الصفحة الرئيسية » Archives for ديسمبر 2008
الجدار الفاصل بين إسرائيل وفلسطين
كتبت تحت قسم
غزة بين النار والحصار
|
الأربعاء، 3 ديسمبر 2008|
درعمى
جاء في كتاب "الرقابة والتعتيم في الإعلام الأمريكي" ، والذي قام بتحريره " بيتر فيليبس " ومشروع " مُرَاقَب" كتقرير للعام 2007م ؛ وكتبت عنه صحيفة " لوس أنجلوس تايمز " بأنه " كتاب يجب أن يقرأه كل صحفي ومواطن واع " ؛ حيث تضمن أهم القضايا والتقارير التي تم قمعها وأخضعت للرقابة في شركات الإعلام التي تملك وكالات الأنباء وبث الأخبار على مدار الساعة ، ومنها قضية " البنك الدولي وتمويله للجدار العازل بين "إسرائيل" و فلسطين " سأكتفي بنقل فقرات من هذا التقرير وأظن أن لا حاجة للتعليق عليها لأنها واضحة جلية ؛ وسأختم بشعارات البنك الدولي ومدى تطبيقها في فلسطين :
"على الرغم من قرار محكمة العدل الدولية الصادر في عام 2004م الذي دعا إلى هدم الجدار وتعويض المجتمعات المحلية التي تأثرت ، فقد تم تسريع بناء الجدار الذي يمر في عمق الأراضي الفلسطينية ويساعد على ضم المغتصبات وقطع التواصل بين القرى الفلسطينية ، إلا أن رؤية البنك الدولي لـ " التنمية الاقتصادية " تتحاشى أية مناقشة لمشروعية الجدار " .
"وكان من مقترحات البنك الدولي إقامة مناطق صناعية ضخمة تمولها الدول المانحة والبنك الدولي ويسيطر عليها الاحتلال !!وذلك كرؤية مستقبلية للمنطقة الحرة " الشرق أوسطية الفلسطينية" فيما بعد الجدار ، يمكن الاحتلال من السيطرة الكاملة على التحرك الفلسطيني" .
ففي تقرير " البنك الدولي " نُشر في ديسمبر عام 2004م بعنوان " ركود أم أحياء : فك الارتباط الإسرائيلي والتوقعات الاقتصادية الفلسطينية " ؛ يقترح التقرير وجود بوابات ونقاط تفتيش عسكرية ذات تكنولوجيا فائقة على امتداد الجدار يمكن من خلالها نقل الصادرات الفلسطينية والسيطرة عليها على نحو مريح !!
والباحث تيري والتس من "مجلس المصالح القومية" الذي يتخذ من واشنطن مقراً له ، والذي يراقب السياسة الأمريكية والدولية تجاه الكيان اليهودي والفلسطينيين ، قال : " لا بد لي من الاعتراف بأن جعل الفلسطينيين يدفعون ثمن تحديث نقاط التفتيش تلك أمر يبعث على الحيرة ، حيث إنه لم تكن لهم علاقة بإقامة الجدار العازل أصلا ، بل واعترضوا عليها ، وأظن أن القضية برمتها غامضة إلى أقصى حد " .
وأضاف التقرير : " ويبدو من تلك الممارسات والإجراءات والقرارات أن البنك الدولي مستعداً للمشاركة بفاعلية في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ... ففي انتهاك لحكم محكمة العدل الدولية ، أسهمت الولايات المتحدة بمبلغ 50 مليون دولار في بناء بوابات على امتداد الجدار العازل من أجل " المساعدة في تلبية احتياجات الفلسطينيين " !!
وبين ثنايا هذا التقرير كشف عن الآلية الآثمة للسيطرة والاستغلال ونزع الملكية التي وضعها الاحتلال ، علاوة على أنشطة المجتمع الدولي لحماية الجدار واستدامة الجيتوهات الفلسطينية ؛
"وأوضح أن قصة الجدار قصة لا يريد أحد سماعها ، وهي عولمة " الأبارتهيد " في احتلال فلسطين ، فللصهيونية مصالحتها في فرض حياة الجيتو على 4 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة وضمان تهويد القدس ، فلذلك يضمن وجود أغلبية ديموغرافية يهودية وتفوقاً عرقياً على أكبر جزء ممكن من فلسطين ، الأمر الذي يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة وحكم محكمة العدل الدولية الأخير بشأن الجدار" .
ويقول التقرير عن البنك الدولي : " وهو يجد في إطار هذا المشروع حلفاء في المجتمع الدولي حريصين على استغلال العمالة الفلسطينية الرخيصة المحبوسة خلف الجدران والبوابات ، وقد أصبحت الدرجة التي تعمل بها الصهيونية والمجتمع الدولي برئاسة البنك الدولي معاً بهدف السيطرة على كل جانب من جوانب الحياة الفلسطينية واضحة إلى حد كبير " .
ويذكر البنك الدولي بوضوح أن أجور الفلسطينيين الحالية مرتفعة بالنسبة للمنطقة و"تهدد التنافس الدولي" !! مع أن الأجور لا تتعدى ربع متوسط الأجور في الكيان اليهودي !! ففي تقرير البنك الدولي لم يكتفي بتكريس الاحتلال العسكري والمذابح الجارية .. فأرادوا أن يخضعوا الفلسطينيين لاستعمار اقتصادي ".
" فقد قُلِّص دور السلطة الفلسطينية إلى حد مديري البانتوستانات - وهي الجيوب التي أقامها نظام العنصري في جنوب أفريقيا للسود لتكون معزل لهم - وقد رفض ومازال الشعب الفلسطيني البانيوستانات بشدة في صناديق الاقتراع "!!
فبينما مسئولية البنك الدولي الأساسية أصبحت مركزة في وضع السياسات الاقتصادية من أجل استدامة البانتوستانات الفلسطينية ، فإن هذه المؤسسة تسير في الوقت الرهن جهود ضمان عدم تمكن الفلسطينيين من التدخل في خطط الاحتلال والمجتمع الدولي ، ويسرع البنك الدولي الخطى لتولي مسئولية رواتب المؤسسات الفلسطينية المختلفة ، في حال انصياع السلطة الفلسطينية للمصالح الصهيونية الكونية !!
وكلمات واضحة خطت في التقرير هذا نصها : " ففي إطار إضفاء الشرعية على الجدار ، وضم القدس ، وزيادة أعداد المستوطنين ، وإنكار مجرد وجود اللاجئين ، يجد أولمرت تواطئاً مستعداً من البنك وواضعي سياسته في واشنطن الذين يتطلعون إلى تحقيق أرباح من دولة "البانتوستانات" ، ولن يقبل الشعب الفلسطيني الخطة بحال من الأحوال ولذلك فالمأمول هو أنه سيُجوَّع كي يقبلها ، حيث ستكون جلّ مطالبات الشعب الفلسطيني وقياداته من المؤسسات الخارجية محصورة في التزويد بالخبز بدل الالتزام بواجباتها طبقاً للقانون " .
وخُتم التقرير بالفقرات التالية : " لا يظهر أي من أشكال واقع الحياة المرعبة في فلسطين في عناوين وسائل الإعلام الجماهيرية والدبلوماسية الدولية ، حيث يسمون تحويل فلسطين إلى "جيتوهات"بناء الدولة !! ويسمى التواطؤ الدولي مع الأبارتهيد " الإسرائيلي " المساعدات الدولية "!! ويفترضون أن يكون الفلسطينيون ممتنين لوجود بوابات في الجدار يمكنهم من خلالها التنقل بين الجيتوهات !!
"وتماماً كما هو حال مخططات أولمرت مع البيت الأبيض يتحاشى الإعلام ويهمل حقوق الفلسطينيين وآرائهم ، فلا القتل اليومي لشعب أعزل ، وتدمير بيوته وجرف أراضيه ونزع ملكية ما ورثه عن أبائه وأجداده ، أو معاناة 6 ملايين لاجئ يصنع عناوين للصحف ، ويُترك مستهلكو إعلام التيار السائد لمناقشة النقد العنيف الخاص بـ"السلام" و"الحدود" المتنازع عليها ، بينما تستمر العنصرية والتطهير العرقي وخلق الجيتوهات " .
"هذا هو حال المنظمات والهيئات الدولية في تعاملها مع مأساة فلسطين ، فلم تكتفي بتمكين اليهود على أرض غيرهم ، وسن القرارات لشرعية وجودهم ، بل قامت بتقسيم الناس إلى فئتين : فئة فوق القانون ، وفئة تحت القانون تلتصق بها الاتهامات على كل حال ، حتى وإن عملت بموجب القانون والتزمت ببنوده" .
"وهذه منظمات حقوق الإنسان وكأنها تخصصت للحفاظ على حقوق نوع خاص من الإنسان وليس لكل إنسان ويستثنى منها المسلم وما يحدث على أرض فلسطين المغتصبة بأيدي اليهود المجرمين لشاهدٌ على أن الحرمة لأناس من مواصفات خاصة" !!
فالبنك الدولي شعاره المعلن : " نعمل من أجل عالم خال من الفقر " !! أليس الفقر قد وصل أكثر من 80% بين الفلسطينيين في القطاع !! أليس من مهامه المساعدة في تقليص الفقر البنك تفيض أعداد الفقراء ألا ينطبق هذا على أهل فلسطين !! ولماذا يساهم البنك الدولي في زيادة المعاناة ؟!!
أليس البنك الدولي من أكبر المصادر الدولية تمويلاً لمشروعات حماية الحيوانات والنباتات التي تتعرض للأخطار ؟!! ألم يسمع معاناة البشر والشجر والحجر في فلسطين !! أليس من أعمال البنك الدولي المساعدة في إتاحة المياه النظيفة والكهرباء وخدمات النقل للفقراء ؟!! وهل رأى معاناة أهل غزة في المياه الملوثة والكهرباء المقطوعة والنقل الذي غدا على الحمير والبغال بعد أن حرموا من الوقود وعانوا من الحصار !!
وفي نشراتهم وإصداراتهم يسطرون عبارات جميلة كقولهم : " البنك الدولي يصغي ويستجيب لأصوات الفقراء "!! وألسنتنا تردد حسبنا الله ونعم الوكيل !!
عيسى القدومي
واجبنا تجاه فلسطين
كتبت تحت قسم
غزة بين النار والحصار
|
الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008|
درعمى
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الواجب على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تجاه إخوانهم في فلسطين في هذه الآونة أن يتعاضدوا ويتراحموا فيما بينهم، وأن يمدوا لهم يد العون والتعاطف كما أن القادرين من المسلمين بإمكانهم صرف زكواتهم للشعب الفلسطيني، ومن وسّع الله عليه في رزقه من أثرياء المسلمين بإمكان كل أسرة منهم أن تكفل أسرة في فلسطين، وبهذا يستطيع المسلمون كسر الحصار المفروض علي الشعب المجاهد في فلسطين، ونري ربنا منا أمارة طاعة.
ونصرة الشعب الفلسطيني ومساندته بكافة أنواع الدعم المادي والمعنوي واجب على كل مسلم ، كل حسب قدرته وحسب ما مكنه الله ، وهذا الواجب واجب على الحكومات وواجب على الشعوب، فواجب علينا أن ننصرهم بالدعاء وبالكلمة مسموعة ومقرؤة ومرئية، وننصرهم بالمال وهو واجب الوقت الآن، وبذلك تواترت الأدلة الشرعية ،
وقال بذلك جمهور الفقهاء وكافة المجامع المعتبرة، وإليك بعضها :
جاء في البيان الختامي لملتقى علماء المسلمين لنصرة شعب فلسطين الذي كان يرأسه فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :
يجب على المسلمين حيثما كانوا أن يعينوا إخوانهم في فلسطين بشتى أنواع العون بالمال واللسان، والقلم والنفس، والعون المالي هو اليوم من أوجب الواجبات على المسلمين كافة، وعليهم أن يسعوا بكل طاقاتهم أفرادا وجماعات وشعوباً وحكومات إلى تقديمه إلى أهلنا في فلسطين من أموال الزكاة ومن أموال الصدقات من الوصايا بالخيرات العامة، ومن جميع صنوف الأموال الأخرى، بل ينبغي أن يقتطع المسلمون نصيباً من أموالهم الخاصة ومن أقواتهم لتقوية موقف إخوانهم في فلسطين، فإنه «ليس منا من بات شبعان وجاره جائع» و«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه»، وعلى المسلمين كافة أن يسعوا بكل طريق ممكن إلى إيصال جميع صور المساعدة المالية والمادية إلى إخوانهم في فلسطين، ليتجاوزا أزمتهم الحالية وينجح مشروعهم البناء في تخفيف معاناة أهلنا في فلسطين وفي تثبيت حقوقهم الشرعية والتاريخية في وطنهم وقوفاً في وجه محاولات الإبادة والتهجير التي يقترفها العدو الصهيوني بجميع الوسائل في كل شبر من أرض فلسطين.
وأن البنوك والمؤسسات العربية والإسلامية مدعوة إلى القيام بواجبها في هذا الشأن، بحيث لا تكون أداة في يد أعداء الأمة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وهزيمة مشروعه.
إن الجهاد بالمال بنص القرآن الكريم لا يقل أهمية عن الجهاد بالنفس، وهو واجب على الأفراد والمؤسسات؛ والعلماء إذ يعلنون ذلك ليثقون في أن البنوك والمؤسسات المالية في العالمين العربي والإسلامي لن تقف في وجه إرادة الأمة، ولن تخالف الفتوى الشرعية لعلماء المسلمين، ولن تعرض نفسها لما لا نحبه من المقاطعة ونحوها.
ويقول الدكتور طاهر مهدي البليلي ـ عضو مجلس البحوث والإفتاء الأوربي:
فيما يتعلق بحكم مساندة الشعب الفلسطيني فإنه فرض عين على كل مسلم و مسلمة في كل أصقاع الأرض أن يساندوهم و يكسروا عنهم الحصار، ذلك أن مقتضيات الولاء بين المسلمين توجب هذه المساندة و لا عذر أمام الله لمن يدعي عكس هذا.
إن الشعب الفلسطيني في أشد ما يكون حاجة إلى المسلمين اليوم، أما إذا كانوا لا يعينوه و لا يساندوه إلا عندما يكون في نوع من الفرج فهذا لا فائدة من ورائه.
و إنني ارتب أولوية هذا الفرض على التالي :
1)يجب على الفلسطينيين أن يساعد بعضهم بعضا القادر يساعد العاجز و الغني يساعد الفقير و القوي يساعد الضعيف.
2)ثم تقع الأولوية مباشرة على الشعوب المتاخمة حدودها لحدود فلسطين كالأردنيين و السوريين و اللبنانيين و المصريين، و يجب القيام بهذا الأمر مهما ضربت الحكومات العربية الحصار و شددت منه، و هنا يدخل قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) (رواه أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة مسند علي رضي الله عنه ) و عدم إغاثة المسلمين هو معصية لله و رسوله. و يوشك أن ينتفي الإيمان عمن يرون إخوتهم يتضورون جوعا و لا يغيثونهم لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : »(ما آمن بي من بات شبعان و جاره إلى جنبه جائعا و هو يعلم) (رواه الحاكم). ناهيك عن أن الفلسطينيين لهم حق الولاء، و حق الأخوة و حق الجوار، فمهما تنصل المتنصلون فلا حجة عندهم أمام الله ـ عز وجل ـ .
3) ثم يقع الواجب على بقية الشعوب الإسلامية الأقرب فالأقرب، و كل حسب طاقته و استطاعته، و المهم أنه لا يجوز إطلاقا الصمت، فمن لم يسعفه الغنى فليعن بالكلمة و الكتابة و التحريض على المساعدة و في كل خير.
بل إنني أقترح أن تقوم كل عائلة في الخارج بإعالة عائلة فلسطينية واحدة في فلسطين و عدد العوائل الفلسطينية لا يتجاوز المليون عائلة و عدد العوائل الإسلامية في الغرب و الدول الميسورة يتجاوز ذلك بكثير و هكذا تحل المشكلة من الأساس و لا حاجة أصلا للأموال الغربية التي يعطونها مقابل سرقة الصهاينة للأرض و قتلهم للبشر.
إنَّ أهل فلسطين هم أهل بيت المقدس و كم أشاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهؤلاء المبارَكين أبناء المبارَكين لأنهم ممن في بيت المقدس و ممن حولها، و القرآن صريح في مباركتهم لأنهم مؤمنون مسلمون و مرابطون فوق هذا و ذاك.
كيف لا نستجيب لصراخ الأطفال و عويل النساء و الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: » ائتوه (بيت المقدس) فصلوا فيه -وكانت البلاد إذ ذاك حربا- فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله«(أبو داوود الصلاة السرج في المساجد386) و هذه فتوى من إمام المفتين ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وجوب إرسال الإغاثة و باستمرار لأهل فلسطين، فحتى في وقت الحرب أمر ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإرسال ما تضاء به القناديل، و في عصرنا يجب إرسال ما تقوم به الحياة.
أما واجب الحكومات العربية والإسلامية فحدث ولا حرج فإنهم أول من سيسأل يوم القيامة عن كل فرد ليس فقط يموت بل يجوع و يعرى من الأمة الإسلامية، فيا ترى ماذا أعدوا من جواب؟؟؟
ويقول الأستاذ محمد سعدي الباحث الشرعي بالموقع :
إن الأمة العربية والإسلامية مطالبة بنصرة هذا الشعب المجاهد الذي يحارب ليلا نهارا في أرضه وماله وأولاده.
وفي هذه الأيام يمارس على الشعب الفلسطيني حصارا اقتصاديا متمثلا في منع المعونات وقطع الرواتب شبيها بالحصار الذي فرضه الكفار على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعب أبي طالب.
ولما حوصر المصطفى في الشعب دخل معه قومه من العرب من بني هاشم ولم يكونوا على دينه، ولكنهم نصروه حمية وعصبية، فالأحرى بنا أن ننصر عربنا في فلسطين ديانة لا حمية وعصبية ولا سيما بعدما رماهم العالم عن قوس واحدة، فكما مارست الحكومات الغربية حقها وقطعت معونتها عنهم، فعلى الأمة العربية وهي غنية ـ بفضل الله ـ في أن تحول بين تحقيق كارثة مدوية في مسرى رسول الله.
فإن حالة التجويع والحصار المفروضة على أهلنا في فلسطين أمر يستلزم من الشعوب الإسلامية النصرة والدعم لهذا الشعب المقاوم حتى لا نتركه للجوع والأمراض يفتكون به، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا.
فعلى الأمة جميعا ألا تهرب من الواجب المفروض عليهم وأن تنصر هذا الشعب في هذه الأوقات المصيرية.
وهذه الواجبات متعددة بعضها على الحكومات وبعضها على الشعوب ولها أشكال كثيرة منها الدعاء لهم في سائر الصلوات وفي الثلث الأخير من الليل والدعاية بكل وسيلة لتظل قضيتهم حية واضحة وكذلك التبرع بالمال لهم وغير ذلك من الوسائل الفاعلة .
ويقول المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار ـ السعودية :
أقترح جملة من المقترحات التي تعالج القضية على المدى البعيد وليس بحلول جزئية ومؤقتة..
أولاً : أن تشكل هيئة عالمية ذات امتدادات وفروع محلية في كافة أنحاء العالم الإسلامي وهذه الهيئة تكون متخصصة بتنسيق الجهود وتنسيق العون الذي يقدم للشعب الفلسطيني.
ثانيا : لا بد على الحكومات العربية والإسلامية أن تتخذ موقف المبادرة من قضية فلسطين بدل الترقيع وسد الثغرات.. فالجدار العازل مثلاً والتي اتخذت المحكمة الدولية في لاهاي قراراً أنه غير شرعي فهذه القضية لم تتابع أبداً لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد الإعلامي الدولي وسوف نرى بعد مدة أن هذا الجدار سيشكل حدوداً جديدة لإسرائيل.
ثالثا : الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي ممكن أن يكون لها دور من خلال عمل توأمة بين كل جمعية مع جمعية داخل فلسطين، بحيث يكون 2% من موارد الجمعية تحول للجمعية المتوائمة داخل فلسطين.
رابعا : أيضاً على مستوى الأسر فكل خمس أسر عربية أو إسلامية تتعاون في دعم أسرة فلسطينية، ولا يعني الدعم أن تتكفل بجميع مصاريفها بل تدعمها في حدود 20 أو 30% من حاجاتها.
خامسا : أيضاً عمل تحالف طوعي للشركات الكبرى يتم بموجبه توقيع عقود تدفع الشركة ربع في المائة من أرباحها للفلسطينين.
سادسا : ومثل المؤاخاة بين الجمعيات الخيرية داخل وخارج فلسطين تصير هناك مؤاخاة بين الجامعات والبلديات في البلدان العربية والإسلامية وبين الفلسطينية.. ومؤاخاة بين المشافي بحيث تقدم هذه المشافي الدعم المادي والمعنوي لنظيراتها في فلسطينيين.. أيضاً الاتجاه للاستثمار في الأراضي المحتلة، وممكن أن يكون هناك نوع من التعاون بين غرف التجارة الفلسطينية وغرف التجارة في البلدان العربية والإسلامية.
سابعا : إنشاء صندوق عالمي للدواء تشارك فيه شركات الأدوية والمشافي والأغنياء لأن الدواء يشكل فئة أساسية وجوهرية.
وأخيراً: إصدار بطاقات لكفالة أيتام فلسطين وتوزع على نطاق واسع من أجل مؤازرة أسر الشهداء وأيتام المسلمين.
ويقول الدكتور علي بن عمر بادحدح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز ومشرف موقع "إسلاميات" :
يجب على هيئات الإفتاء والمجامع الفقهية إصدار الفتاوى والبيانات التي توضح خطورة الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والحصار المفروض عليه ومحاولة إسقاط حكومته المنتخبة.
كما أن الواجب الشرعي على المسلمين جميعاً نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته، وعلى الدعاة وخطباء المساجد القيام بدورهم في توعية وتعبئة المسلمين والتعريف بحقيقة الصراع وبالقضية الفلسطينية، وبتنسيق الجهود العربية والإسلامية لمؤازرة الشعب الفلسطيني.
ويقول الدكتور فهد بن سعد الجهني أستاذ الفقه وعميد شؤون الطلاب بجامعة الطائف:
الفرد المسلم هو جزء من بنيان فقد شبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلمين بالجسد الواحد، وهذا المعنى يقتضي أن الأصل في المسلم التأثر بكل ما يحصل لأمته من خير أو شر كما يتأثر العضو بتأثر الجسد.
وبلا شك أن ما يحصل للشعب الفلسطيني هذه الأيام هو محنة شديدة في ظل المحن والابتلاءات التي يبتلى بها هذا الشعب العظيم، فقد تكالب الأعداء عليها من كل جانب لاسيما بعد التطورات الأخيرة، وهذه التطورات تؤكد المعنى القرآني العظيم وهو قوله تعالى: (ولَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).
ويقول الدكتور سالم سلامة ـ من علماء فلسطين :
الواجب على المسلمين في فلسطين وخارجها وفي مشارق الأرض ومغاربها تجاه إخوانهم في فلسطين أن يتعاضدوا ويتراحموا فيما بينهم؛" فالراحمون يرحمهم الرحمن"، "وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، فإذا أراد المسلمون في جميع أنحاء الأرض أن يرحمهم الله؛ فعليهم أن يرحموا إخوانهم الذين يقفون في خط الدفاع الأول، والذين تُهدم بيوتهم وتقتلع أشجارهم ويقصفون ليلا ونهارا على مرأى ومسمع من العالم كله؛ فالواجب أن يتعاطفوا معهم وأن يمدوا لهم يد العون والتعاطف.
ويقول الدكتور عبد الرزاق الجاي – عضو المجلس العلمي بالرباط ـ المغرب
يجب إصلاح البيت من الداخل, وإصلاح ذات البين وعلى الفلسطينيين أن لا يسقطوا في ما أرادت إسرائيل, وهو خلق التفرقة بين الشعب الفلسطيني الباسل, "إنما المؤمنون إخوة " الأخوة واجبة بين المسلمين, ولا يجوز بأي حال من الأحوال أو تحت أي ظرف أن يضحى بهذا المبدأ, وواجب الشعوب الإسلامية قادة وشعوبا ألا يفرطوا في إخوانهم وأن لا يتركوهم عرضة لأعدائهم وأهوائهم لأن قضية الفلسطينيين هي قضية الأمة الإسلامية كلها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
هكذا صور الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية، حيث حرم على المسلمين أن يخذل بعضهم بعضا أو يسلم بعضهم بعضا أو يحقر بعضهم بعضا.
ثم هناك قواعد شرعية كثيرة تضبط علاقة المسلمين بعضهم ببعض أهمها في هذا الإطار: إذا جاع المسلمون فلا مال لأحد ، فيجب انطلاقا من هذه القاعدة على كل مسلم ومسلمة أن يبذلوا ما في وسعهم لإنقاذ إخوانهم الفلسطينيين مما يتعرضون له وكذلك إنقاذ مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثالث الحرمين المسجد الأقصى المبارك من براثين الاحتلال الصهيوني.أهـ
ويقول الدكتور محمد الحسن الدَّدَوْ ـ الداعية الإسلامي المعروف :
من الواجب على المسلمين عموما مساعدة المسلمين المحاصرين في فلسطين ماديا ومعنويا، فذلك حق لهم سيطالبون به يوم القيامة من لم يؤده اليوم.
وهم أولى من غيرهم الآن بصرف الزكوات الواجبة إليهم من جميع بلدان العالم؛ لحاجتهم الماسة، فالأطفال والنساء والمرضى والضعفة الآن يتعرضون لحصار جائر ليس له أي مستند يمنعهم من الغذاء والدواء وغير ذلك من لوازم الحياة، وقد قال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10).
وقال تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) التوبة: من الآية71.
وقال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الأنبياء:92
وقال تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون:52
وقال تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَاالْعُدْوَن) المائدة: من الآية2
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" صحيح البخاري (2266)، ومسلم (4684).
وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ". صحيح مسلم (4685).
وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَن فَرَّجَ عَن مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". صحيح البخاري (2262)، ومسلم (4677)
انتهى نقلا عن موقع الإسلام اليوم
----------------------
مقالات ذات صلة
--------------------------------
الجدار العاذل للدكتور أحمد سعيد
مصر تبرر بناء الجدار العاذل بأنه ضمان لأمنها
الأكثر مشاهدة
المشاركات الشائعة
-
موقع الإخوان المسلميبن ـ ورود الحق بقلم: د. عماد عجوة القيروان.. مدينة تونسية تقع على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، وعلى بُعد 57 كم من مدين...
-
أولا: مفهوم الثبات والمرونة : تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين : ا لأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل الت...
-
موقع قصة الإسلام ـ مدونة ورود الحق أما النصف الأوَّل من القرن الرابع الهجري والنصف الأوَّل من القرن العاشر الميلادي فيمثِّله أبو الحسن عل...
-
مدونة ورود الحق ـ الإسلام اليوم هانئ رسلان تعيشُ الخُرطوم هذه الأيام أجواءًا من الترقُّب المشوب بالقلق؛ بسبب...
-
مدونة ورود الحق ـ موقع إخوان أون لاين بقلم: د. كامل عبد الفتاح باحث في تاريخ مصر الحديث والمعاصر في التاسع والعشرين من أغسطس من كل عام تحل...
-
حذر الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، أئمة الوزارة من التطرق إلى الموضوعات السياسية في الدروس الرمضانية التي سيلقونها بمساجد الجمهور...
-
موقع قصة الإسلام ـ ورود الحق فلسطين أرض الرسل والأنبياء الذين حملوا راية التوحيد، ودعوا أقوامهم إلى الالتزام بها. وقد شهدت فلسطين ف...
-
مدونة ورود الحق هؤلاء هم القادة الذين نريدهم هؤلاءالله سيرفع درجاتهم إن شاء الله ويسكنهم جنات النعيم ذلك بما يعملون الآن لأمتهم من تضحيات و...
-
د: منير جمعة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين :- دول الغرب المسيحي تحتفي بكل الخارجين عن الإسلام وتلبسهم ألقابا رنانة . الرئيس بوش استقبل...
-
ورود الحق ـ قصة الإسلام : روجر بواس يلقي روجر بواس[1] في مقاله هذا نظرة على النموذج الإسباني للتطهير العرقي والديني. لكل شيء إذا ما تم نقصان...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
التسميات
- أزمات الأمة (38)
- الخلافة الأموية (1)
- الدولة العثمانية الجزء الثانى (12)
- الدولة العثمانية الجزء الرابع (3)
- الدولة العثمانية الجزء الأول (8)
- الدولة العثمانية الجزء الثالث (10)
- السودان وأزمة الانفصال (10)
- الشيشان جرح ينزف (7)
- النصرانية ما بين التعريف والتحريف الجزء الأول (1)
- تاريخ الأندلس (1)
- تاريخ أمة (42)
- تاريخ حماس والدفاع عنه (1)
- تاريخ فلسطين (2)
- تحليلات هامة (11)
- تربية الأطفال (1)
- تركستان جرح ينزف (8)
- حدث فى مثل هذا (2)
- دروس فى الفقه (1)
- شخصيات إسلامية (2)
- شخصيات أسلموا (2)
- صحابة الرسول (1)
- عجائب التكنولوجيا (1)
- على الصلابى (1)
- عن الإخوان والبنا (4)
- غرائب من الحياة (1)
- غزة بين النار والحصار (7)
- فتاوى اقتصادية (1)
- فتاوى الدكتور منير جمعة (5)
- فتاوى عامة (6)
- فقه السنة (3)
- فلسطين (9)
- فيديو مؤثر (4)
- قالوا عن الإسلام (3)
- قصص من روائع حضارتنا (23)
- كتاب الكبائر للإمام شيخ الإسلام الذهبى (4)
- كشمير جرح ينزف (7)
- كوسوفا جرح ينزف (5)
- مساجد لها تاريخ (1)
- مقالات الأستاذ ثامر عبد الغني سباعنه (1)
- مقالات الدكتور منير جمعة (17)
- مقالات المشرف (13)
- مقالات رمضانية (1)
- مواعظ الإمام ابن الجوزى (16)
- نقاشات (1)
بحث
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Categories
المتابعون
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات