اننى بعملى أستر مسلمة من أن تنكشف أمام طبيب و لكن تضطرنى الظروف أحيانا علاج مرضى من الرجال لعدم تواجد طبيب رجل أو لكثرة المرضى الرجال و لا أدرى ماذا أفعل؟بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فإن الطب عمل نبيل. وجزى الله الأخت السائلة خيرا على نيتها الطيبة في القيام بفرض الكفاية عن الأمة، عن طريق عملها طبيبة، وأما معالجتها الرجال فجائز عند الضرورة وما ذكرت يعد ضرورة إذ تأخير علاج بعض المرضى أحيانا يؤدي إلى عواقب وخيمة، فلا بأس رفعا للحرج أن تقوم بعلاجهم. مع الأخذ في الاعتبار وجود الضوابط الشرعية المعروفة في مهنة الطب بصفة عامة مثل عدم كشف العورات إلا بقدر التطبيب فقط وغض البصر إلا فيما يحتاج إليه فقط وعدم الخلوة إلى آخر هذه الضوابط المعروفة. والله أعلم.
--------------------------------------------السلام عليكم
سؤالي أني كنت مسافرا في رمضان الفائت عبر ثلاثة قارات في سفرة عمل وأفطرت لمدة 9 أيام قضيتها جميعا بعد رمضان مباشرة، إلا أنه في أحد أيام القضاء كنت ألعب الرياضة صباحا وأصبت بغثيان شديد وجفاف أيضا وفطرت خلال ذلك اليوم هل علي قضاء ذلك اليوم فقط، أم تجب علي كفارة عتق رقابة أو صيام شهرين متتابعين؟
أرجو الإجابة وجزاكم الله خيرا كثيرا ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
لا يجوز للإنسان تعمد الفطر في أيام القضاء لأنها كأيام الأداء، لأن صوم القضاء يتحول إلى واجب شرعي بمجرد شروع الإنسان فيه.
وواضح من هذا الأخ الكريم أنه لم يفطر عمدا، وإنما أفطر نتيجة لإعيائه الشديد، وفي هذه الحالة لا يجب عليه سوى القضاء، ولا تجب عليه الكفارة، والكفارة عند الجمهور متعلقة بالجماع عمدا في نهار رمضان. أما الإفطار بغير الجماع ففيه خلاف والراجح أنه لا يجب إلا القضاء. والله أعلم.
------------------------------------------------السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن اعرف حكم العادة السرية بين الزوجين حيث إن الزوج يعمل بإحدى الدول ويتحدث مع زوجته يوميا عن طريق الانترنت وعند حدوث شهوة يقوم الزوج والزوجة بفعل العادة السرية عن طريق محادثات الفيديو وعند سؤال بعض المشايخ هناك من قال لا أستطيع أن أحرم أى شئ بين الزوجين إلا المباشرة فى الحيض والمباشرة من الخلف واستند بقول الله تعالى (واللذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم .....إلى آخر الآية)
وهناك البعض الآخر حرم ذلك واستند إلى نفس الآية والآن أنا فى حيرة من أمرى أفدنا يا شيخ جزاك الله عنا خيرالسؤالبسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فإن الاستماء إذا جرى بين الزوجين بسبب الحديث بينهما فأنزل أحدهما بسبب هذا الحديث فإنه لا إثم عليه، لأنه وقع عن كلام مع من تحل له ويحل لها شرعا، أما إن كان مع مباشرة باليد، فإن هذا اختلف فيه العلماء، والراجح أنه منهي عنه، لأنه يأخذ حكم العادة السرية العام وقد حرمها الجمهور كما أنه يخشى من أمر آخر وهو عدم سرية هذه اللقاءات على الإنترنت، إذ هي عرضة للاطلاع عليها من أصحاب الشبكة أو من بعض المحترفين ويمكن أن تحدث عواقب وخيمة عن طريق الاستيلاء على هذه الصور فالأولى الامتناع عن ذلك والصبر "ومن يتق الله يجعل له مخرجا". والله أعلم.-------------------------------------السلام عليكم
أنا شاب متزوج حديثا منذ حوالي أربعة اشهروالحمدلله.ولكن زوجتي تشتكي من شعور غريب تشعر به أثناء النوم عندما أغادر إلى العمل وتكون بمفردها حيث تشعر أنها عاجزة عن الحركة وأن هناك من يشل حركتها بقوة ولا تستطيع المقاومة ويكون هناك شعور بالاعتداء وفي هذه الحالة تحاول قراءة القرآن أو بعض الأذكار ولكن لا تخرج من هذه الحالة إلابعد فترة رغم أننا نحرص على أذكار النوم وصلاة الفجر وأذكار الصباح وعلى أن يكون الراديو على اذاعة القران الكريم معظم الوقت ذهبنا لشيخ ممن يعالجون بالقرآن وأعطانى بعض الأوراق مكتوب عليها آيات لنضعها في ماء تغتسل به وتشرب منه وفعلنا ذلك واختفى هذا الاحساس لديها حوالي أسبوعين ولكنه عاد ثانية لا أدري ماذا أفعل وما العلاج من ذلك إذا كان هذا مس أو سحر
افيدونا افادكم الله
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
واضح أن هذه مجموعة من الخيالات تقع بسبب ضعف في النفس ويجب على الزوج أن يعرض زوجه على طبيبة نفسية، وأن يتبع العلاج بكل دقة وأن يصبر على زوجه في هذه الحالة فإن النفس تمرض كما أن الجسد يمرض، وأما مسألة الجن ودخوله بدن الإنس فمسألة خلافية والراجح أنه ليس هناك دليل صريح صحيح عليها بل الأدلة على خلافها وقد قال تعالى على لسان إبليس "وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي" وتفسير مس الجن بأنه الدخول في بدن الإنس ليس صحيحا، فقد ذكر المس مع الجن في القرآن الكريم في مواضع عدة ولا يلزم في واحد منها القول بالدخول ومنها قول تعالى على لسان نبي الله أيوب"إني مسني الشيطان بنصب وعذاب" فلا يعقل أن نقول إن الشيطان قد إلى جسد هذا النبي الكريم، كذلك قوله تعالى "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" وقد قال تعالى "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" والزعم بأن هذا عليه إجماع وأنه عقيدة أهل السنة والجماعة منقوض فإن الإجماع على المس لا على الدخول، والأول لا يستلزم الثاني فبطلت الدعوى.
والخلاصة أن هذه الزوجة مريضة مرضا نفسيا ويجب معالجتها بسرعة فما خلق الله داء إلا وخلق له دواء، وعليها أن تستعيذ بالله كثيرا من الشيطان الرجيم على سبيل الاحتياط فقد جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للشيطان عندما جاء بشهاب ليرميه في وجهه (أعوذ بالله منك وألعنك بلعنة الله -ثلاثا-) والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن لقوله تعالى "ألا بذكر ا لله تطمئن القلوب" وبخاصة آية الكرسي فقد قال صلى الله عليه وسلم عنها "فإنه من قرأها لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح" رواه البخاري، وقراءة المعوذتين كذلك ولكن ذلك كله مرتبط بالأخذ بأسباب العلاج المادي كما ذكرنا.
والله أعلم.
---------------------------السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن موقع يرسل رسائل بريدية اسلامية الى ميلات أعضائه هذه الرسائل لا تحوي سوى الخير من الدعوة الى الله وتزكية الانفس وكل معاني الخير مع بعض الفوائد الدنيوية مثل تعلم الكمبيوتر والمواقع النافعة والمواضيع الطبية هل يجوز لنا الحصول على ميلات اعضاء المواقع الأخرى واضافتها على موقعنا بغرض توسعة مجال نشر الخير وأن تصل كلمة الحق اليهم مع العلم بانه لا يوجد اي هدف تجاري ولا دعاية ولا مادي ولا دنيوي الهدف هو نشر الخير وفقط مع العلم أن الحصول على هذه الميلات من المواقع الأخري يتم بدون علمهم فهل يجوز ذلك وجزاكم الله خيرا
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فإن الدعوة إلى الله من أشرف الأعمال فقد قال تعالى "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد كل الاجتهاد في محاولة تبليغ الدعوة والوصول بها إلى أكبر عدد من الناس فتارة يقف على جبل الصفا ويهتف فيهم "لو أن خيلا وراء هذا الوادي.. ألخ، وتارة يجمع أقربائه في بيته ويقول لهم "إن الرائد لا يكذب أهله والله لو كذبت الناس جميعا ما كذبتكم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، وتارة يعرض نفسه على القبائل، وتارة يرسل الرسائل والكتب إلى الملوك والأمراء في العالم، فالشاهد أنه حاول بكل ما أوتي من وسائل أن يصل إلى الناس، لدعوتهم إلى الخير وكذلك كان الأنبياء من قبله صلى الله عليه وسلم،
قال نوح عليه السلام "قال رب إني دعوت قومي للييلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلى فرار وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم .. إلى آخر الآيات، والشاهد منها أن نوحا عليه السلام لم يترك وسيلة للدعوة إلا استخدمها.
فاستخدام وسيلة إرسال الرسائل والإيملات عبر الأجهزة الحديثة والتليفون وما شابه لا شيء فيه قط علم المرسل إليه أو لم يعلم، أذن أو لم ياذن لأننا في هذه الحالة لا نضره فيه شيء ولا نقتحم عليه خصوصية بل نذكره إن مؤمنا والذكرى تنفع المؤمنين ونببين له الحق إن كان غير مسلم وله بعذ ذلك أن يقبل أو يرفض، فالاجتهاد في ذلك بشتى الوسائل لاشيء فيه، وقد أصبح الإيمل اليوم شيئا علنيا لا سريا وكل مشترك يعلم هذا، فلا ضير في القيام بواجب الدعوة بالطريقة التي حددتها السائلة.
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا لما تقدموه لنا من فتاوي خاصة و عامة جعل الله مجهوداتكم في ميزان حسناتكم سألتني صديقة لي هل يجوز لها أن تستعمل جهاز الكمبيوتر و النت الخاص بالعمل من أجل أغراض شخصية كأن تتصفح الميلات أو تقرأ قصة او تبحث في التفسير عبر النت أو تصفح المنتدى علما أن السائلة تتوفر لها الوقت لذلك بعد أن تقوم بعملها على أكمل وجه و جزاكم الله خيرا بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فبعض العلماء يرى أن استخدام أدوات العمل لأغراض شخصية له حالتان، الأولى: أن يستخدمها على وجه لا تستهلك فيه كالأدوات الهندسية (المسطرة، والفرجار ونحو ذلك) ، أو جهاز الكمبيوتر ، أو استخدام اشتراك الإنترنت الذي لا تزيد تكلفته بزيادة الاستعمال ، ونحو ذلك ، فهذا الاستعمال جائز إذا كان على الوجه المعتاد الذي لا يضر الجهاز المستعمل .
الثانية : أن يستخدمها على وجه تستهلك فيه ، كالأوراق أو الحبر والأقلام ونحو ذلك ، فهذا لا يجوز للموظف استعماله وهذا الرأى صحيح لأنه لا يحقق ضررا للعمل ولو كان العمل خاصا فالأولى اسئذان صاحب العمل لأنهله حرية التصرف فيما يملك ،والقاعدة أنه :لا ضرر ولا ضرار, والله أعلم شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرجو منكم أن تفتوني في قضيتي، وهي أنى متزوجة منذ 6 سنوات ولي طفلة عمرها 9 شهور ولاحظت أن معاملة زوجي اختلفت معي كثيرا معي بعد الإنجاب، حيث أنني منذ تزوجت وأنا اعمل موظفة من اجل العيش الكريم وتحسين مستوى الحياة لنا ، وزوجي أيضا موظف، منذ البداية وكل راتبي تحت تصرف زوجي، فقط أساعد أهلي بمبلغ بسيط من راتبي لان وضعهم المادي صعب جدا، وأنا والحمد الله لن اقصر في زوجي يوم واحد حيث أسسنا لنا شقة مستقلة عند أهله بعد زواجنا مباشرة حيث تعاونا عليها وهي باسمه واشترينا بعدها سيارة وهي باسمه أيضا ولكن بحكم عملنا بمحافظة أخرى اضطرنا إلى أن أبيع ذهبي (مهري) و أن نشتري شقة لنا لأننا نسكن بشقة بالإيجار وقد تم تسجيل الشقة باسمي بعد الاتفاق معه، زوجي اليوم يعايرني بأنه هو الذي اشترى وعمل كل شي وحده وانه هو صاحب الفضل علي في كل شي وانه لا يوجد امرأة تعيش مثل عيشتي، وبدء بسبي وسب أهلي ويتهجم علي بالضرب ولا يحترمني، وان الذهب الذي قدمه مهري وهو له وراتبي له حتى أن بطاقة الصراف الالي الذي لي لا احكم أن امسكه بيدي، مع أنني لن اقصر فيه بشيء واقوم بكل شيء من تنظيف وشكراالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك بالصبر ومقابلة الإساءة بالإحسان، لعل الله تعالى يوفق زوجك للتغيير من أخلاقه ومواقفه، واطرقي باب أرحم الراحمين، وأكثري من الدعاء لنفسك بأن يفرج الله عنك، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأكثري من الدعاء لزوجك أيضاً بالهداية والصلاح.
وإذا لم يستقم الحال فوسطي من ترينه صالحاً بينك وبين زوجك، لعل الله تعالى يجري الخير على يد هذا الوسيط، فإن الله تعالى يقول: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء:128}، فإن أصر الزوج على تعنته وسوء معاملته، وعجزت عن الصبر على ذلك فلا حرج عليك في طلب الطلاق أو الخلع، ولكن لا تلجأ المرأة الصالحة لذلك إلا إذا سدت كل الأبواب وفسدت كل المحاولات للإصلاح ونسأل الله أن يصلح لك الحال، وأن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق. والله أعلم. --------------------------------------------السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما حكم اقتناء الالات الموسيقية و العزف عليها كهواية؟ ما هو العقاب المترتب على ذلك من الحديث و السنة للعازف عليها.....و شكرابسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فكل ما ورد فى تحريم الموسيقى إما أنه صريح غير صحيح أو صحيح غير صريح ،وحديث البخارى فى تحريم المعازف تكلم العلماء فى سنده ومتنه أما سنده فهو معلق ومعلقات البخارى لها وضع خاص عند بعض العلماء ولذا صححوها وهي ضعيفة عند بعضهم؛ ولذا فلم يصح عندهم حديث في تحريم الموسيقى. ومن ناحية المتن فقد ورد في الحديث تحريم أشياء أخرى مثل الحر (الفرج) والخمر، مما جعل بعض العلماء يقول: إن المعازف لا تحرم إلا إذا اقترنت في مجلس واحد بهذه الأشياء، وهذا عندهم يسمى دلالة الاقتران .
والخلاصة أن الحديث محتمل والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال. والله أعلم.-------------------------------
اتفق والدى مع والدتى على الاحتفاظ بمبلغ من المال لمرض او غيره واذا توفى الاثنين يخرجه الابناء كصدقة جارية لهما والان توفى والدى وتريد امى الاحتفاظ بهذا المبلغ كما اتفقت مع ابى ولاتوزعه على الورثة علما انه مبلغ يقل عن ثلث التركة بكثيرفهل يجوز ذلكبسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فواضح من خلال السؤال أن هذه الوصية من الزوج لزوجه أنه إذا مات أحدهما فعلى الآخر أن يتصدق بهذا المبلغ، وهو من ناحية أخرى أقل من الثلث، وليست وصية لوارث لأنها صدقة وعلى ذلك فموقف الأم صحيح ويجب عليها أن تتصدق بهذا المبلغ في وجوه الخير المعروفة.
والله أعلم.----------------------------سؤالى كالتالى توفى والدى فى شهر 04/2008 وكان قد ترك مبلغ من المال فى حسابه وكان يدفع زكاة ماله كل بداية
سنة هجرية ولكن عندما سالنا قالوا ان زكاة هذا المال تدفع بعد مرور عام من وفاته وفعلا دفعنا زكاة هذا المال فى شهر 04/2009 وبعد وفاة والدى بخمسة شهور توفيت والدتى فى شهر 09/2008 وكان لديها قيمة من الذهب ولكنها لم تكن تزكى عليها لان الذهب كان للاستعمال العادى وليس للكنز اى كان مما تلبسه ولكن بعد وفاته لم يقم احد بلبسه ولم يستعمل منذ ذلك فهل تدفع عليه زكاة الان وحيث اننا متعودون على دفع زكاة كل شئ يوجب الزكاة وبلغ النصاب فى بداية كل سنة هجرية فهل يجوز لنا ان نجعل الزكاة كلها فى نفس الفترة حتى لايكون هناك تلابيس فى قيم الزكاة وفى نفس النطاق أنا أملك قيمة من الذهب لغرض الزينة والاستعمال العادى ولكن منذ وفاة والدايا اى مايقارب على السنة والنصف لم البسها فهل توجب الزكاة الآن لعدم لبسها أرجو أيفادتى فى كل هذه المواضيع وبارك الله فيكمبسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فإن الزكاة لا تجب قبل الحول إجماعا وبناء عليه فليس على هؤلاء الأبناء أن يزكوا مال أبيهم بعد وفاته إذا كان قد أخرج الزكاة في الأعوام السابقة وإنما يسقط الحول الذي مات فيه الأب لأنه لم يتم. وإنما عليهم أن يزكي كل واحد منهم نصيبه من التركة بعد مرور عليه.
أما الذهب فإذا كان للزينة فليس عليه زكاة وإن لم يستعمل فالعبرة بالنية لا بالاستعمال وهذه الأم التي تركت الذهب لم يكن عليها زكاة في حياتها، وهؤلاء الأبناء بعد أن تملكوا الذهب فهو ملك لهم جميعا، فيجب معرفة نصيب كل واحد منهم ولو على الشيوع فإن بلغ النصاب ومر عليه الحول وجبت فيه الزكاة إلا لبناتها اللاتي قررن جعله للزينة، وهنا تسقط الزكاة عنهن, والله أعلم .
---------------------------------السلام عليكم شيخنا الفاضل لدي سؤال ارجو التكرم بالفتوي: وهو كالتالي اتفق ولي امري مع زوجي قبل الزواج على مكان السكن بالمحافظة ووافق زوجي على لك وهو لديه مسكن مناسب ولديه ايضا مسكن بقرية صغيرة في بيت ابيه ولكن رفضت انا وولي امري السكن بالقرية واشترطنا السكن بالمحافظة وهو وافق على ذلك فهل يجوز له ان يطلب مني بعد زواجنا ان اسكن بالقرية واذا انا رفضت ذلك بناءا على الاتفاق الذي تم بداية بينه وبين ولي امري وهو قد وافق عليه اكون ناشذا واثمة ام اني على حق,وشكرا فضيلة الشيخ وجزاكم الله خيرابسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
عقد الزواج ميثاق غليظ فيجب احترامه على الزوجين احتراما تاما، فإذا تضمن عقد الزواج كتابة أو شفاهة الإقامة في مسكن معين لم يجز للزوج أن يغير هذا الاتفاق من طرف واحد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج". وعلى ذلك فيجوز لهذا الزوجة أن ترفض هذا السكن غير المتفق عليه، فإن أصر فلها أن تطلب الطلاق أو الخلع بعد استنفاذ كل وسائل الإقناع والإصلاح.والله أعلم.
----------------------------
السلام عليكم انا موظفه واريد ان احفظ نقودي في البنك اعمل ما يسمي بدفتر توفير
لكن بعض الناس قالوا انه حرام فهل عمل دفتر توفير في البنك حرام وما هي حدود التعامل مع البنوك وهل اخذ ارباح علي النقود الموضوعه بالبنك تعتبر ربا ارجو الافادة
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فقد قال تعالى "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ووضع المال في البنوك غير الإسلامية إثم، كما أفتى بذلك جمور علماء الأمة متثلة في المجامع الفقهية المتخصصة، ودفتر التوفير مثل البنك تماما في هذا الحكم. وحتى لو وضعت دون أرباح فهو حرام لأنه تعاون على الإثم، وتشجيع للبنك الربوي على الاستمرار في معاملاته غير الشرعية.
وأما الأرباح الناشئة وهي التي تسمى بالفوائد فهي حرام شرعا، ولا يجوز لها ولا لمن تعول، أن ينتفع بشيء منه، بل يجب عليها المسارعة إلى التخلص من هذه الأموال لوضعها في وجه من وجوه الخير، ونية التخلص هذه نية صالحة تؤجر عليها بإذن الله بشرط أن تكون خالصة للتخلص وليس للصدقة فإن الصدقة من الحرام ممنوعة لقوله صلى الله عليه وسلم "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا".
والله أعلم.
-------------------------------السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اننى أعمل فى هذه المهنة ابتغاء مرضاة الله تعالى و ليس لدخل مادى و دائما أقول اننى بعملى أستر مسلمة من أن تنكشف أمام طبيب و لكن تضطرنى الظروف أحيانا علاج مرضى من الرجال لعدم تواجد طبيب رجل أو لكثرة المرضى الرجال و لا أدرى ماذا أفعل؟بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فإن الطب عمل نبيل. وجزى الله الأخت السائلة خيرا على نيتها الطيبة في القيام بفرض الكفاية عن الأمة، عن طريق عملها طبيبة، وأما معالجتها الرجال فجائز عند الضرورة وما ذكرت يعد ضرورة إذ تأخير علاج بعض المرضى أحيانا يؤدي إلى عواقب وخيمة، فلا بأس رفعا للحرج أن تقوم بعلاجهم. مع الأخذ في الاعتبار وجود الضوابط الشرعية المعروفة في مهنة الطب بصفة عامة مثل عدم كشف العورات إلا بقدر التطبيب فقط وغض البصر إلا فيما يحتاج إليه فقط وعدم الخلوة إلى آخر هذه الضوابط المعروفة. والله أعلم.
--------------------------------------------السلام عليكم
سؤالي أني كنت مسافرا في رمضان الفائت عبر ثلاثة قارات في سفرة عمل وأفطرت لمدة 9 أيام قضيتها جميعا بعد رمضان مباشرة، إلا أنه في أحد أيام القضاء كنت ألعب الرياضة صباحا وأصبت بغثيان شديد وجفاف أيضا وفطرت خلال ذلك اليوم هل علي قضاء ذلك اليوم فقط، أم تجب علي كفارة عتق رقابة أو صيام شهرين متتابعين؟
أرجو الإجابة وجزاكم الله خيرا كثيرا ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
لا يجوز للإنسان تعمد الفطر في أيام القضاء لأنها كأيام الأداء، لأن صوم القضاء يتحول إلى واجب شرعي بمجرد شروع الإنسان فيه.
وواضح من هذا الأخ الكريم أنه لم يفطر عمدا، وإنما أفطر نتيجة لإعيائه الشديد، وفي هذه الحالة لا يجب عليه سوى القضاء، ولا تجب عليه الكفارة، والكفارة عند الجمهور متعلقة بالجماع عمدا في نهار رمضان. أما الإفطار بغير الجماع ففيه خلاف والراجح أنه لا يجب إلا القضاء. والله أعلم.
------------------------------------------------السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن اعرف حكم العادة السرية بين الزوجين حيث إن الزوج يعمل بإحدى الدول ويتحدث مع زوجته يوميا عن طريق الانترنت وعند حدوث شهوة يقوم الزوج والزوجة بفعل العادة السرية عن طريق محادثات الفيديو وعند سؤال بعض المشايخ هناك من قال لا أستطيع أن أحرم أى شئ بين الزوجين إلا المباشرة فى الحيض والمباشرة من الخلف واستند بقول الله تعالى (واللذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم .....إلى آخر الآية)
وهناك البعض الآخر حرم ذلك واستند إلى نفس الآية والآن أنا فى حيرة من أمرى أفدنا يا شيخ جزاك الله عنا خيرالسؤالبسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فإن الاستماء إذا جرى بين الزوجين بسبب الحديث بينهما فأنزل أحدهما بسبب هذا الحديث فإنه لا إثم عليه، لأنه وقع عن كلام مع من تحل له ويحل لها شرعا، أما إن كان مع مباشرة باليد، فإن هذا اختلف فيه العلماء، والراجح أنه منهي عنه، لأنه يأخذ حكم العادة السرية العام وقد حرمها الجمهور كما أنه يخشى من أمر آخر وهو عدم سرية هذه اللقاءات على الإنترنت، إذ هي عرضة للاطلاع عليها من أصحاب الشبكة أو من بعض المحترفين ويمكن أن تحدث عواقب وخيمة عن طريق الاستيلاء على هذه الصور فالأولى الامتناع عن ذلك والصبر "ومن يتق الله يجعل له مخرجا". والله أعلم.-------------------------------------السلام عليكم
أنا شاب متزوج حديثا منذ حوالي أربعة اشهروالحمدلله.ولكن زوجتي تشتكي من شعور غريب تشعر به أثناء النوم عندما أغادر إلى العمل وتكون بمفردها حيث تشعر أنها عاجزة عن الحركة وأن هناك من يشل حركتها بقوة ولا تستطيع المقاومة ويكون هناك شعور بالاعتداء وفي هذه الحالة تحاول قراءة القرآن أو بعض الأذكار ولكن لا تخرج من هذه الحالة إلابعد فترة رغم أننا نحرص على أذكار النوم وصلاة الفجر وأذكار الصباح وعلى أن يكون الراديو على اذاعة القران الكريم معظم الوقت ذهبنا لشيخ ممن يعالجون بالقرآن وأعطانى بعض الأوراق مكتوب عليها آيات لنضعها في ماء تغتسل به وتشرب منه وفعلنا ذلك واختفى هذا الاحساس لديها حوالي أسبوعين ولكنه عاد ثانية لا أدري ماذا أفعل وما العلاج من ذلك إذا كان هذا مس أو سحر
افيدونا افادكم الله
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
واضح أن هذه مجموعة من الخيالات تقع بسبب ضعف في النفس ويجب على الزوج أن يعرض زوجه على طبيبة نفسية، وأن يتبع العلاج بكل دقة وأن يصبر على زوجه في هذه الحالة فإن النفس تمرض كما أن الجسد يمرض، وأما مسألة الجن ودخوله بدن الإنس فمسألة خلافية والراجح أنه ليس هناك دليل صريح صحيح عليها بل الأدلة على خلافها وقد قال تعالى على لسان إبليس "وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي" وتفسير مس الجن بأنه الدخول في بدن الإنس ليس صحيحا، فقد ذكر المس مع الجن في القرآن الكريم في مواضع عدة ولا يلزم في واحد منها القول بالدخول ومنها قول تعالى على لسان نبي الله أيوب"إني مسني الشيطان بنصب وعذاب" فلا يعقل أن نقول إن الشيطان قد إلى جسد هذا النبي الكريم، كذلك قوله تعالى "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" وقد قال تعالى "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" والزعم بأن هذا عليه إجماع وأنه عقيدة أهل السنة والجماعة منقوض فإن الإجماع على المس لا على الدخول، والأول لا يستلزم الثاني فبطلت الدعوى.
والخلاصة أن هذه الزوجة مريضة مرضا نفسيا ويجب معالجتها بسرعة فما خلق الله داء إلا وخلق له دواء، وعليها أن تستعيذ بالله كثيرا من الشيطان الرجيم على سبيل الاحتياط فقد جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للشيطان عندما جاء بشهاب ليرميه في وجهه (أعوذ بالله منك وألعنك بلعنة الله -ثلاثا-) والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن لقوله تعالى "ألا بذكر ا لله تطمئن القلوب" وبخاصة آية الكرسي فقد قال صلى الله عليه وسلم عنها "فإنه من قرأها لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح" رواه البخاري، وقراءة المعوذتين كذلك ولكن ذلك كله مرتبط بالأخذ بأسباب العلاج المادي كما ذكرنا.
والله أعلم.
---------------------------السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن موقع يرسل رسائل بريدية اسلامية الى ميلات أعضائه هذه الرسائل لا تحوي سوى الخير من الدعوة الى الله وتزكية الانفس وكل معاني الخير مع بعض الفوائد الدنيوية مثل تعلم الكمبيوتر والمواقع النافعة والمواضيع الطبية هل يجوز لنا الحصول على ميلات اعضاء المواقع الأخرى واضافتها على موقعنا بغرض توسعة مجال نشر الخير وأن تصل كلمة الحق اليهم مع العلم بانه لا يوجد اي هدف تجاري ولا دعاية ولا مادي ولا دنيوي الهدف هو نشر الخير وفقط مع العلم أن الحصول على هذه الميلات من المواقع الأخري يتم بدون علمهم فهل يجوز ذلك وجزاكم الله خيرا
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فإن الدعوة إلى الله من أشرف الأعمال فقد قال تعالى "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد كل الاجتهاد في محاولة تبليغ الدعوة والوصول بها إلى أكبر عدد من الناس فتارة يقف على جبل الصفا ويهتف فيهم "لو أن خيلا وراء هذا الوادي.. ألخ، وتارة يجمع أقربائه في بيته ويقول لهم "إن الرائد لا يكذب أهله والله لو كذبت الناس جميعا ما كذبتكم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، وتارة يعرض نفسه على القبائل، وتارة يرسل الرسائل والكتب إلى الملوك والأمراء في العالم، فالشاهد أنه حاول بكل ما أوتي من وسائل أن يصل إلى الناس، لدعوتهم إلى الخير وكذلك كان الأنبياء من قبله صلى الله عليه وسلم،
قال نوح عليه السلام "قال رب إني دعوت قومي للييلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلى فرار وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم .. إلى آخر الآيات، والشاهد منها أن نوحا عليه السلام لم يترك وسيلة للدعوة إلا استخدمها.
فاستخدام وسيلة إرسال الرسائل والإيملات عبر الأجهزة الحديثة والتليفون وما شابه لا شيء فيه قط علم المرسل إليه أو لم يعلم، أذن أو لم ياذن لأننا في هذه الحالة لا نضره فيه شيء ولا نقتحم عليه خصوصية بل نذكره إن مؤمنا والذكرى تنفع المؤمنين ونببين له الحق إن كان غير مسلم وله بعذ ذلك أن يقبل أو يرفض، فالاجتهاد في ذلك بشتى الوسائل لاشيء فيه، وقد أصبح الإيمل اليوم شيئا علنيا لا سريا وكل مشترك يعلم هذا، فلا ضير في القيام بواجب الدعوة بالطريقة التي حددتها السائلة.
والله أعلم.
جدار العزل المصرى د / أحمد السعيد .
كتبت تحت قسم
غزة بين النار والحصار
|
السبت، 12 ديسمبر 2009|
درعمى
د / أحمد السعيد :
قرأت ثم إستمعت لما لايُقْرَأ ْ أو يُسْمَع ْ عن مسلسل الخيانة للدين والأمة والعروبة...خيانة قـلما نسمعها حتى فى عصور البؤس أو الضعف أو الذلة...فأصبح من المذهل للعقل والمخجل للنفس أن أنظر إلى التلفاز أو أستمع إلى المذياع أو أقرأ الصحف أو أطالع الصحافة الإلكترونية المعلنة لهذا الزلزال المروع الذى قد يفوق إعصار تسونامى بأضعاف أضعاف إمكانياته...
وللتوضيح بشكل أوضح...ترددت الأنباء عن قيام قلب الأمة ونبض الإسلام والعروبة ببناء جدار عازل على النفقة الأمريكية وبصناعة أمريكية يتجاوز فى قوته وصرامته وضراوته خط بارليف المنيع - الذى تحدى كل الصعوبات وكل المحاولات لدرجة أن لُقِبَ بأصعب ساتر ترابى فى التاريخ العسكرى -...ولقد تواترت الأخبار بأن إختبارات هذا العار المنيع كان تحت سمع وبصر المختبرات الأمريكية المتخصصة والتى أكدت - بعد أن إفتخرت - بأن هذا الجدار المذل المهين له القدرة على مقاومة القنابل العاتية ومجابهة الصهر الرهيب...ولزيادة المنع والإحكام أكدت المعلومات الإعلامية المتتالية بأن هذا الجدار سيزيد عمقه عن خمسة عشر متراً تحت الأرض...فمابالك بإرتفاعه فوقها!!!؟؟؟...
وهنا تتوارد إلى الذهن مجموعة من الإسئلة التى لايمكن أن تذهب بعيداً عن لب الطفل فضلاً عن عقل الأكبر والأكبر...وتتمثل هذه الأسئلة فيما يلى: لماذا تقوم دولة ٌ ذات كيان ٍ مستقل ٍ وتتدعى أن كلمتها من رأسها وأنها لاتقبل الضغوط الخارجية بمثل هذا العمل الجبان ؟؟؟...وماهو مدلول الأمن القومى المصرى الملزم لهذا الجدار القاتم والمثير؟؟؟...وماهو مصير هذا الجدار...ومن قبله...ماهو أثره المتوقع ؟؟؟ وللإجابة على هذه الأسئلة وغيرها يجب التأكيد أولاً على أن الأمة التى لاتحترم شعوبها...وتعتمد فى طغيانها وديكتاتوريتها على بطش غيرها...هى أمة ترضع من ثدى غيرها وتتربى فى أحضان ربيبها...لذا فهى أمة ٌ ذليلة ٌ مهووسة ٌ تلهث وراء مطالب عدوها ووفاءً لسيدها...وهنا نقول أنه " مخطىء ٌ من ظنّ يوما ً انّ للثعلب دينا ً "... ومن هذا المنطلق يمكن التأكيد بأن أمتنا تخضع تحت وطأءة هذا الوصف الخطير والمحزن...لذا يكفى هذا التوصيف وتداعياته للإجابة عن السؤال الأول وعن عدة أسئلة أخرى...
أما عن السؤال الثانى فإن الإجابة عنه تأتى فى الإتجاه العكسى لمدلولاته...فإن سيناريو فلسطين بشكل عام والقطاع بشكل خاص هو فى عمق الأمن القومى المصرى...وإن الضرر والإضطراب الواقع فى هذه البقعة المكرمة هى ضرر وإضطراب بداخل الكيان المصرى وأركانه...وإن مصالح النظام المصرى قبل الشارع تندرج تحت هذا المعنى ووفق تلك التصورات...ومن المعلوم أن المقاومة الفلسطينية ضد أحفاد القردة والخنازير هو الحائط الأول والسد المنيع لِشَغْلْ هؤلاء الشرذمة البهيمية عن أطماعهم فى أسرائيل الكبرى المزعومة والتى تبنى فى مخيلاتهم على أنقاض الأنظمة الحاكمة المحيطة بكيانهم السرطانى...لذا فإن بناء هذا العار المحض هو من مُشْعِلاتْ الفتن والإضطربات نتيجة الزيادة فى محاولات الخنق التالى والمتتالى لشعب ٍ مجاهد ٍ ماكان يستحق من إخوانه - المفترضين - إلا العون وشد الأزر والمساندة ضد الأعداء الأصليين والحقيقين...ومن المؤكد أن هذه الفتن والإضطرابات هى فى مصب الضرر المحض للأمن القومى المصرى - أو إن صح التعبير لعمق الأمن القومى المصرى -...وهل إثارة المسلمين والعرب وتهيجهم ضد مصرنا الحبيبة والمظلومة بمثل هذه التصرفات الخرقاء والحمقاء هى من صميم الأمن القومى المصرى العزيز!!!؟؟؟...
أما عن أثر الجدار ومصيره...فإن رب الجدار أعلم بمن خلف الجدار...ومن يقف وراء الجدار ومن أعان على هذا الجدار...وأن هذا الرب هو المتصرف فى الأمور...وهو المعين للمظلوم والمتكفل بحقه...وهو الناصر لعباده المجاهدين والمرابطين...وبالنظر إلى ذلك وفى ذلك...والإيمان به...يوقن المرء يقينيا ً بأن هذا الجدار ماهو إلا جدار ٌ كرتونى ٌ لن يأخذ إلا حظ اللعبة الأطفالية التى تَنْهَّدُ ويضيع أثرها بعد لحظات من بنائها...بل ولايتجاوز أثرها إلا مُخَيَلَة ْ صانعيها من أطفال ٌ لاهَمَ لهم فى عزل الجدار أو وباءه الذى أصاب عقولا ً صُما ً وأفهاما ً عُميا ً...
لذا يؤمن كل مسلم ٍ صادقَ الإيمان بأن السحر سينقلب على السحار...وسيرد الكيد إلى النحر المتعدى...وسيحيق المكر السىء بأهله...وسيكون الجدار الهزيل - وإن شُيَد َ وبُنَى َ – هو من جند الله مع إخواننا الصامدين والمرابطين فى أرض قطاعنا الحبيب والعزيز... وعندها "سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ٍ سينقلبون".
----------------------------------مقالات ذات صلة
------------------------------------
واجبنا تجاه فلسطين
حول شروط الحجاب
كتبت تحت قسم
مقالات الدكتور منير جمعة
|
الاثنين، 7 ديسمبر 2009|
درعمى
بقلم/ د. منير جمعة
الحجاب فريضة شرعية – بلا خلاف بين المسلمين – واجبة الاتباع ، كسائر أوامر الله – سبحانه وتعالى – ، لما فيها من فوائد عظيمة ، وقد حصر فقهاء المسلمين الشروط الواجب توافرها في الحجاب ثمانية شروط هى :
الحجاب فريضة شرعية – بلا خلاف بين المسلمين – واجبة الاتباع ، كسائر أوامر الله – سبحانه وتعالى – ، لما فيها من فوائد عظيمة ، وقد حصر فقهاء المسلمين الشروط الواجب توافرها في الحجاب ثمانية شروط هى :
1 – استيعاب جميع البدن إلا ما استثنى :
وذلك لقوله تعالى :" ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن"
قال ابن جرير – بعد أن حكى الخلاف في " إلا ما ظهر منها ؟ وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : " عني بذلك الوجه والكفين " وأيا ما كان الأمر ، فلا يصح لمسلمة أن تكشف من جسدها شيئا إلا الوجه والكفين ، فإن غطت المرأة وجهها وكفيها فحسن، ولا ينبغي التعصب لرأي واحد في المسائل الخلافية كلها ، فإن المختلف فيه لا أمر فيه ولا نهي فيه كما قال ابن القيم وكلا المرأتين على خير وهدى: المختمرة والمنتقبة معا! ( وانظر كتاب تحرير المرأة في عصر الرسالة لعبد الحليم أبي شقة )
2 – ألا يكون زينة في نفسه:
لعموم قوله تعالى: " ولا يبدين زينتهن" فإنه يشمل الثياب الظاهرة إذا كانت مزينة تلفت أنظار الرجل إليها، ويشهد لذلك قوله تعالى: " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"
والتبرج : ( إن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها وما يجب عليه ستره مما تستدعي به شهوة الرجل ) والمقصود من الأمر بالجلباب إنما هو ستر زينة المرأة ، فلا يعقل حينئذ أن يكون الجلباب نفسه زينة .
3 – أن يكون صفيقا لا يشف :
لأن الستر لا يتحقق إلا به ، وأما الشفاف فيزيد المرأة فتنة وزينة ، وجاء في الحديث : " سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رءوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات " (رواه الطبراني) وزاد في رواية لمسلم "لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"
نقل السيوطي في شرح هذا الحديث قول ابن عبد البر، أراد – صلى الله عليه وسلم – النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشئ الخفيف الذي يصف ولا يستر، فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة.
4 – أن يكون فضفاضا غير ضيق:
لا يصح للمرأة أن تلبس جلبابا ضيقا يصف حجم جسمها أو بعضه ويصوره في أعين الرجال ، فإن ذلك من الفتنة وعدم الحياء ، وقد انتشرت هذه البلوى في زماننا هذا انتشارا كبيرا تقليدا لنساء الكفار، فأصبح كثير من المسلمات لا يتحرجن من الثياب الضيقة التي تصف النهود والخصور والسوق وغير ذلك ، وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قال :" الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر" ( أخرجه الحاكم )
وأما الدليل على هذا الشرط فحديث أسامة بن زيد : " كساني رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال ما لك لم تلبس القبطية قلت كسوتها امرأتي فقال مُرها فلتجعل تحتها غِلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها " ( رواه أحمد والبيهقي) فقول النبي – صلى الله عليه وسلم- : " فإني أخاف أن تصف حجم عظامها " يدل على تحريم الثياب التي تصف بدن المرأة .
5 – ألا يكون مطيبا معطرا::
فقد وردت أحاديث كثيرة تنهى النساء عن لتطيب إذا خرجن من بيوتهن ، ومنه :
أ – " إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا" ( رواه مسلم )
ب –أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية " ( رواه النسائي وغيره )
وقد ذكر الهيثمي في الزواجر أن خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر ولو أذن لها زوجها ، ولا شك أن تعطر المرأة محظور لما فيه من تحريك دواعي الشهوة .
6 – ألا يشبه لباس الرجل :
وذلك لما ورد في لعن المرأة التي تتشبه بالرجل في اللباس أو غيره ، ومنها :
1 – " لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل " ( رواه أبو داود واحمد والحاكم )
2 – " لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" ( رواه البخاري ) وقد أورد الذهبي تشبه المرأة بالرجال في الكبائر.
7 – ألا يشبه لباس الكافرات :
فقد نهى الله تعالى أن نتشبه بالكفار ، فقال سبحانه :" ومن يتولهم منكم فإنه منهم " وجاء ذلك في أحاديث كثيرة منها : " عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عليّ ثوبين معصفرين فقال إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها " ( رواه مسلم )
وحديث :" من تشبه بقوم فهو منهم " ( رواه أحمد) قال الصنعاني في سب السلام ( والحديث دال على أن من تشبه بالفساق كان منهم ، أو الكفار أو المبتدعة في أي شئ مما يختصون به من ملبوس أو مركوب أو هيئة)
8 – ألا يكون لباس شهوة :
وذلك لحديث : " من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا " ( رواه أبو داود وابن ماجة) وقال الشوكاني : (رجال إسناده ثقات)
وثوب الشهرة : كل ثوب يقصد به الاشتهار بين الناس سواء كان نفسيا يلبسه تفاخرا بالدنيا وزينتها أو خسيسا يلبسه إظهارا للزهد والرياء
الأكثر مشاهدة
المشاركات الشائعة
-
موقع الإخوان المسلميبن ـ ورود الحق بقلم: د. عماد عجوة القيروان.. مدينة تونسية تقع على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، وعلى بُعد 57 كم من مدين...
-
أولا: مفهوم الثبات والمرونة : تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين : ا لأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل الت...
-
موقع قصة الإسلام ـ مدونة ورود الحق أما النصف الأوَّل من القرن الرابع الهجري والنصف الأوَّل من القرن العاشر الميلادي فيمثِّله أبو الحسن عل...
-
مدونة ورود الحق ـ الإسلام اليوم هانئ رسلان تعيشُ الخُرطوم هذه الأيام أجواءًا من الترقُّب المشوب بالقلق؛ بسبب...
-
مدونة ورود الحق ـ موقع إخوان أون لاين بقلم: د. كامل عبد الفتاح باحث في تاريخ مصر الحديث والمعاصر في التاسع والعشرين من أغسطس من كل عام تحل...
-
حذر الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، أئمة الوزارة من التطرق إلى الموضوعات السياسية في الدروس الرمضانية التي سيلقونها بمساجد الجمهور...
-
موقع قصة الإسلام ـ ورود الحق فلسطين أرض الرسل والأنبياء الذين حملوا راية التوحيد، ودعوا أقوامهم إلى الالتزام بها. وقد شهدت فلسطين ف...
-
مدونة ورود الحق هؤلاء هم القادة الذين نريدهم هؤلاءالله سيرفع درجاتهم إن شاء الله ويسكنهم جنات النعيم ذلك بما يعملون الآن لأمتهم من تضحيات و...
-
د: منير جمعة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين :- دول الغرب المسيحي تحتفي بكل الخارجين عن الإسلام وتلبسهم ألقابا رنانة . الرئيس بوش استقبل...
-
ورود الحق ـ قصة الإسلام : روجر بواس يلقي روجر بواس[1] في مقاله هذا نظرة على النموذج الإسباني للتطهير العرقي والديني. لكل شيء إذا ما تم نقصان...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
التسميات
- أزمات الأمة (38)
- الخلافة الأموية (1)
- الدولة العثمانية الجزء الثانى (12)
- الدولة العثمانية الجزء الرابع (3)
- الدولة العثمانية الجزء الأول (8)
- الدولة العثمانية الجزء الثالث (10)
- السودان وأزمة الانفصال (10)
- الشيشان جرح ينزف (7)
- النصرانية ما بين التعريف والتحريف الجزء الأول (1)
- تاريخ الأندلس (1)
- تاريخ أمة (42)
- تاريخ حماس والدفاع عنه (1)
- تاريخ فلسطين (2)
- تحليلات هامة (11)
- تربية الأطفال (1)
- تركستان جرح ينزف (8)
- حدث فى مثل هذا (2)
- دروس فى الفقه (1)
- شخصيات إسلامية (2)
- شخصيات أسلموا (2)
- صحابة الرسول (1)
- عجائب التكنولوجيا (1)
- على الصلابى (1)
- عن الإخوان والبنا (4)
- غرائب من الحياة (1)
- غزة بين النار والحصار (7)
- فتاوى اقتصادية (1)
- فتاوى الدكتور منير جمعة (5)
- فتاوى عامة (6)
- فقه السنة (3)
- فلسطين (9)
- فيديو مؤثر (4)
- قالوا عن الإسلام (3)
- قصص من روائع حضارتنا (23)
- كتاب الكبائر للإمام شيخ الإسلام الذهبى (4)
- كشمير جرح ينزف (7)
- كوسوفا جرح ينزف (5)
- مساجد لها تاريخ (1)
- مقالات الأستاذ ثامر عبد الغني سباعنه (1)
- مقالات الدكتور منير جمعة (17)
- مقالات المشرف (13)
- مقالات رمضانية (1)
- مواعظ الإمام ابن الجوزى (16)
- نقاشات (1)
بحث
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Categories
المتابعون
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات