أحدث الأخبار
مقالات اليوم

حرقناه بأيدينا لا بأيديهم


 كاتب المقال مشرف مدونة ورود الحق
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجعين وبعد : فقد طالعتنا الصحف والمجلات والفضائيات وشبكات الانترنت بخبر تعودنا على أمثاله من قبل وهذه من شيم اليهود والغرب فهذا ليس بجديد عليهم حيث أن الإسلام فى كتاباتهم (من عمل الشيطان وكان القرآن نسجا من السخافات ، وكان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ داعيا كاذبا ، ومحتالا ، وعدوا للمسيح ، أما المسلمون فهم ليسوا سوى نوع من المتوحشين لا يكاد يحظى بميزة إنسانية.........) [1] هذه هى لغتهم دائما وأفعالهم التى شربناها مرارا وعرفناها مرارا . فإن عداءهم هذا ليس بجديد علينا وافتراءهم هذا معروف عنهم .

ولابد أن نعرف أن نظرتهم هذه لها أهداف فهذه النظرة للإسلام والقرآن ـ وإن لم تكن عامة فى مفكريهم ـ تسهم فى تثبيت أقدام الاستعمار فى بلاد المسلمين وذلك عن طريق: 
1ـ العمل على إضعاف القيم الإسلامية فى مقابلة السعى بطريق غير مباشر لتمجيد قيم الحضارة الغربية النصرانية وهذا ما نجده الآن فى شعوبنا حيث ضاعت هوية الشعب المسلم .
2ـ السعى لتشكيك المسلمين فى دينهم وتراثهم وعقيدتهم وهذا يتضح جليا فى علماء القرن التاسع عشر والقرن العشرين أمثال نجيب محفوظ وأحمد حسين هيكل وتوفيق الحكيم وغيرهم هؤلاء شربوا ثقافات الغرب ونشروها فى بلادنا رغم تعارض ما كتبوا مع شريعتنا وهويتنا بشكل واضح وجلى للعيان . 
3ـ إحياء مفهومات جاهلية كالقومية العرقية والشعوبية ، والدعوة إلى تبنى اللهجات المحلية العامية بزعم عجز اللغة العربية عن مسايرة التقدم العلمى .
4ـ العمل على تحطيم مفهوم الجهاد أو إضعافه ، وإشاعة المذاهب والأفكار التى تسهل هذه المهمة كالدهرية والقاديانية ونحوها . وهذا ما حدث بالفعل فقد غيب مفهوم الجهاد من عقولنا ونسينا فريضة كاملة تسمى جهاد وإذا تكلمنا عن الجهاد قسمناها وفصلناها تفصيلا يناسب ضعفنا وقلة إيماننا . 
5 ـ السعى للتخلص من حكم الشريعة الإسلامية وإبعادها عن توجيه الحياة الإسلامية فى شتى جوانبها وهذا ما هو جارى بالفعل . كل ذلك كان له الأثر العظيم فى ضياع هذه الأمة وهوانها على الأعداء فباتوا يكيدون لنا المكائد ولا أحد يردعهم ولا أحد يتكلم إلا ربما فئة قليلة تشجب وفئة تحاول لكنها ما هى إلا ردود واهية كشخص يحتضر يحاول أن يبرئ نفسه وينطق الشهادتين وهى عظيمة عليه حينها . 
فلم أتعجب من فعلته هذا السفيه الى قال أنه سيحرق القرآن فقال بطرس الناسك (1094ـ 1156م) مبررا ترجمة القرآن الكريم إلى اللاتينية ـ كما يحكى عنه ساذرن ـ : " إن القرآن منبع الزندقات ، وسبب الحركات الهدامة التى تهدد المسيحية ، فإذا أريد القضاء عليه لابد من دراسته ، والدعوة إلى أنه كتاب تعارض وتضارب وتناقض ، وأن مافيه يرفضه العقل ...) [2] .
وهذا الهدف  ـ القضاء على القرآن و الإسلام ـ ظل معبرا عن أحلام المنصرين وآمالهم عبر القرون حتى يومنا هذا .
ومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما هو ـ كما يرى هذا المستشرق الذى يصفه البعض بالموضوعية والإنصاف [3] ـ هو الذى ألف القرآن واحتال فى تخطيطه فيقول هذا المستشرق ـ : " أما أن محمد كان هو حقيقة مؤلف القرآن والمحتال الرئيسى فى تأليفه فهو أمر لا خلاف فيه (!!!!) ولو أن المرجح كثيرا أنه قد تلقى عونا ليس بالقليل من الآخرين فى تخطيطه ....." ثم يصرح هذه المستشرق فى مقدمة  ترجمته للقرآن الكريم بأن هدفه من هذه الترجمة هو تسليح النصارى البروستانت فى حربهم التنصيرية ضد الإسلام والمسلمين لأنهم "وحدهم قادرون على مهاجمة القرآن بنجاح , وإنى واثق بأن العناية الإلهية قد ادخرت لهم مجد إسقاطه .....) [4]. وفى المعجم التاريخى للاستشراق الذى نشر فى فرنسا فى آخر القرن السابع عشر ( سنة 1697م) نقف على تقسيم للتاريخ البشرى إلى قسمين :
1ـ قسم مقدس ، ويضم تاريخ اليهود والنصارى . 
2 ـ قسم غير مقدس ( مدنس ) ويدخل فى هذا القسم تاريخ المسلمين . 
ويصف هذا المعجم نبى الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله : (وهذا هو الأفاك المشهور مؤسس الهرطقة التى سميت دينا والتى ندعوها المحمدية ......... إن مفسرى القرآن وعلماء المسلمين فى الشريعة الإسلامية أو المحمدية قد أضفوا على هذا النبى الكاذب كل صفات الثناء التى أضفاها الهراطقة (المسيحيون ) على المسيح ، بينما جردوه من كل صفات الألوهية ..........)[5] 
هذا جزء من أقوال الغرب عن القرآن ومدى حقدهم الدفين له فى قلوبهم فماذا ننتظر نحن منهم أن يفعلوا  بل نحن الذين حرقناه من قبلهم ـ هذا فى زماننا هذا ـ فنحن حرقناه بنار النسيان نحن حرقناه وجعلناه زينة للسيارات والبيوت وقصرنا دوره على المناسبات نحن الذين حرقناه ليس هم نحن الذين حرقناه ليس هم أكررها مرارا وتكرارا نحن الذين حرقناه وليس هم حرقناه يوم غفلنا عنه يوم بايعنا القوانين الوضعية يوم سكتنا عن الين جعلوه وقفا للمآتم وبداية الأفراح وعند مواسم الأعياد يوم سكتنا عن حكام للقرآن غافلون عن القرآن معرضون . ماذا فعلنا للقرآن كى نحميه جبنا وتركنا الحكام يغوصون بنا إلى مجرات الهلاك والذل والهوان تركنا اللصوص . حين نشهد انقلابا للمفاهيم والقيم وانقلاب الحق ـ في العقول ـ إلى باطل ، وانقلاب المعروف ـ في السلوك ـ إلى منكر ، وانقلاب السفلة إلى قادة ، وارتفاع السخافة وانخفاض العلم والنور. وجعلنا الله أهون الناظرين لنا . هذا ما يحدث بنا الآن مما اقترفت يدانا ومن خطى أقدامنا وبعثرات عيوننا وضياع هيبتنا . وهنا أذكر كلمات الشاعر فاروق جويدة فى قصيدته الجميلة والمعبرة عن آلامنا حيث يقول :

يوما بنينا قصور المجد شامخة
والآن نسأل عن حلم يوارينا
أين الإمام رسول الله يجمعنا
فاليأس والحزن كالبركان يلقينا
دين من النور بين الخلق جمعنا
ودين طه ورب الناس يغنينا
يا جامع الناس حول الحق قد وهنت
فينا المروءة أعيتنا مآسينا
بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت
ونحن في العار نسقي وحلنا طينا
بغداد تبكي وطهران يحاصرها
بحر من الدم بات الآن يسقينا
هذي دمانا رسول الله تغرقنا
هل من زمان بنور العدل يحمينا
أي الدماء شهيد كلها حملت
في الليل يوما سهام القهر تردينا
القدس في القيد تبكي من فوارسها
دمع المنابر يشكو للمصلينا
حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا
باعوا المآذن والقرآن والدينا

حكامنا أشعلوا النيران في غدنا
ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا
مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا
ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟
أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا
وأودعونا سجون الليل تطوينا
 فلا نستغرب أن يكيدوا لنا المكائد وأن يتصيدوا لنا الهفوات فهذا ما جلبناه بأيدينا فشكرا لكل من خرج منددا وتظاهر وأعلن عن وجهته وشكرا لفضيلة العلامة الدكتور القرضاى ـ حفظه الله ـ لتنديده بهذا العمل وشجبه ودعوته لملاحقة هذا السفيه الذى تكلم عن حرق القرآن الكريم قضائيا  هذا حسبما ذكرت جريدة الرياض (االسعودية ) . وشكرا جزيلا لمواقف عقلاء العالم الذين أنكروا وعارضوا هذه الدعوة.
------------------------------------------------
المراجع والمصادر
[1] الأستاذ طيباوى (المستشرقون الناطقون بالإنجليزية ........ دراسة ملحقة بكتاب الدكتور البهى : الفكر الإسلامى الحديث ......) (ص 475) .           
 [2] السابق (ص 476) والأستاذ العقيقى : الاستشرق (ج1 ص112) ، والدكتور عرفان عبد الحميد : المستشرقون والإسلام (ص12) . 
[3] وصفه بذلك الدكتور عبد الرحمن بدوى : انظر إبراهيم خليل أحمد : المستشرقون والمبشرون فى العالم العربى والإسلامى ، نشرته مكتبة الوعى العربى ، القاهرة سنة (1964) (ص58) . 
[4] للوقوف على تفاصيل آراء (سيل ) فى القرآن الكريم والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ انظر الدكتور أحمد غراب رؤية إسلامية للاستشراق (ص34وما بعدها )
[5] كتاب (مدخل لدراسة الفكر الإسلامى الحديث والمعاصر ) للأستاذ الدكتور السيد رزق الحجر  

ساعدنا فى نشر هذا الموضوع:

19 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك

  1. أسأل لكم التوفيق والسداد

  2. أشكرك أخى الكريم على مشاركتك معى فهذا دعم لى وسررت بزيارتك

  3. إذا نام الأسد أو غفا قليلاً طمعت الفئران والخنازير فيه

    بُعدنا وتقصيرنا هو سبب تسلط الأعداء علينا
    نسأل الله أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً
    وأما عن أفعالهم فحتى لو قصرنا نحن فللبيت رب يحميه

    جزاك الله خيراً يا شيخ

  4. جزيت خيرا أستاذى أبو عمر واللهم تقبل منا الدعاء وسائر الأعمال إن شاء الله سررت بك أخى الكريم وشكرا جزيلا على مشاركتك الموضوع

  5. ماشاء الله مقال أكثر من رائع .
    سلمت يداك وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً .

  6. جزانا الله وإياكم أستاذنا بوركتم وجزيتم خيرا شرفتنا فى مدونتنا

  7. جزاك الله خيرا عنا وعن أمة الإسلام أجمعين وربي يتقبل منك هذا العمل يارب
    سلمى نور الدين

  8. زانا الله وإياك أختى سلمى شكرا لك على مرورك الكريم على مدونتى وسررت بكلمتك هذه وجعله الله فى ميزان حسناتنا جميعا

  9. ماشاء الله اللهم بارك مدونة رائعة جعلها الله في ميزان حسناتكم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

  10. تشرفنا بمرورك الكريم أخى وسررت بتعليقك تقبل منا ومنكم صالح الأعمال اللهم آمين

  11. فى البدايه نقول شكرا على هذا الموضوع و ثانيا أقول أننى أؤمن بالرسلات السمويه كله و أؤمن بجميع الأنبياءو أؤمن أيضا بأن دين الاسلام هو دين الحق و فرض علينا جميعا.اليهود يعتبرون المسلمين و المسيحيين كفار و المسيحيين يعتبرون المسلمين كفار فماذا تنتظر من قوم يعتبرونك كافر يعملون على تدمير الاسلام . حمقى يقولون أن الرسول هو من ألف القرأن كيف يفعل ذلك وهو لايجيد الكتابه و لا القراءه القرأن هو كلام الله هو المنهج الذى يجب أن نعمل به و اذا أردت أن تعلم المذيد أقرأ القرأن و قل لى كيف تشعر ثوف تعلم أن القرأن هو الحق هو درع المؤمن أمام الفسادالقرأن شىء عظيم

  12. شكرا لك أخى أحمد على هذه الكلمات الطيبات جعلها الله فى ميزان حسناتك نعم أخى نحن لا ننتظر منهم شيئا فهم أعداؤنا فلا ننتظر من الأعداء غير المكائد إلا أنه هناك شخصيات لا تؤمن بذاك وتتمنى أن يكون هناك سلاما بيننا وبين اليهود لكن هيهات ثم هيهات لأنه وهم يتبعونه

  13. جزاك اللله خير على هذا الكلام النابض بى الايمان كلام جميل شكر ا اخى الفاضل

  14. جزانا الله وإياك أخى جعل الله هذا المقال فى ميزان حسناتنا جميعا اللهم أجمعين ونسأله الإخلاص فى القول والعمل

  15. بارك الله فيك أحي و جزاك كل خير ،مشكور

  16. إنها جميلة و محكمة التنضيم و هادفة بارك الله فيكم

  17. أختى جلنار : جزانا الله وإياكم وفيك بارك وأتمنى أن تدوم زياراتك التى تشرفنى دائما

    أستاذى شكرى يوسف : الأجمل مرورك الكريم بارك الله فيك نورت مدونتى وأسعدنى تعليقكم

  18. مشكور جدا .... مدونه رائعة ... مرة أخرى شكرا لك يا عزيزي الغالي

  19. جزاك الله خيرا أخى جعفر وسعد بمرورك الكريم وسعدت بتعليقك وأرجو أن أكون عند حسن الظن دائما

اكتب تعليقك ورأيك

اشترك ليصلك كل جديدنا...
تابع خلاصة المدونة
بعد الإشتراك :ستصلك رسالة على بريدك الإلكتروني يرجي الضغط على رابط التفعيل فيها ليتم إدراجه في الخدمة الإخبارية , ان لم تصلك الرسالة على صندوق البريد الوارد حاول ايجادها في جنك ميل.!
Subscribe via RSS Feed
إعلانات مواقع أخرى
Template By SpicyTrickS.comSpicytricks.comspicytricks.com
للتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانى
الأكثر مشاهدة
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
بحث
Categories
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات