الصفحة الرئيسية » مقالات المشرف »
لن يغفر الذنب إلا الله (بقلم ورود الحق )
عندما تغرب الشمس ويقفر الطريق ونفقد الرفيق ويشتد فينا الحريق حيث لا ماء لا بريق عندما يضيع المرء فى بحر من الأوهام وتتبعثر الأحلام وتتعثر الأقدام وتفشل فى وصفها الأقلام يخمد القلب وتكن ُّ الجفون وتبكى العيون وتتوقف العقول حينها إما منية وإما أرض الجنون . يقف شاخص العينين ينظر من ثقب عينيه وأمامه شاطىء الأوهام إلى ما وراء التلال يسأل الرياح لم يا صديقى إقفر الطريق
وأين البسمة مع الرفيق ؟ وأين الشعلة والبريق ؟ تشتد الرياح وتزداد الأمواج ولا مجيب ولا حبيب ولا ربيب . فالكون يبدو فى سكون وقلبه ينبض فى شجون .ينظر إلى البحر ويسأله أى سفينة ترسلها لى أى سفينة ستقلنى إلى شطآن الحياة فليتها سفينة نوح أو عصى موسى أو حوت يونس أم ستقلنى جبال ابن نوح فتعصف بى الأمواج فى جزر العذاب ومجرات الهلاك . فينظر إلى البحر ويعد الأمواج ويرصد تيار الهواء ومصير الماء ومنبع اللأواء . وفجأة يبدو فى أفق الخيال أرنبا يلهث يعبث بالنظرات ولكنه أين يذهب فى هذا الكون البهيم وهذا الظلام الحزين فيتقابلا وتتوحد الشعور والإحساس كلاهما يطويه هم كلاهما يقتله كرب أيا كانت الفروق بين الهموم والكروب عند التلاقى لا يبدو إلا العناق حتى وفى أوقات الضياع . يسأل الأرنب ذاك التائه : من الذى أهواك فى هذا الهلاك ؟ فرد عليه قائلا : أهوانى من أهواك ورأيتنى كما عينى تراك ضللنا سويا درب الطريق وصرنا فرادى وأنت الصديق ؟ يهز الأرنب رأسه مستهزءا ويقول : أنا الصديق لذا ستأكلنى أنا الرفيق وبعد قليل ستذبحنى !!
يضحك الرجل ضحكة تملؤها الدموع ويقول للأرنب : نحن حيارى تائهون وهذه الصحراء تسكنها النياب والسنون وإن أكلتك هل تسد جوعى سنين فإن مددت عمرى ستزيد معه الأنين ؟ سنموت سويا وتدفننا رمال الأرض وتنسانا السنين ؟ يقول الأرنب : كلنى عسى يأتيك من يأويك أو تلقى أنت فرجا أو بابا فى طريق كلنى فأنا أذنبت وتلك الرمال ستشهد وعصيت ربى وما أطعته واليوم جائنى يوم الحساب فأعذب فخرجت من بيتى كى أذنب وأعصى فزجت بى الدنيا إلى رؤياك وإلى جزاء ما فعلت إلى الموت بين رمال التيه والنسيان فكلنى فأنت أحق منى أن تعيش فكيف أحيا بذنب بعد الموت يعذبنى هذا جزائى ورب العرش يرحمنى . يبكى الرجل وتنزف عيناه ويقول : أبكيتنى وقولك الحق أذنبت كما أذنبت ولا أحدا يغفر إلا الذى خلق أذنبت وعصيته والناس تأبى ليا الغفران وبت أدعو ربى بأن يبقى ليا دينى وأن يغفر لى الذنب ويهدى الناس يهدينى حتى غوانى الشيطان وعدت للعصيان فأتيت ربى مستغفرا ثم عصيته والآن رمت بى الذنوب إلى أن أراك . الناس أعيتها حب الفراق وكره الوفاق وقلة الغفران من أذنب نفارقه وإن عاد وإن تاب لم تقبل منه عودة ولا تشفع له توبة ولا تسمع له كلمة ولا يرى منا بسمة ولا يلقى منا إلا نظرة . والآن ليس منا من لا يذنب وليس منهم من يغفر وهذا مثوانا وغدا سنعرف مثواهم وسر معى علنا نلقى الطريق فنبحث عن رفيق يغفر ويسامح وصدره لا يضيق أو نلقى الله فى هذا الفضاء الطليق . ونكون يوما ذكريات أو بقايا من رفات . هيا نحيا ما تبقى فى صلاة فى ثبات عل بعد الموت تشفع فينا هذه الصلاة .
وأين البسمة مع الرفيق ؟ وأين الشعلة والبريق ؟ تشتد الرياح وتزداد الأمواج ولا مجيب ولا حبيب ولا ربيب . فالكون يبدو فى سكون وقلبه ينبض فى شجون .ينظر إلى البحر ويسأله أى سفينة ترسلها لى أى سفينة ستقلنى إلى شطآن الحياة فليتها سفينة نوح أو عصى موسى أو حوت يونس أم ستقلنى جبال ابن نوح فتعصف بى الأمواج فى جزر العذاب ومجرات الهلاك . فينظر إلى البحر ويعد الأمواج ويرصد تيار الهواء ومصير الماء ومنبع اللأواء . وفجأة يبدو فى أفق الخيال أرنبا يلهث يعبث بالنظرات ولكنه أين يذهب فى هذا الكون البهيم وهذا الظلام الحزين فيتقابلا وتتوحد الشعور والإحساس كلاهما يطويه هم كلاهما يقتله كرب أيا كانت الفروق بين الهموم والكروب عند التلاقى لا يبدو إلا العناق حتى وفى أوقات الضياع . يسأل الأرنب ذاك التائه : من الذى أهواك فى هذا الهلاك ؟ فرد عليه قائلا : أهوانى من أهواك ورأيتنى كما عينى تراك ضللنا سويا درب الطريق وصرنا فرادى وأنت الصديق ؟ يهز الأرنب رأسه مستهزءا ويقول : أنا الصديق لذا ستأكلنى أنا الرفيق وبعد قليل ستذبحنى !!
يضحك الرجل ضحكة تملؤها الدموع ويقول للأرنب : نحن حيارى تائهون وهذه الصحراء تسكنها النياب والسنون وإن أكلتك هل تسد جوعى سنين فإن مددت عمرى ستزيد معه الأنين ؟ سنموت سويا وتدفننا رمال الأرض وتنسانا السنين ؟ يقول الأرنب : كلنى عسى يأتيك من يأويك أو تلقى أنت فرجا أو بابا فى طريق كلنى فأنا أذنبت وتلك الرمال ستشهد وعصيت ربى وما أطعته واليوم جائنى يوم الحساب فأعذب فخرجت من بيتى كى أذنب وأعصى فزجت بى الدنيا إلى رؤياك وإلى جزاء ما فعلت إلى الموت بين رمال التيه والنسيان فكلنى فأنت أحق منى أن تعيش فكيف أحيا بذنب بعد الموت يعذبنى هذا جزائى ورب العرش يرحمنى . يبكى الرجل وتنزف عيناه ويقول : أبكيتنى وقولك الحق أذنبت كما أذنبت ولا أحدا يغفر إلا الذى خلق أذنبت وعصيته والناس تأبى ليا الغفران وبت أدعو ربى بأن يبقى ليا دينى وأن يغفر لى الذنب ويهدى الناس يهدينى حتى غوانى الشيطان وعدت للعصيان فأتيت ربى مستغفرا ثم عصيته والآن رمت بى الذنوب إلى أن أراك . الناس أعيتها حب الفراق وكره الوفاق وقلة الغفران من أذنب نفارقه وإن عاد وإن تاب لم تقبل منه عودة ولا تشفع له توبة ولا تسمع له كلمة ولا يرى منا بسمة ولا يلقى منا إلا نظرة . والآن ليس منا من لا يذنب وليس منهم من يغفر وهذا مثوانا وغدا سنعرف مثواهم وسر معى علنا نلقى الطريق فنبحث عن رفيق يغفر ويسامح وصدره لا يضيق أو نلقى الله فى هذا الفضاء الطليق . ونكون يوما ذكريات أو بقايا من رفات . هيا نحيا ما تبقى فى صلاة فى ثبات عل بعد الموت تشفع فينا هذه الصلاة .
مواضيع متشابهة:
إذا أعجبتك مدونتى قم بنشرها واشترك بها ليصلك كل جديدها.
الأكثر مشاهدة
المشاركات الشائعة
-
كاتب المقال مشرف مدونة ورود الحق بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجعين وبعد : فقد طالعتنا الصحف والمجلات و...
-
أولا: مفهوم الثبات والمرونة : تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين : ا لأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل الت...
-
موقع الإخوان المسلميبن ـ ورود الحق بقلم: د. عماد عجوة القيروان.. مدينة تونسية تقع على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، وعلى بُعد 57 كم من مدين...
-
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وبعد : مدونة ورود الحق حينما كنا طلابا في الصف الثالث الإعدادي بل وفى ال...
-
موقع إخوان أون لاين ـ مدونة ورود الحق إذا كنا نحتفل بيوم الهجرة فيجب أن نكون جديرين بالاحتفال بهذا اليوم، يجب ألا يكون احتفالنا بالهجرة ...
-
تأليف صاحب مدونة ورود الحق عندما تغرب الشمس ويقفر الطريق ونفقد الرفيق ويشتد فينا الحريق حيث لا ماء لا بريق عندما يضيع المرء فى بحر من الأوه...
-
خاص ـ ورود الحق هلاك الظالمين نعمة كبرى ومنة عظمى ، قال تعالى ، ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ) " الأنعام 45...
-
كاتب المقال مشرف مدونة ورود الحق بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأ...
-
مدونة ورود الحق ـ الإسلام اليوم هانئ رسلان تعيشُ الخُرطوم هذه الأيام أجواءًا من الترقُّب المشوب بالقلق؛ بسبب...
-
حينما يشتد الظلم وتشتد ظلام الأيام وتتفرق الأمانى والأحلام وتتشتت الأسرة بين دياجى الظلم والطغيان تنزف الدموع وتنسكب ويتحسر القلب وينفجر وتض...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2010
(156)
-
▼
ديسمبر
(13)
- الماسونية والمسجد الأقصى
- دروس من الهجرة.. للشهيد سيد قطب
- جهود سيد قطب في إصلاح التعليم
- الشورى.. المبادئ أهم من النتائج
- لن يغفر الذنب إلا الله (بقلم ورود الحق )
- ما حكم الاحتفال بالمناسبات الإسلامية مثل الهجرة وا...
- الدكتور منير جمعة يكتب : مجمل أحكام عاشوراء
- الدكتور حسين حسين شحاتة يكتب : معالم التضحية والأخ...
- أبناؤنا وذكريات الهجرة
- الدكتور جمعة أمين يكتب : قبسات من التربية عند الإم...
- أ. فهمى هويدى يكتب :رجاء: كفانا نزاهة !!
- حالة نقاش : انسحاب الإخوان من انتخابات الإعادة فى ...
- فهمى هويدى يكتب : منتخبون أم معينون ؟؟
-
▼
ديسمبر
(13)
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
التسميات
- أزمات الأمة (38)
- الخلافة الأموية (1)
- الدولة العثمانية الجزء الثانى (12)
- الدولة العثمانية الجزء الرابع (3)
- الدولة العثمانية الجزء الأول (8)
- الدولة العثمانية الجزء الثالث (10)
- السودان وأزمة الانفصال (10)
- الشيشان جرح ينزف (7)
- النصرانية ما بين التعريف والتحريف الجزء الأول (1)
- تاريخ الأندلس (1)
- تاريخ أمة (42)
- تاريخ حماس والدفاع عنه (1)
- تاريخ فلسطين (2)
- تحليلات هامة (11)
- تربية الأطفال (1)
- تركستان جرح ينزف (8)
- حدث فى مثل هذا (2)
- دروس فى الفقه (1)
- شخصيات إسلامية (2)
- شخصيات أسلموا (2)
- صحابة الرسول (1)
- عجائب التكنولوجيا (1)
- على الصلابى (1)
- عن الإخوان والبنا (4)
- غرائب من الحياة (1)
- غزة بين النار والحصار (7)
- فتاوى اقتصادية (1)
- فتاوى الدكتور منير جمعة (5)
- فتاوى عامة (6)
- فقه السنة (3)
- فلسطين (9)
- فيديو مؤثر (4)
- قالوا عن الإسلام (3)
- قصص من روائع حضارتنا (23)
- كتاب الكبائر للإمام شيخ الإسلام الذهبى (4)
- كشمير جرح ينزف (7)
- كوسوفا جرح ينزف (5)
- مساجد لها تاريخ (1)
- مقالات الأستاذ ثامر عبد الغني سباعنه (1)
- مقالات الدكتور منير جمعة (17)
- مقالات المشرف (13)
- مقالات رمضانية (1)
- مواعظ الإمام ابن الجوزى (16)
- نقاشات (1)
بحث
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Categories
المتابعون
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات
0 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك
اكتب تعليقك ورأيك