الصفحة الرئيسية » Archives for نوفمبر 2009
الحلقة التاسعة والعشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
الأحد، 29 نوفمبر 2009|
درعمى
عبد المجيد الثانى---------------
عبد المجيد بن عبد العزيز (عبد المجيد الثاني) (1868 - 1944) كان السلطان العثماني السابع والثلاثين والأخير. حكم من 19 نوفمبر، 1922 حتى 3 مارس، 1924.
ولد عبد المجيد الثاني، ابن السلطان عبد العزيز الأول، في 29 مايو، 1868 في إسطنبول. تلقى تعليمه بشكل خصوصي. في 4 يوليو، 1918 أصبح ابن عمه محمد السادس سلطاناً، بينما أصبح عبد المجيد الثاني ولي العهد.
أعطي لقب "جنرال الجيش العثماني"، وعمل كرئيس مجتمع الفن العثماني. وكونه رساماً، وضعت رسماته للودفيج فان بيتهوفن، ويوهان فولفغانغ فون غوته، وسليم الأول في معرض فيينا عام 1918.
تزوج أربعة مرات في الأعوام 1896، 1902، 1912، 1921. وتوفي في 23 أغسطس، 1944 في بيته في باريس، فرنسا. ودفن في المدينة، المملكة العربية السعودية.
في 19 نوفمبر، 1922، انتخب عبد المجيد الثاني للخلافة بواسطة الجمعية الوطنية التركية في أنقرة. استقر في إسطنبول في 24 نوفمبر من نفس العام. في 3 مارس، 1924 خلع وطرد من شواطئ تركيا مع بقية عائلته.
الحلقة الثامنة والعشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
محمد الخامس العثمانى
------------------------
هو محمد بن الخليفة عبدالمجيد (1328هـ - ) أحد خلفاء الدولة العثمانية. يسمى محمد رشاد
ولد عام (1260هـ) وتولى الحكم بعد أخيه عبدالحميد الثانى عام (1328هـ) وكان عمره ثمان وستين سنة. فى عهده حصل الاتحاديون على نصر ساحق فى الانتخابات النيابية عام (1330هـ). وبدأت الحرب الإيطالية الليبية وحاولت إيطاليا إحتلال ليبيا ونجحت فى ذلك، ودارت حرب البلقان وهزمت الدولة العثمانية، وتمكن أعضاء جمعية الاتحاد والترقى من تمكين قبضتهم إلى السلطة.
محمد السادس العثمانى
-------------------
-------------------
وحيد الدين محمد بن الخليفة عبدالمجيد (14 يناير 1861/1277هـ - 16 مايو 1926) أحد خلفاء الدولة العثمانية. حكم من 4 يوليو 1918 بعد أخيه محمد الخامس رشاد وانتحار ابن عمه عبد العزيز الأول ولي العهد حتى 1 نوفمبر 1922.
استسلمت الدولة بعد توليته بشهور حيث هزمت في الحرب واحتل أعداؤها أكثر أجزاء الدولة باستثناء بعض المناطق. وضع ثقته في مصطفى كمال أتاتورك للخروج من الأزمة فخاب ظنه، وبدأ مصطفى كمال يعمل لنفسه وبدأ نجمه يلمع، ونتيجة ذلك اعتزل الخليفة السلطة وتنازل عن الخلافة عام 1340 هـ. غادر إسطنبول على متن بارجة بريطانية في 17 نوفمبر 1922 ليقضي بقية حياته في الريفييرا الإيطالية. وتوفي في مدينة سان ريمو في 16 مايو 1926 م.
، وقامت الحرب العالمية الأولى وانضمت الدولة العثمانية إلى ألمانيا لأنها لم يكن لها أطماع ظاهرة فى الدولة العثمانية. هزمت الدولة العثمانية وحليفتها ألمانيا فى الحرب، وبدأت فكرة القومية تنمو تحت رعاية رجال الاتحاد والترقى محاربة للرابطة الدينية. توفى محمد رشاد قبل استلام الدولة بعدة شهور وتولى بعده أخوه محمد وحيد الدين.
الحلقة السابعة والعشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
عبد الحميد الثانى
-------------
عبد الحميد الثاني أخر السلاطين الدولة العثمانية الفعليين، ولد في 21 سبتمبر 1842 م وتولى الحكم عام 1876 م، تآمر عليه الصهاينة لأنه رفض التنازل لهم عن شبر واحد من أرض فلسطين فأبعد عن العرش عام 1909 م بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية في قصر بكلر بكي حتى وفاته في 10 فبراير 1918 م.
ولد عبد الحميد يوم الأربعاء (16 شعبان 1258 هـ = 22 سبتمبر 1842م)، وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول الذي يعد أول سلطان عثماني يضفي على حركة التغريب في الدولة العثمانية صفة الرسمية، وعُرف عهده بعهد التنظيمات، الذي يعني تنظيم شئون الدولة وفق المنهج الغربي.
أما أمه فهي "تيرمشكان" جركسية الأصل توفيت عن 33 عاما، ولم يتجاوز ابنها عشر سنوات، فعهد بعبد الحميد إلى زوجة أبيه "بيرستو قادين" التي اعتنت بتربيته، وأولته محبتها؛ لذا منحها عند صعوده للعرش لقب "السلطانة الوالدة
تعلم عبد الحميد اللغتين العربية والفارسية، ودرس الكثير من كتب الأدب والدواوين الشعرية والتاريخ والموسيقى والعلوم العسكرية والسياسية، وكان يحب مهنة النجارة ويقضي فيها الوقت الكثير، وما تزال بعض آثاره النجارية موجودة في المتحف
توفي والده وعمره 18 عامًا، وصار ولي عهد ثان لعمه "عبد العزيز"، الذي تابع نهج أخيه في مسيرة التغريب والتحديث، واستمر في الخلافة 15 عاما شاركه فيها عبد الحميد في بعض سياحاته ورحلاته إلى أوروبا ومصر.
التقى عبد الحميد في خلافة عمه بعدد من ملوك العالم الذين زاروا إستانبول. وعُرف عنه مزاولة الرياضة وركوب الخيل والمحافظة على العبادات والشعائر الإسلامية والبعد عن المسكرات والميل إلى العزلة، وكان والده يصفه بالشكاك الصامت.
قتل السلطان عبد العزيز في مؤامرة دبرها بعض رجال القصر، واعتلى العرش من بعده مراد الخامس شقيق عبد الحميد، ولكنه لم يمكث على العرش إلا 93 يومًا فقط، حيث تركه لإصابته باختلال عقلي
-------------------------
تولى الخلافة
-------------
بويع عبد الحميد بالخلافة في (9 شعبان 1293 هـ = 31 أغسطس 1876)، وكان في الرابعة والثلاثين من عمره، وهو الخليفة السابع والعشرون في الخلفاء العثمانيين، وتولَّى العرش مع اقتراب حرب عثمانية روسية جديدة، وظروف دولية معقدة، واضطرابات في بعض أجزاء الدولة، خاصة في البلقان.
اجتمعت الدول الكبرى في إستانبول في "مؤتمر ترسخانة" في (5 ذي الحجة 1293 = 23 ديسمبر 1876م)، لمناقشة الحرب القادمة، وتزامن ذلك مع إعلان المشروطية الأولى (الدستور)، ثم افتتاح مجلس المبعوثان (النواب) المنتخب من الولايات العثمانية المختلفة، حيث بدأت الخطوات الحثيثة نحو النظام البرلماني. ومع دق طبول الحرب العثمانية الروسية سحبت الدول الكبرى سفراءها من إستانبول، وتركت العثمانيين وحدهم أمام الروس.
وقعت الحرب في منتصف عام (1294 هـ = 1877م)، وعرفت بحرب 93، وتعد من كبرى حروب ذلك الوقت، ومني فيها العثمانيون بهزيمة كبيرة، واقترب الروس من إستانبول لولا تكتل الدول الأوروبية ضد روسيا، وحضور الأسطول الإنجليزي إلى ميناء إستانبول، وأُمليت على العثمانيين معاهدتي صلح هزليتين هما: آيا ستافانوس، وبرلين، اقتطعت فيهما بعض أراضي الدولة العثمانية، وفُرضت عليها غرامات باهظة، وهُجّر مليون مسلم بلغاري إلى إستانبول.
تعطيل الدستور
-----------شعر السلطان عبد الحميد بأنه أجبر على قرار الحرب بسبب ضغوط مدحت باشا -الصدر الأعظم - الذي حرّض طلبة العلوم الدينية العليا للقيام بمظاهرات تجبر السلطان على الحرب. تصاعد الرأي العام على إثر هذه المظاهرات داعيا إلى الحرب. رأى السلطان أن هناك قصورًا في الرأي العام ممثلا في المجلس الذي دفع بالأمة إلى الحرب في غير وقتها وبدون استعداد لها أو حاجة إليها؛ لذلك قام بتعطيل الحياة النيابية إلى أجل غير مسمى في (9 صفر 1295 هـ = 13 فبراير 1878م)، واستمر هذا التعطيل مدة ثلاثين عاما ونصف، بعد حياة نيابية استمرت عاما واحدا.
والملاحظ أن السلطان لم يلغِ الدستور أو ينحيه، بل استمر نشر الدستور في النشرة السنوية للدولة طيلة 31 عاما متوالية دون انقطاع، وإن كانت أحكامه لم تطبق. ولم يجتمع مجلس الأعيان، ولكنهم استمروا في تقاضي مرتباتهم بصورة رسمية مدى الحياة.. وعلى هذا الأساس فإن السلطان أدار دولته بصورة شخصية دون مجلس، في ظل دستور يمنع تدخل السلطان في شئون الحكومة؛ لهذا وسم السلطان بصفة المستبد والديكتاتور.
وقد استصوب السياسي الألماني بسمارك ما فعله السلطان عبد الحميد من حل مجلس المبعوثان (النواب)، وعلَّق عليه بقوله: "إن لم يكن قوام الدولة شعبًا واحدًا، فإن ضرر مجلسها يكون أكبر من نفعه".
حكم السلطان حكمًا فرديًا من مقر إقامته في قصر ييلذر، وربط جميع مؤسسات الإمبراطورية بشخصه، غير أنه لم يستعمل القوة القسرية في حكمه، حيث لم يتدخل الجيش في الشئون الداخلية، وإن اعتمد السلطان على تحريات الأمن التي قامت بالعديد من التجاوزات.
ويلاحظ أن السلطان عبد الحميد كان بعيدًا عن سفك الدماء أو أسلوب الاغتيالات وتصفية معارضيه، وكان لا يلجأ إلى عقوبة السجن إلا في القليل، ثم يغيرها بالنفي. ولم يصدّق خلال سلطته الطويلة إلا على خمس عقوبات إعدام فقط، وهي أقل عدد من عقوبات الإعدام في تاريخ تركيا كلها.
الديون العثمانية
---------------
بلغت الديون العثمانية الخارجية عند تولي السلطان عبد الحميد الثاني حوالي 252 مليون قطعة ذهبية، وهو مبلغ كبير بمقياس ذلك العصر، فأقنع السلطان الدول الدائنة بإسقاط 146 مليونًا. ولتسديد المبلغ الباقي وُضعت بعض مؤسسات الدولة تحت تصرف مؤسسة الديون العمومية، وتمكن بهذه الوسيلة من تسديد هذه الديون، وكان حريصًا طوال عهده على عدم الاستدانة من الخارج إلا في أضيق الحدود.
سياسته ومشاريعه
-------------------------
كان عبد الحميد الثاني يرى ضرورة العمل على توحيد القوى الإسلامية لمجابهة الروح الاستعمارية الطامعة في الدولة العثمانية؛ لذلك سعى إلى طرح شعار الجامعة الإسلامية، وجعلها سياسة عليا لدولة الخلافة، فعمل على تدعيم أواصر الأخوة بين مسلمي الصين والهند وإفريقيا، ورأى في ذلك الشعار وسيلة لتوحيد الصفوف حوله وحول دولته في الداخل والخارج؛ فاستعان بمختلف الرجال والدعاة والوسائل لتحقيق غرضه، فأقام الكليات والمدارس، وربط أجزاء الدولة بـ30 ألف كيلومتر من البرق والهاتف، وبنى غواصة وعني بتسليح الجيش.
إلا أن أعظم مشروعاته الحضارية هو سكة حديد الحجاز لتيسير الحج على المسلمين، بحيث يستعاض بهذا المشروع عن طريق القوافل الذي كان يستغرق السفر به أربعين يومًا، وانخفضت المدة بالخط الحديدي إلى أربعة أيام.
وقد خلق هذا المشروع العملاق حماسة دينية بالغة بعدما نشر عبد الحميد الثاني بيانًا على المسلمين يدعوهم فيه للتبرع، وافتتح القائمة بمبلغ كبير؛ فتهافت المسلمون من الهند والصين وبقية العالم على التبرع، باعتبار أن هذا المشروع هو مشروع المسلمين أجمعين. ووصل أول قطار إلى المدينة المنورة في (رجب 1326 هـ = أغسطس 1908م)، بعد ثمانية أعوام من الحماسة والعمل الدائبين.
عبد الحميد والدول الكبرى
-----------------عبد الحميد الثانيكان السلطان شخصيًا غير مرغوب فيه بالنسبة للدول الأوروبية؛ لأنه يمسك في قبضته ملايين المسيحيين، وبصفته خليفة للمسلمين فإن له نفوذا وسلطانا روحيا على رعايا الدول الأوروبية المسلمين
لم يكن من الممكن لأي من الدول الكبرى أن تقتطع أجزاء من الدولة العثمانية في أوروبا أو البلقان في ظل وجود عبد الحميد الثاني؛ لذا أخذت فكرة إسقاطه تكتسب ثقلا كبيرًا في لندن وباريس.
كما أن سياساته فيما يتعلق بالجامعة الإسلامية وسكة حديد الحجاز وبغداد، ونجاحه في تشييد سكة حديد بغداد برأسمال ألماني (وبذلك استطاع إدخال ألمانيا إلى قائمة الدول المتنافسة في منطقة خليج البصرة الغنية بالبترول، وضمن عدم اقتراب بريطانيا، وحماية السكة الحديد باعتبار ألمانيا صاحبة امتيازها) كل ذلك أقلق إنجلترا، وأثار عدم ارتياح روسيا، وخلق صلابة في التصميم الأوروبي على ضرورة التخلص من هذا الخليفة الماكر الذي استطاع بدهائه تحييد القوى الأوروبية.
عبد الحميد والصهاينة
-------------كان الحادث المهم الذي أثار أوروبا ضد السلطان عبد الحميد هو رفضه إسكان وتوطين المهاجرين اليهود في فلسطين، فقد كانت أوروبا المسيحية تريد تصدير مشكلة اليهود التي تعاني منها إلى الدولة العثمانية.
وكان أول اتصال بين "هرتزل" رئيس الجمعية الصهيونية، والسلطان عبد الحميد، بعد وساطة قام بها سفير النمسا في إستانبول، في (المحرم 1319 هـ = مايو 1901م)، وعرض هرتزل على السلطان توطين اليهود في فلسطين، وفي المقابل سيقدم اليهود في الحال عدة ملايين من الليرات العثمانية الذهبية كهدية ضخمة للسلطان، وسيقرضون الخزينة العثمانية مبلغ مليوني ليرة أخرى.
أدرك السلطان أن هرتزل يقدم له رشوة من أجل تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وبمجرد تحقيقهم لأكثرية سكانية سيطالبون بالحكم الذاتي، مستندين إلى الدول الأوروبية.. فأخرجه السلطان من حضرته بصورة عنيفة.
يقول السلطان عبد الحميد الثاني في مذكراته عن سبب عدم توقيعه على هذا القرار: "إننا نكون قد وقَّعنا قرارًا بالموت على إخواننا في الدين". أما هرتزل فأكد أنه يفقد الأمل في تحقيق آمال اليهود في فلسطين، وأن اليهود لن يدخلوا الأرض الموعودة (فلسطين) طالما أن السلطان عبد الحميد قائمًا في الحكم مستمرًا فيه.
كانت صلابة عبد الحميد الثاني سببًا رئيسًا في تأخير مشروع الصهيونية العالمية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين؛ لذلك سعى اليهود للإيقاع بالسلطان وتشويه صورته أثناء حكمه، وكذلك في التاريخ، وتغلغل بعضهم في جمعية الاتحاد والترقي التي أسقطت السلطان، وكان على رأسهم "عمانويل كراسو".
السلطان والأرمن
---------------عاش الأرمن كغيرهم من الأجناس التي ضمتها الإمبراطورية العثمانية، واحتل بعضهم منصب الوزير، وكان تعدادهم داخل الدولة لا يزيد على مليوني شخص. ونصت معاهدة برلين على إجراء إصلاحات لصالح الأرمن في 6 ولايات عثمانية في الأناضول، ولم تكن تبلغ أكبر نسبة لكثافتهم السكانية في أي ولاية أكثر من 20%، إلا أن السلطان رفض تطبيق هذه المادة من المعاهدة؛ فقام الأرمن -بإيعاز من بعض الدول الكبرى- بارتكاب مذابح بشعة ضد المسلمين القرويين، حيث بقروا بطون الحوامل وقتلوا النساء، وقطعوا عورات الرجال وحرقوا المساجد، ولم يجد عبد الحميد بُدًا من مواجهة هذا الإرهاب الصليبي، فشنت بالتالي الصحافة الغربية حملة شعواء عليه ووصفته بالسلطان الأحمر.
كذلك عمل السلطان على تشكيل فرق من الأكراد لحماية المسلمين العزل في الأناضول عرفت بأفواج الخيالة الحميدية. ويقول أحد المؤرخين: "إن هذه السياسة حافظت على الوجود الكردي والمسلم في الأناضول حتى اليوم".
لم يكتف الأرمن بإشاعة الفوضى وارتكاب المذابح بحق القرويين، بل قاموا بأعمال شغب في إستانبول نفسها سنة (1313 هـ = 1892م) و(1314 هـ = 1896م)، وقد واجهتها القوات العثمانية بحزم، أما الدول الكبرى فتركت الأرمن لحالهم بعد أن أوقعتهم في الأزمة، فحاول الأرمن جذب انتباه الدول العظمى إليهم فخططوا لاغتيال السلطان عبد الحميد سنة (1323 هـ = 1905م) فيما عرف بحادث القنبلة، لكنهم فشلوا في اغتيال السلطان، ومات بعض الأمراء والجنود، وقبض على المتآمر البلجيكي "جوريس"، لكن السلطان عفا عنه، بل استخدمه في جمع معلومات له في أوروبا.
عبد الحميد والاتحاد والترقي
-------------- الاتحاد والترقي هو أول حزب سياسي في الدولة العثمانية، ظهر عام (1308 هـ = 1890م) كحزب سري يهدف إلى معارضة حكم عبد الحميد الثاني والتخلص منه، وبعدما اكتشف السلطان أمر الحزب سنة (1315 هـ = 1897م) نفى الكثير من أعضائه إلى الخارج، وهرب بعضهم إلى باريس، ثم اجتمع المعارضون لحكم السلطان في باريس في (ذي القعدة 1319 هـ = فبراير 1902م) في مؤتمر أطلقوا عليه "مؤتمر الأحرار العثمانية"، واتخذ قرارات مهمة، منها تأسيس إدارات محلية مستقلة على أساس القوميات، وهو ما يعني تمزيق الإمبراطورية العثمانية، غير أن هذا القرار اعترض عليه بعض الحاضرين في المؤتمر، ثم طالب المؤتمرون من الدول الأوروبية التدخل لإنهاء حكم السلطان عبد الحميد وإقصائه عن العرش.
افتتح الاتحاد والترقي فروعًا له داخل الدولة العثمانية التحق بها عدد كبير من الضباط الشباب وذوي الرتب الصغيرة، ثم تزايد عدد الضباط حتى قيل إن كل ضباط الجيش العثماني الثالث في البلقان سنة (1326 هـ = 1908م) كانوا منضمين إلى الاتحاد والترقي. وتحالفت الجمعية مع الثوار في البلقان، وأهدرت عصابات البلغار واليونانيين كثيرًا من دماء المسلمين بالاتفاق مع الاتحاديين بغرض هدم النظام الحميدي. وبدأ الاتحاديون في قتل الموظفين العثمانيين الذين لا يتعاونون معهم.
بعد كثير من الاضطرابات والوقائع قرر السلطان عبد الحميد استئناف تطبيق الدستور في جمادى الآخرة (1326 هـ = يوليو 1908م)، وتولت جمعية الاتحاد والترقي الحكم، وأعلنت تطبيقها لمبادئ الثورة الفرنسية.
والواقع أن تولي الاتحاد والترقي الحكم لم يؤسس الديمقراطية، وإنما تحول النظام إلى حزب واحد وديكتاتورية واحدة حوت جميع العناصر الراغبة في تمزيق الدولة. وكما يقول أحد المؤرخين: "لو كانت المشروطية الثانية نتيجة حركة شعبية، لأمكن تخطي الخطوة الأولى للديمقراطية"، وكان ضباط الاتحاد والترقي يقولون بأن المشروطية الثانية هي ضيعتهم وحدهم دون غيرهم، واقترن إعلان الدستور ببعض الحوادث المؤلمة للدولة العثمانية؛ إذ أعلنت بلغاريا وكريت انفصالهما عن الدولة العثمانية والانضمام لليونان، واستقلت البوسنة والهرسك.
حادث 31 مارت
-----------------
رأى الاتحاديون ضرورة التخلص من السلطان عبد الحميد وإسقاط حكمه، واتفقت هذه الرغبة مع رغبة الدول الأوروبية الكبرى خاصة بريطانيا التي رأت في ذلك الخطوة الأولى لتمزيق الإمبراطورية العثمانية، وشعر اليهود والأرمن أنهم اقتربوا كثيرًا من أهدافهم؛ لذلك كانت أحداث 31 مارت (هو الشهر الأول من شهور السنة الرومية، ويقابل شهر إبريل، مع فارق بين الشهرين مقداره 18 يوما) ويوافق يوم (21 ربيع أول 1327 هـ = 13 إبريل 1909)؛ حيث حدث اضطراب كبير في إستانبول قتل فيه بعض جنود الاتحاد والترقي.
وعلى إثر ذلك جاءت قوات موالية للاتحاد والترقي من سلانيك، ونقلت إلى إستانبول، وانضمت إليها بعض العصابات البلغارية والصربية، وادعت هذه القوات أنها جاءت لتنقذ السلطان من عصاة إستانبول، وأراد قادة الجيش الأول الموالي للسلطان عبد الحميد منع هذه القوات من دخول إستانبول والقضاء عليها إلا أن السلطان رفض ذلك، وأخذ القسم من قائد الجيش الأول بعدم استخدام السلاح ضدهم؛ فدخلت هذه القوات إستانبول بقيادة محمود شوكت باشا وأعلنت الأحكام العرفية، وسطوا على قصر السلطان وحاولوا الحصول على فتوى من شيخ الإسلام الشيخ "مصطفى صبرى" مفتى الدولة العثمانية بخلع السلطان لكنه رفض، فحصلوا على فتوى بتهديد السلاح.
واتهم المتآمرون الثائرون السلطان بأنه وراء حادث 31 مارت، وأنه أحرق المصاحف، وأنه حرّض المسلمين على قتال بعضهم بعضًا، وهي ادعاءات كاذبة كان هدفها خلع السلطان عبد الحميد، وأعلنوا عزله.
ندب الثائرون أربعة موظفين لتبليغ السلطان بقرار العزل، وهم: يهودي وأرمني وألباني وجرجي، وهكذا أخذ اليهود والأرمن ثأرهم من عبد الحميد الثاني. واعترف الاتحاديون بعد ذلك بأنهم أخطئوا في انتخابهم لهذه الهيئة.
تنازل السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش لأخيه محمد رشاد في (6 ربيع آخر 1327 هـ = 27 إبريل 1909م)، وانتقل مع 38 شخصًا من حاشيته إلى سلانيك بطريقة مهينة ليقيم في المدينة ذات الطابع اليهودي في قصر يمتلكه يهودي بعدما صودرت كل أملاكه وأمواله، وقضى في قصره بسلانيك سنوات مفجعة تحت رقابة شديدة جدًا، ولم يسمح له حتى بقراءة الصحف.
الوفاة
----------
وقد تُوفِّي السلطان عبد الحميد الثاني في (28 ربيع آخر 1336 هـ = 10 فبراير 1918م) عن ستة وسبعين عامًا، واشترك في تشييع جنازته الكثير من المسلمين، ورثاه كثير من الشعراء، بمن فيهم أكبر معارضيه "رضا توفيق" الذي كتب يقول:
عندما يذكر التاريخ اسمك
يكون الحق في جانبك ومعك أيها السلطان العظيم
كنا نحن الذين افترينا دون حياء
على أعظم سياسي العصر
قلنا: إن السلطان ظالم، وإن السلطان مجنون
قلنا لا بد من الثورة على السلطان
وصدقنا كل ما قاله لنا الشيطان
يكون الحق في جانبك ومعك أيها السلطان العظيم
كنا نحن الذين افترينا دون حياء
على أعظم سياسي العصر
قلنا: إن السلطان ظالم، وإن السلطان مجنون
قلنا لا بد من الثورة على السلطان
وصدقنا كل ما قاله لنا الشيطان
الحلقة السادسة والعشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
-----------
هو عبد العزيز بن الخليفة محمود بن عبدالحميد (1245هـ - 1293هـ) أحد خلفاء الدولة العثمانية. حكم من 1277هـ حتى عزل عام 1293هـ.
ولد عام (1245هـ) وتولى الخلافة أواخر عام (1277هـ) بعد وفاة أخيه عبدالمجيد، وفى عهده قامت ثورة كريت وأخمدت عام (1283هـ)، وتم فتح قناة السويس عام (1285هـ)،
حصرت ولاية مصر فى أبناء إسماعيل باشا الذى حصل على لقب خديوى أى نائب سلطان، ورأى الخليفة عبدالعزيز تكالب أوربا الصليبية على الدولة العثمانية لأنها إسلامية ففكر فى استغلال اختلاف دول أوربا على مصالحها الخاصة فى مصلحة الدولة العثمانية فأكثر من دعوة السفير الروسى فى إستانبول ليدفع دول أوربا الغربية إلى تقديم التنازلات للدولة العثمانية، ولكنها أخذت تشيع عنه التبذير والإسراف فتولى رئيس مجلس الشورى أحمد مدحت باشا فكرة عزله فعزل عام (1293هـ)، ثم قتله بعد ذلك وأشاعوا أنه انتحر. تولى بعده ابن أخيه عبدالمجيد وهو مراد الخامس
-------------------------------------
مراد الخامس-----------
محمد مراد الخامس بن الخليفة عبد المجيد الأول (21 سبتمبر 1840=25 رجب 1256هـ - 29 أغسطس 1904) كان السلطان الثالث والثلاثين على الدولة العثمانية، وقد حكم من 30 مايو إلى 31 أغسطس 1876.
ولد فى 25 رجب 1256هـ) وتولى الخلافة بعد عزل عمه عبد العزيز، بتهمة الجنون، وكان عمره سبعًا وثلاثين سنة. بويع بالخلافة فى 7 جمادى الأولى وعزل بعد ثلاثة أشهر وثلاثة أيام فى 10 شعبان من العام نفسه (1293هـ). بويع بعده أخوه عبد الحميد الثاني وأشيع أن العزل كان لاختلال عقل مراد الخامس.
كما صدرت مجلة الأحكام العدلية عام (1285هـ). وصدر قانون التجارة البحرية عام (1279هـ).
الحلقة الخامسة والعشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
---------------
محمود بن الخليفة عبدالحميد الأول (1199هـ - 19 ربيع الأول 1255هـ) هو خليفة الدولة العثمانية من 1808 حتى 1839. اتسم عهده بالهزائم الكبرى أمام محمد علي وتراجع سلطة العثمانيين في البلقان واحتلال فرنسا للجزائر.
ولد عام (1199هـ) وتولى الخلافة وعمره أربع وعشرون سنة بعد عزل أخيه.
ألغى نظام الإنكشارية بموافقة المفتى وكبار رجال الدولة فثارت الإنكشارية، فحصدهم بالمدافع عام (1240هـ) وبدأ تنظيم الجيش على النظام الأوربى. احتلت فرنسا الجزائر عام (1263هـ) ودخل محمد علي باشا والى مصر بلاد الشام. وعقد معاهدة كوتاهية مع محمد علي باشا، اختلف مع محمد على فجرت معركة نصيبين بين جيشيهما وانتهت بانتصار جيش محمد علي واستيلائه على الكثير من عتاد العثمانيين. وتوفى الخليفة محمود الثانى يوم (19 ربيع الأول عام 1255هـ).
--------------------------------
عبد المجيد الأول
---------------
عبدالمجيد ابن الخليفة محمود بن عبدالحميد (23 ابريل 1823/1237هـ - 25 يونيو 1861/17 ذو الحجة 1277هـ) هو أحد خلفاء الدولة العثمانية.
ولد عام (1237هـ) وتولى الخلافة بعد أبيه عام (1255هـ) وعمره دون الثامنة عشرة. فى أول عهده سلم قائد البحرية العثمانى أحمد باشا قطع الأسطول إلى محمد على فخشيت الدول الأوربية أن يتقدم محمد على ويحتل إستانبول، وعقدوا إتفاقية لندن 1845 للحد من نفوذ محمد علي ولتتيح لهم التدخل وتحريض السكان. وقعت الدول الأوربية فى عهده معاهدة المضائق التى تقضى بإغلاق المضائق أمام جميع الدول بلا استثناء وذلك فى 23 جمادى الأولى عام (1257هـ). أشعلت إنجلترا وفرنسا حربًا طائفية فى لبنان فحرم الخليفة الجبل من امتيازاته ولكن إنجلترا وفرنسا اضطرته لأن يعيد للجبل امتيازاته ويعين قائم مقام درزى وآخر مارونى. دارت فى عصره حرب القرم بين روسيا من ناحية والدولة العثمانية وإنجلترا وفرنسا والنمسا من ناحية أخرى وأسفرت عن هزيمة روسيا وفرض شروط الحلفاء التى تنفذ مصالحهم وتحفظ للدولة العثمانية بعض ماكان لها. وقامت فى عهده فتنة طائفية فى الشام بين الموارنة والدروز وقضت عليها الدولة، ولكن أوربا غضبت وأرسلت فرنسا قوات إلى بيروت عام (1277هـ) وجرى الاتفاق على أن تعوض الدولة النصارى عما خسروه وأن تمنح أهل الجبل حكومة مستقلة تحت سيادة الدولة ويرأسها رجل نصرانى لمدة ثلاث سنوات ولايحق عزله إلا برأى الدول الأوربية وتقترحه الدولة وتوافق عليه أوربا وإزاء هذه التنازلات انسحبت فرنسا من الشام فى 27 ذى القعدة (1277هـ) بعد عشرة أشهر وخمسة أيام من دخولها. وتوفى السلطان عبدالمجيد فى 17 ذى الحجة (1277هـ).
عين مصطفى البيرقدار منصب الخلافة العظمى. حاول إصلاح نظام الإنكشارية فثاروا وأحرقوا قصر الصدر الأعظم وهو بداخله وعندما أوشك جنود الصدر الأعظم على هزيمتهم وإبادتهم بموافقة الخليفة أشعل الإنكشاريون النار فى المدينة فاضطر الخليفة للاستجابة لطلباتهم مؤقتـًا. عقد صلحًا مع إنجلترا عام (1224هـ) واشتعلت الحرب بينه وبين روسيا وهزمت جيوشه أمام الروس فعزل الصدر الأعظم وعين مكانه أحمد باشا الذى انتصر على روسيا ثم انتصرت روسيا مرة أخرى. عقد معاهدة بوخارست مع روسيا وتنص على بقاء الأفلاق والبغدان وبلاد الصرب تابعة للدولة العثمانية، وبسارابيا لروسيا. رفض الصرب معاهدة بوخارست وثاروا على الدولة العثمانية فأخضعتهم القوات العثمانية فأظهر أحد قادة الصرب الولاء للدولة العثمانية ولكن بقى يعمل سرًا ضدها فألب الناس وأعلن العصيان عام (1230هـ) فاندلعت المعارك بينه وبين الدولة لمدة سنتين ثم أعلن خضوعه للدولة ولكنه كان يتصرف فى صربيا دون مشورة الوالى العثمانى وكأنه ملك متوج.
الحلقة الرابعة والعشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
السبت، 28 نوفمبر 2009|
درعمى
مصطفى الرابع
--------------
مصطفى الرابع (8 سبتمبر 1779 - 15 نوفمبر 1808) كان سلطان الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1222هـ/1807 و 1223هـ/1808. والده عبد الحميد الأول. وخلال فترة حكم الإصلاحي سليم الثالث، كان مصطفى مفضلا لدى السلطان. وتولى الخلافة عام (1222هـ) بعد عزل ابن عمه سليم الثالث.
عندما قامت ثورة الإنكشارية على سليم الثالث، خدع مصطفى السلطان ودعم الإنكشارية الذين خلعوا السلطان القديم، وجعلوا من مصطفى الحاكم الجديد. ولكن ظل هناك تعاطف مع سليم، وفي عام 1808 إنطلق جيش بقيادة مصطفى بيرقدار إلى إسطنبول لإعادة سليم للحكم. وردا على ذلك أمر مصطفى إعدام سليم الثالث وأخ آخر له هو محمود. الأمر الذي سيجعل من مصطفى الذكر الوحيد المتبقي من السلالة الحاكمة، ومنحيا بذلك أي منافس قانوني على العرش كما إعتقد. وقتل سليم والقيت جثته أمام المنشقين في مهزلة، ولكن تم الإطاحة بمصطفى وإستبداله بمحمود الذي نجا من الإعدام بالإختباء. وتم إعدام مصطفى في ذات العام.
تحكم فيه قادة الثورة التى أطاحت بسليم الثالث. وفى عهده قتل الإنكشارية الصدر الأعظم. وتآمرت فرنسا وروسيا والنمسا عليه ولكن توقفت الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا لمدة سنتين. قتل زعيم الثورة "قباقجي أوغلي" وطلب من تسلم الحركة بعده بإعادة سليم الثالث ولكن الخليفة مصطفى قتل هذا الزعيم وأبلغ جنوده بوفاة سليم الثالث الذى توفى قبل ذلك بأيام. وقام الجنود بعزله وحجزه مكان سليم الثالث وأقيم بعده أخوه محمود الثاني عام (1223هـ).
الحلقة الثالثة والعشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
عبد الحميد الأول----------------
هو عبدالحميد بن الخليفة أحمد بن محمد (1137هـ - 1203هـ) أحد خلفاء الدولة العثمانية. حكم من 1187هـ حتى 1203هـ.
ولد عام (1137هـ) وبقى محجوزًا فى قصره مدة حكم أخيه مصطفى الثالث وتولى الحكم بعد وفاته عام (1187هـ). وفى عهده هاجمت روسيا الجيوش العثمانية عند "فارنا" البلغارية وهزمتها وتم الصلح بعد ذلك على استقلال تتار القرم وإقليم بسارابيا ومنطقة قوبان وإعطاء السفن الروسية حرية الملاحة فى البحر الأسود والمتوسط وأن تدفع الدولة العثمانية غرامة لروسيا كل سنة وإعطاء روسيا حق حماية النصارى الأرثوذكس من رعايا الدولة العثمانية وتبنى كنيسة فى إستانبول.
أخذت روسيا تضم أجزاء من الدولة العثمانية إليها رغم المعاهدة واستسلمت الدولة العثمانية لضعفها. وفطنت الدولة العثمانية إلى نية روسيا للحرب فقررت أن تبدأ هى بالحرب قبل أن يستعد أعداؤها، فأبلغت السفير الروسى عدة طلبات رفضتها روسيا فأعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا فتضامنت النمسا مع روسيا وأعلنت الحرب على الدولة العثمانية وانتصرت الدولة العثمانية. وتوفى عبدالحميد الأول عام (1203هـ) وخلفه ابن أخيه وهو سليم الثالث ابن مصطفى الثالث.
--------------------------------------------
هو السلطان سليم الثالث ابن السلطان مصطفى الثالث (1175هـ - 1222هـ) أحد خلفاء الدولة العثمانية.
ولد سليم الثالث سنة (1175هـ). وتولى السلطة بعد وفاة عمه عبد الحميد الأول سنة (1203هـ) ثلاث ومائتين وألف من الهجرة، وكانت المعارك الحربية مستمرة، فأعطى وقته وجهده للقتال. وحينما ضعفت الجيوش العثمانية، واتحدت الجيوش الروسية والنمساوية تمكنت روسيا من الاستيلاء على "الأفلاق"، والبغدان، وبساربيا، واستطاعت النمسا احتلال بلاد الصرب، ودخلت بلغراد. ونتيجة لعدم استمرار التحالف النمساوى الروسى، وانصراف النمسا إلى فرنسا تنازلت النمسا عن الصرب للدولة العثمانية سنة (1205هـ). واستمرت روسيا فى حربها، واستولت على بعض المدن وارتكبت جرائم كثيرة. تدخلت إنجلترا وهولندا وبروسيا للصلح بين الطرفين خوفـًا على مصالحم فكانت "معاهدة ياسي" سنة (1206هـ)، وأخذت روسيا بموجبها بلاد القرم نهائيًا.
وبعد هدوء القتال على الجبهات انصرف الخليفة للإصلاحات الداخلية فبدأ بتنظيم الجند للتخلص من الإنكشارية الذين غدوا سبب كل فتنة. وفى سنة (1213هـ) دخلت فرنسا مصر، فتعاونت الدولة العثمانية مع إنجلترا وروسيا لإخراج فرنسا من مصر، كما صدت هجوم نابليون على الشام. وقد توفى السلطان سليم الثالث سنة ( 1222هـ).
الحلقة الثانية والعشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
-------------
هو السلطان عثمان الثالث أخو السلطان محمود الأول (1110هـ - 1171هـ) أحد سلاطين الدولة العثمانية.
ولد عثمان الثالث سنة (1110هـ). وتولى السلطنة بعد موت أخيه السلطان محمود الأول، وكان عمره وقتئذ يزيد على الثامنة والخمسين. قتل الصدر الأعظم على باشا لسوء تصرفه، وعين محمد راغب باشا مكانه، فكان عونـًا له، وأهلاً للإصلاح.
وكان السلطان عثمان يسير متنكرًا فى الليل، ويطلع على أحوال الرعية، ويعمل على الإصلاح. وقد توفى سنة (1171هـ).
------------------------------
مصطفى الثالث
-------------
هو السلطان مصطفى بن السلطان أحمد الثالث (1129هـ - 1187هـ) أحد خلفاء الدولة العثمانية. تولى الحكم من 1171هـ - 1187هـ.
ولد السلطان مصطفى الثالث سنة (1129هـ). وتولى الحكم بعد ابن عمه عثمان الثالث سنة (1171هـ) إحدى وسبعين ومائة وألف، وكان عمره وقتئذ اثنين وأربعين عامًا. وفى عهده قامت الحرب بين روسيا والدولة العثمانية، وفيها انتصرت الدولة العثمانية فى بداية الحرب، ثم لقيت الدولة العثمانية بعض الهزائم، واستولت روسيا على بعض المدن العثمانية. كما قامت روسيا بالتحالف مع علي بك الكبير حاكم مصر ضد الدولة العثمانية، حيث حاربت الدولة العثمانية، وتغلبت عليها عن طريق "محمد بك أبو الدهب". وكذلك شجعت روسيا رعايا الدولة من العثمانيين النصارى على الثورة، فثار نصارى شبه جزيرة "المورة" وساعدهم الأسطول الروسي، ولكنه هزم. وكانت وفاة السلطان مصطفى خان الثالث سنة (1187 هـ).
له العديد من المواقف ومنها: - الحجر الصحى.
الحلقة الحادية والعشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
أحمد الثالث
----------
أحمد بن الخليفة محمد بن إبراهيم (1083هـ - 1149هـ) أحد خلفاء الدولة العثمانية. ولد عام (1083هـ) توفى عام (1149هـ).
هو أحمد بن الخليفة محمد بن إبراهيم أحد خلفاء الدولة العثمانية. ولد عام (1083هـ) وتولى الخلافة عام (1115هـ) وكان عمره حينئذ اثنين وثلاثين سنة.
سار مع آراء الإنكشارية فى أول الأمر حتى إذا تمكن اقتص من قادتهم. شغل الناس بتتغيير من يتولى منصب الصدارة العظمى بينما كان أعداء الدولة يخططون لمحاربتها وفى مقدمتهم بطرس الأكبر قيصر روسيا. حاصر الصدر الأعظم بلطجى باشا قيصر روسيا وخليلته كاترينا الأولى التى أغرت الصدر الأعظم ففك الحصار ونجا القيصر وخليلته وجيشه من الإبادة. عقدت معاهدة مع روسيا تنص على هدنة بين الطرفين لمدة خمس وعشرين سنة وأخل القيصر بتعهداته فكادت الحرب تتجدد ولكن الدول الأوربية تدخلت وتم عقد معاهدة أدرنة عام (1125هـ) تنازلت فيها روسيا عن كل ماأخذته على سواحل البحر الأسود ولكنها أيضًا تخلت عما كانت تدفعه إلى خانات القرم.
جرت حرب بين الدولة والنمسا انتصرت فيها النمسا وعقدت معاهدة كرست الوضع الجديد وأعطت للنمسا الكثير من الأجزاء التى استولت عليها. صرح الخليفة للتجار الروس بالمرور فى أراضى الدولة العثمانية دون دفع أى شىء. ضعفت الدولة الصفوية فأسرع الصدر الأعظم باحتلال أرمينيا وبلاد الكرج وأسرع قيصر روسيا واحتل بلاد داغستان وسواحل بحر الخزر الغربية واصطدم الجيشان العثمانى والروسى وكادت الحرب تقع ولكن الوساطة الفرنسية جعلت كل طرف يبقى فى الأماكن التى دخلها. انتفض الصفويون وقاتلوا العثمانيين لكنهم هزموا وفقدوا عدة مدن ثم جرى الصلح عام (1140هـ) وحينما تولى الشاه طهماسب طلب من العثمانيين أن يتركوا ماأخذوه فرفضوه فغزاهم وثارت الإنكشارية على الخليفة فقتلوا الصدر الأعظم وأمير البحر ثم عزلوا الخليفة ونصبوا مكانه ابن أخيه محمود الأول ابن مصطفى الثانى وذلك عام (1143هـ)، وبقى أحمد معتزلاً حتى توفى عام (1149هـ). وفى عهد الخليفة أحمد الثالث دخلت المطبعة وتأسست دار للطباعة فى إستانبول.
----------------------------
---------------
هو السلطان محمود الأول بن السلطان مصطفى الثاني (1108هـ - 1168هـ) أحد سلاطين الدولة العثمانية.
ولد السلطان محمود الأول سنة (1108هـ) . وتولى الحكم بعد أخيه أحمد الثالث سنة (1143هـ) ثلاث وأربعين ومائة وألف، وكان عمره آنذاك خمس وثلاثين سنة. اتجهت الدولة إلى قتال الصفويين فتغلبت على "طهماسب" وتخلى للعثمانيين عن تبريز، وهمذان، وإقليم لورستان. كما قامت الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا والنمسا، وكان على إثرها احتلال روسيا لبعض المناطق. ثم انتصرت الدولة العثمانية على الصرب والنمسا، واستردت بلجراد والأفلاق، وتعهدت روسيا بعدم بناء السفن فى البحر الأسود. وفى عهده اتفقت الدولة العثمانية مع السويد ضد روسيا سنة (1153هـ). وتوفى السلطان محمود الأول سنة (1168هـ)، وخلفه أخوه عثمان الثالث.
الحلقة العشرون
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثالث
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
----------
أحمد الثاني (1052هـ/1643 - 1106هـ/1695) السلطان العثماني الحادي والعشرين. عاش بين عامي 1643 و 1695م، تولى الحكم عام 1106هـ لمدة 4 أعوام حتى وفاته. كان خطاطا محترفا، فكان يكتب المصاحف بخطه.
هو أحمد بن الخليفة إبراهيم بن أحمد، أحد خلفاء الدولة العثمانية. ولد عام (1052هـ) وهو أصغر من أخيه سليمان الثانى بأقل من شهرين.
تولى الحكم بعد أخيه عام (1102هـ). وفى أيامه استشهد الصدر الأعظم مصطفى كوبريلى الذى كان أمل الدولة فى مستقبل أفضل حيث استشهد فى القتال ضد النمسا وتولى بعده عربجى باشا وكان ضعيفـًا. واحتلت البندقية بعض جزر بحر إيجة. وتوفى الخليفة عام (1106هـ) وكان القتال فى أيامه القصيرة عبارة عن مناوشات، وتولى الحكم بعده ابن أخيه مصطفى الثانى بن محمد الرابع.
--------------------------
---------
مصطفى الثاني (1074هـ - ) السلطان العثماني الثاني والعشرين، عاش بين عامي 1664 و 1704، حكم منذ عام 1695 حتى 1115هـ ، كان خطاطا موهوبا.
هو مصطفى بن الخليفة محمد بن إبراهيم أحد خلفاء الدولة العثمانية. ولد عام (1074هـ) وآل إليه السلطان بعد وفاة عمه أحمد الثانى عام (1106). كان شجاعًا قاد الجيوش بنفسه وانتصر على بولونيا فى عدة معارك وأنهى حصار بطرس الأكبر القيصر الروسى لمدينة "آزوف" عام (1107هـ) ثم توجه إلى المجر وهزم جيوشها، ولكنه هزم أمام القائد النمساوى وقتل يومذاك الصدر الأعظم. استغل بطرس الأكبر ما حدث ودخل آزوف عام (1108هـ). تولى حسين كوبريللى الصدارة العظمى فهزم جيوش النمسا وانتصر الأسطول العثمانى على البندقية، وعقدت معاهدة بين الدولة العثمانية والنمسا والبندقية وروسيا وبولونيا بجهود فرنسا وذلك عام (1110هـ) وتسمى "معاهدة كارلوفتس" فقدت من خلالها الدولة العديد من المدن لصالح الدول الأخرى ولم تعد هناك أى دولة تدفع جزية للدولة العثمانية وأصبحت الدول الأوربية النصرانية تقف كلها فى وجه العثمانيين وتستعد لتقسيم الدولة العثمانية. استقال حسين كوبريللى من الصدارة العظمى عام (1114هـ) وثارت الإنكشارية على من خلفه واستبدله بآخر فثاروا عليه أيضًا وطلبوا من الخليفة أن يعزله فرفض فعزلوا الخليفة عام (1115هـ) وولوا أخاه أحمد الثالث مكانه
الحلقة التاسعة عشر
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثانى
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
محمد الرابع
-----------
محمد بن الخليفة إبراهيم بن أحمد (1051هـ - 1104هـ) هو أحد خلفاء الدولة العثمانية. تولى الخلافة من 1058هـ حتى 1099هـ.
ولد عام (1051هـ) وتولى الحكم بعد أبيه عام (1058هـ) وكان عمره سبع سنوات. عمت الفوضى فى عصره فاضطر حسين باشا الذى كان يحاصر مدينة "كنديا" فى كريت أن يرفع الحصار عنها، قامت ثورة فى الأناضول وقضى الخليفة عليها لاختلاف القائمين عليها،
انتصرت البندقية على أسطول عثمانى واحتلت جزيرتين عند مدخل مضيق الدردنيل فأصبحت تتحكم فيه وحالت دون وصول المواد الغذائية إلى إستانبول من هذا المضيق فارتفعت الأسعار. حاول الصدر الأعظم الجديد محمد كوبريلى تنظيم الأمور فقتل كثيرًا من الإنكشارية حتى خضعوا وقتل بطريرك الروم لأنه من الذين أثاروا الفتنة، واستطاع بعد جهد أن يسترد الجزر التى احتلها البنادقة. ضعفت العلاقات بين الدولة العثمانية وفرنسا لأن فرنسا دعمت البندقية سرًا فى جزيرة كريت وحاولت فرنسا بعد ذلك التقرب من الدولة العثمانية وتجديد الامتيازات ولكن الصدر الأعظم أحمد كوبريلى الذى خلف أباه رفض ذلك فأرسلت فرنسا أسطولاً حربيًا فأصر الصدر الأعظم على رأيه لأن الامتيازات منحة وليست معاهدة واجبة التنفيذ فتراجع ملك فرنسا عن الحرب وعاد لسياسة الخضوع للدولة العثمانية حتى جددت له المعاهدات القديمة وعادت العلاقات العثمانية الفرنسية إلى صفائها السابق. تمت فى عهده "معاهدة بوزاكس" بين الدولة العثمانية وبولونيا وتنص على أن أوكرانيا للقوزاق الذين يرغبون فى التبعية للدولة العثمانية وأن أقاليم بودوليا للدولة العثمانية وتدفع بولونيا جزية للدولة العثمانية. رفض الشعب البولونى هذه المعاهدة وقام أحد القادة بمحاربة الجيش العثمانى وهزمه واستلم الملك بعد وفاة الملك البولوني، واستمرت المعارك ثم عقد صلح بين الطرفين تنازل فيه الملك البولونى للعثمانيين عما تنازل له سلفه باستثناء بعض المواقع وذلك عام (1087هـ). حارب الصدر الأعظم قره مصطفى النمسا عام (1092هـ) لنجدة الاقسام المجرية الخاضعة للنمسا وانتصر فى عدة معارك وسار نحو فيينا وحاصرها، وكادت تفتح لولا نداءات البابا إلى الدول النصرانية فوصلت قوات صليبية إلى فيينا وانتصروا على المسلمين وأخذ ملك بولونيا يقتل من يجده من مؤخرة المسلمين. غضب الخليفة على الصدر الأعظم وأمر بقتله وتولية إبراهيم باشا عام (1095هـ). شجع هذا الانتصار الصليبيين على محاربة الدولة العثمانية وأخذوا يغيرون على أملاكها بصورة مستمرة وينتصرون عليها فى عدة معارك. ونتيجة هذه الهزائم والفوضى التى عمت بسبب ذلك اتفق العلماء والوزير على عزل السلطان فعزل عام (1099هـ) وتولى مكانه أخوه سليمان الثاني وبقى محمد الرابع حتى توفى عام (1104هـ).
------------------------------------------
سليمان الثانى
---------------
هو سليمان بن الخليفة إبراهيم بن أحمد المعروف بـ "سليمان الثاني" (1052هـ - 1102هـ) أحد خلفاء الدولة العثمانية.
ولد عام (1052هـ) وتولى الحكم بعد أخيه محمد الرابع عام (1099هـ) وكان عمره يزيد على أربع وأربعين سنة. أكثر من عطايا الجند ولم يعاقبهم على مافعلوه بأخيه فطمعوا فيه وتمردوا عليه وقتلوا قادتهم وقتلوا الصدر الأعظم سياوس باشا وسبوا نساءه فعين الخليفة صدرًا أعظم جديدًا وهو مصطفى باشا. انتهز الأعداء هذه الفوضى فاستردت النمسا كثيرًا من المواقع والمدن وكذلك فعلت البندقية وتوالت الهزائم فعزل الخليفة الصدر الأعظم وعين مكانه مصطفى باشا بن محمد كوبريلى وسار على نهج أبيه وأخيه فحمى الأهالى من تصرفات الجند وأعطى الجنود حقوقهم وعامل النصارى معاملة حسنة فأحبه الناس حتى أن نصارى المورة ثاروا ضد البندقية وطردوا جيشها من بلادهم. استعاد بعض المواقع من النمسا وأخضع خان القرم، أعاد تيكلى المجرى إقليم ترانسلفانيا إلى الدولة العثمانية وبذا استعاد العثمانيون هيبتهم. وتوفى الخليفة عام (1102هـ) ولم ينجب، فتولى مكانه أخوه أحمد الثاني.
الحلقة الثامنة عشر
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثانى
,
تاريخ أمة
|
الجمعة، 27 نوفمبر 2009|
درعمى
------------------
إبراهيم الأول (1615 م - 1648م)، الخليفة العثماني التاسع عشر. وكان يعرف باسم "إبراهيم المجنون"
وفاة أخيه مراد الرابع في (16 من شوال 1049 هـ – 1640 )، أخرجوه من القفص وولوه الخلافة وكان في الخامسة والعشرين من عمره، وقضى فترة إمارته في عهد أخويه المخيفين عثمان الثاني ومراد الرابع بعيداً عن أي مهام،
وشاهد مقتل إخوته الأربعة الكبار، وبقي ينتظر مثل مصيرهم، وهذا جعله عصبياً ومضطرباً لا يستقر على شيء، كما أنه لم يكمل تحصيله العلمي، ولم تتوافر له المهارة العسكرية بسبب العزلة التي فرضت عليه، وفي بداية حكمه حاول أن يكون مثل أخيه السلطان مراد الرابع، ولكن لم تكن له صفاته؛ فاضطربت أمور الدولة، وتوالى عزل الصدور العظام أو قتلهم، ولأن الدولة كانت قد استعادت هيبتها في عهد سلفه مراد الرابع فإن قصور إمكانات السلطان وضعف سياسته لم تؤثر تأثيراً قوياً في جسد الدولة الكبير
السياسة الداخلية
-----------------
في سبيل حصول السلطان إبراهيم على ولي عهدٍ له ينقذ أسرة بني عثمان من الانقراض قضى معظم وقته مع الجواري الحسان، وكانت والدته السلطانة "كوسم" تدفعه في هذا الطريق؛ حتى يمكنها التدخل في شئون الدولة، وليس أدل على انصرافه إلى حياة اللهو والمتعة من إنجابه أكثر من 100 ابن له، وصار مثل السلطان مراد الثالث الذي أشتهر بإنغماسه في اللهو، وشغفه بالنساء إلى حد السَّفَه.
وكان من شأن الحياة المترفة اللاهية التي انغمس فيها السلطان أن تدخلت سيدات الحريم السلطاني في شئون الدولة، وتغلغل نفوذهن في أجهزة الحكومة، وبلغ تأثيرهن إلى الحد الذي جعل السلطان إبراهيم يقتل الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا، ولم تشفع له بسالته في محاربة الدولة الصفوية، ثم يقتل يوسف باشا قائد الحملة البحرية على جزيرة كريت.
وفقدت الدولة بهذا التصرف الرجال الأكْفَاء الذين تقوم على أكتافهم إدارة أمورها، وحل محلهم من لا قدرة لهم ولا شأن، وزاد الأمور سوءًا وفاة شيخ الإسلام "يحيى أفندي"؛ ففقدت الدولة عنصرًا مهمًّا من عناصر التوازن الكبيرة، وأصبح السلطان ذو الخبرة القليلة فريسة حاشية ضعيفة دفعته إلى حياة اللهو.
وبلغت السفاهة بالسلطان أنه اعتزم مرتين قتل جميع المسيحيين في إستانبول، لولا أن وقف في وجهه "أسعد زاده" أبو "سعيد أفندي" شيخ الإسلام، وحذره من الإقدام على مثل هذا العمل.
فتح جزيرة كريت
------------رغم الحالة السيئة التي كانت عليها أجهزة الحكومة، وتغلغل نفوذ نساء القصر؛ فإن الدولة ظلت قوية لم تتأثر كثيرًا بتخبط السلطان وكبار رجاله، وقام السلطان في وقت تيقظه وانتباهه لتبعات منصبه بغزو جزيرة كريت، وكان استقلالها عن نفوذ الدولة أمرًا يدعو للدهشة؛ فدولة كبرى مثل الدولة العثمانية التي لها أسطول دائم في المحيط الأطلسي تترك جزيرة كريت التي تقع في متناول يدها خاضعةً لجمهورية البندقية.
وحدث أن وقعت سفينة عثمانية تحمل رجالا ونساء وأطفالا في أيدي فرسان القديس يوحنا وكان مقرهم جزيرة مالطة، وكانت السفينة في طريقها إلى الحجاز، وقام هؤلاء القراصنة بقتل الرجال وسبي النساء، وتنصير الأطفال؛ ليكونوا في زعمهم جنودًا من جنود المسيح () يحاربون ويقتلون المسلمين في أعالي البحار.
ونتيجة لهذا قررت الدولة الاستيلاء على جزيرة كريت ، ودأب السلطان إبراهيم على زيارة الترسانة البحرية، والإشراف على الاستعدادات، وأعطى القيادة العليا لمشير البحر الوزير يوسف باشا، وتحركت الحملة في (5 من ربيع الأول 1055هـ = 30 إبريل 1645م)، وكانت تضم 106 سفن و300 ناقلة جنود، وما يزيد على 70 ألف جندي، وفي الطريق توقفت في نافارين، ثم وصلت الحملة إلى كريت، وضربت حصارًا حول قلعة "كانية"، واستسلمت القلعة على الرغم من تحصينها وقوة دفاعاتها، غير أن الحملة لم تتمكن من السيطرة على الجزيرة كلها، وتركت قوة تعدادها 12000 جندي للمحافظة على كانية وحمايتها، ومواصلة فتح الأجزاء المتبقية في الجزيرة، وفي السنة التالية فرض العثمانيون حصارًا حول "كنديا" عاصمة الجزيرة، لكن حال دون فتحها تمرد الجنود الإنكشارية.
تمرد الأنكشارية وخلع السلطان إبراهيم وقتله
----------------------------
ازدادت أحوال الدولة سوءاً، واضطربت ماليتها، ونزع الإنكشارية إلى التكتل والتدخل في شئون الدولة، وحاول السلطان إبراهيم أن يقمع الفتنة، ويتخلص من زعماء الإنكشارية بعد أن علا صوتهم، وازداد تدخلهم في شئون الدولة، وتركوا مهمتهم الأصلية في الدفاع عن الدولة ومهاجمة أعدائها إلى التذمر وانتقاض أعمال السلطان، والقيام بالسلب والنهب.
وعندما علم زعماء الإنكشارية بعزم السلطان، تحركوا سريعًا وأعلنوا ثورتهم، وعاونهم فيها شيخ الإسلام "عبد الرحيم أفندي" وبعض العلماء، وكانت السلطانة الوالدة "كوسم مهبيكر" تقف وراء الثورة، واتفق الجميع على عزل السلطان وتولية ابنه "محمد الرابع"، ولم يكن قد أتم السابعة من عمره، ووقعت هذه الثورة في (18 من رجب 1058هـ = 8 أغسطس 1648م)، وتحقق لها خلع سلطان غير قدير إلى حد كبير، ولا يصلح لتولي مسئولية دولة عظيمة كالدولة العثمانية، غير أن وجوده كان سيمنع –على الأقل- كثيرًا من التصرفات السيئة إذا ما قورن بالنتائج السيئة التي ستترتب على جلوس طفل صغير على عرش دولة كبيرة.
وبعد عشرة أيام من عزله قرر العصاة -الذين قاموا بهذه الفتنة- قتله حين تنادى بعض رجال الدولة بضرورة عودته، لكن ذلك لم يكن في صالحهم، وكان عمر السلطان حين قتل خنقًا قد بلغ الثالثة والثلاثين، ودُفن في قبره الموجود في رواق جامع "آيا صوفيا" إلى جانب عمه "مصطفى الأول".
الحلقة السابعة عشر
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثانى
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
مراد الرابع---------------
مراد الرابع هو أحد السلاطيين العثمانيين، عاش بين عامي 1612 و1640 حكم 17 عاما منذ عام 1623 وكان عمره آنذاك 11 عاما. ضمت بغداد للدولة العثمانية في عهده عام 1639. كان مولعا بالشعر وكان موسيقيا مميزا.
هو مراد بن الخليفة أحمد بن محمد أحد خلفاء الدولة العثمانية. ولد عام (1018هـ) وتولى أمر الخلافة بعد عزل عمه مصطفى عام (1032هـ). وتولى الخلافة وعمره أربعة عشر عامًا فسيطر عليه الإنكشارية فى بداية الأمر.
بداية عهده
----------------
وكان مراد الرابع ثاني أبناء السلطان أحمد الأول جلوساً على عرش الدولة العثمانية، تولى الحكم حدثاً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره؛ ولذا عانت الدولة في الفترة الأولى من ولايته من عدم الاستقرار، واستمرار الفوضى والمنازعات داخل الدولة وخارجها، وكانت الأمور كلها في يد السلطان كوسم مهبيكر. وظل الأمر على هذا النحو من الفتن والقلاقل وثورات الإنكشارية حتى انتهت فترة سيطرة والدته سلطان كوسم التي دامت نحو تسع سنوات، وأصبح مراد الرابع طليق اليد في إدارة شئون الدولة.
الحكم المطلق والسياسات السلطانية
--------------------------
عمل مراد الرابع على اجتثاث شأفة الفساد الذي استشرى في عهد السلاطين الذين سبقوه.
كما حرم تعاطي الخمر والتبغ والقهوة[1]، وجعل الإعدام عقوبة المخالف. وكان يجوس في شوارع وحانات اسطنبول ليلاً متنكراً ليتأكد من تطبيق قوانينه. وإذا ما وجد متعاطياً للتبغ أو الخمر يقوم بقتله في التو باستخدام عصاه. وفي نهاية حكمه أصبح مهووساً بالقتل، فكان يقتل الناس عشوائياً.
فنجح في إعادة الأمن إلى الدولة التي كادت تمزقها الفتن والخلافات، وضرب بيد من حديد على الخارجين عليه والثائرين، وأنعش خزانة الدولة التي أرهقت في فترة الاضطرابات، ومد في عمر الدولة نصف قرن من الزمان قبل أن تتناوشها أوروبا في حروب متصلة، واستعان في تحقيق ذلك بكل وسائل البطش والقهر مدة ثماني سنوات، حتى ليقال: إنه قتل عشرين ألفاً في سبيل تأمين النظام في الدولة. وكاد بطشه واستبداده وميله إلى سفك الدماء يقضي على ذرية آل عثمان من الرجال، وكنت هناك عادة سيئة يقوم بها سلاطين آل عثمان منذ عهد السلطان بايزيد الأول، حيث يقدم كل سلطان جديد على قتل إخوته الذكور بعد توليه السلطة، وكان هذا السلطان قد استصدر فتوى تجيز هذا القتل على أسباب المنافسة على الحكم.
وكان عثمان الثاني بن السلطان أحمد قد قتل أحمد وولي عهده "محمد"، وكان في السادسة عشرة من عمره، فلما ولي السلطان مراد الرابع الحكم استمر في تطبيق هذه العادة المخزية؛ فقتل أخاه وولي عهده بايزيد، وكان في الثالثة والعشرين من عمره، وقتل أخاه سليمان، ودُفن الشقيقان في مقبرة أبيهما السلطان أحمد، ثم لم يلبث مراد الرابع أن أمر بقتل أخيه الثالث "قاسم"، ولم يبق من إخوته الذكور سوى إبراهيم الذي أصبح ولياً للعهد بعد قتل أخيه القاسم.
وشاءت الأقدار أنه كلما ولد ابن للسلطان مراد الرابع توفي بعد فترة، ولم يعش له أي أمير من أولاده حتى يجعله وليًّا، وبلغت الحماقة بمراد الرابع أنه عزم على قتل أخيه إبراهيم، لكن والدته السلطانة كوسم منعته حتى لا تنقرض سلسلة سلاطين آل عثمان، وهكذا نجا إبراهيم من القتل، وأصبح الوحيد من آل عثمان الذي بقي على قيد الحياة، ولو قدر له أن يموت لانقطع النسل من جهة الرجال.
الفتوحات العسكرية
---------------عسكريا، أكثر ما ميز عهد مراد الرابع كانت حربه ضد بلاد فارس الصفوية والتي فيها غزت القوات العثمانية أذربيجان، واحتلت يريڤان، وتبريز وهمدان وأخيراً، الإنجاز العظيم للجيوش العثمانية، باستعادة بغداد في 1638
حدث تمرد فى بغداد فأرسل الخليفة جيشًا إليها ولكن الصفويين دخلوا بغداد واستولوا عليها، وبعد وفاة الشاه عباس وتولى ابنه الصغير مكانه استغل العثمانيون الفرصة وحاصروا بغداد ولكنهم لم يتمكنوا من اقتحامها. ثارت الإنكشارية وكان الخليفة قد كبرت سنه فوقف فى وجههم وقتل رؤوس الفتنة منهم فخافوه وسكنوا، وحدث تمرد من فخر الدين فى جبل لبنان فانتصر عليه والى دمشق وأسره وأرسله إلى إستانبول ولكن الخليفة أكرمه رغم كفره وخيانته، فشجع ذلك الكرم حفيد فخر الدين فتحرك ولكن الخليفة أعاد النظر فقتل فخر الدين وابنه الأكبر. وسار بنفسه إلى الصفويين ودخل تبريز عاصمتهم عام (1045هـ) ورجع إلى إستانبول فقويت عزيمة الصفويين فهزموا الجيوش العثمانية فعاد الخليفة ودخل بغداد عام (1048هـ) وتم الصلح بين الدولتين عام (1049هـ). وتوفى الخليفة مراد الرابع عام (1049هـ) وعمره إحدى وثلاثون سنة.
الحرب انتهت بتوقيع معاهدة قصر شيرين في 17 مايو 1639.
الحلقة السادسة عشر
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثانى
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
مصطفى بن الخليفة محمد بن مراد/ مصطفى الأول
-----------------------
ولد عام (1001هـ) وكان محجوزًا بين الجوارى والخدم طوال خلافة أخيه فلم يكن يعرف شيئًا من أمور الحكم عندما آلت الخلافة إليه. لم يلبث سوى ثلاثة أشهر فى الحكم ثم عزل ونصب ابن أخيه عثمان بن الخليفة أحمد الأول رغم صغره.
وبعدما ثار الإنكشارية على عثمان الثاني وقتلهم إياه
، أعادوا مصطفى الأول إلى الخلافة. وبعد ذلك انتشر التمرد فأعلن والى طرابلس ووالى أرضروم الاستقلال وزادت الاضطرابات وعم نهب الإنكشارية. عين الإنكشارية (كمانكش على باشا) صدرًا أعظم فأشار عليهم بعزل الخليفة مصطفى الأول وتنصيب مراد الرابع بن الخليفة أحمد الأول.
، أعادوا مصطفى الأول إلى الخلافة. وبعد ذلك انتشر التمرد فأعلن والى طرابلس ووالى أرضروم الاستقلال وزادت الاضطرابات وعم نهب الإنكشارية. عين الإنكشارية (كمانكش على باشا) صدرًا أعظم فأشار عليهم بعزل الخليفة مصطفى الأول وتنصيب مراد الرابع بن الخليفة أحمد الأول.
عثمان الثانى
-------------------
عثمان بن أحمد بن محمد (1018هـ - 1031هـ) هو أحد خلفاء الدولة العثمانية.
ولى الحكم بعد عمه مصطفى الأول وكان عمره لايزيد على الثالثة عشرة. أعلن الحرب على بولونيا ثم عقد صلحًا معهم عام (1029هـ). ثارت الإنكشارية عليه ولما أراد استبدالهم بمن دربهم قبضوا عليه وقتلوه بعد أن عزلوه وأعادوا مكانه عمه مصطفى الأول عام (1031هـ)، وبعد قتل الخليفة انتشر التمرد فأعلن والى طرابلس ووالى أرضروم الاستقلال وزادت الاضطرابات وعم نهب الإنكشارية. عين الإنكشارية (كمانكش على باشا) صدرًا أعظم فأشار عليهم بعزل الخليفة مصطفى الأول وتنصيب مراد الرابع بن الخليفة أحمد الأول.
الحلقة الخامسة عشر
كتبت تحت قسم
الدولة العثمانية الجزء الثانى
,
تاريخ أمة
|
|
درعمى
-------------
أحمد الأول ، السلطان العثماني الرابع عشر (18 أبريل 1590 م) - ( 1617 م) ، كان شاعرا وله ديوان مطبوع، وصل إلى الحكم عام ( 1603 م).
هو أحمد بن الخليفة محمد بن مراد أحد خلفاء الدولة العثمانية.
ولد عام (998هـ) وتولى الحكم عام (1012هـ) بعد وفاة والده ولم يتجاوز عمره الرابعة عشرة. حدثت فى عهده عدة حركات ضد الدولة مثل: حركة جان بولاد الكردي ولكن الجيوش العثمانية هزمته ففر إلى إيطاليا، وقام الشاه عباس الصفوي باسترجاع عدة مدن من الجيوش العثمانية مستغلاً انشغال الدولة العثمانية فى حركات التمرد. وتم إجراء الصلح بين العثمانيين والصفويين، وفقد العثمانيون بموجبه كل ماضمه سليمان القانونى من أراض فى تلك الجهات، وعقدت الدولة صلحًا مع النمسا تخلصت فيه النمسا من الجزية السنوية التى كانت تدفعها للدولة العثمانية. وجرت حروب بحرية بين السفن العثمانية وسفن الدول الأوربية وكانت فى الأغلب تنتهى لصالح أوربا. جدد امتيازات الدول الأوربية مثل فرنسا وإنجلترا وهولندا. انتشر شرب الدخان بواسطة الهولنديين وبدأ الجنود يتعاطونه فأفتى المفتى بمنعه فهاج الجند وأيدهم الموظفون فاضطر العلماء إلى السكوت عنه. وتوفى السلطان أحمد الأول عام (1026هـ) وعمره ثمان وعشرون سنة أمضى نصفها فى الحكم.
يشترك السلطان العثماني أحمد الأول مع السلطان المملوكي "حسن بن محمد الناصر" في أن كليهما تولى الحكم في سن صغيرة، وتوفيا وهما دون الثلاثين، وأن كلاً منهما ترك أثرًا خالدًا يثير الدهشة والإعجاب، وهو ما جعل اسميهما يترددان على الألسنة مثلما ترددت أسماء مشاهير القادة وعباقرة الأدب والفن وجهابذته، وهما لم يكونا كذلك.
أما أحدهما- وهو السلطان حسن- فقد ترك بالقاهرة مسجدًا عظيمًا يحمل اسمه، ويجمع بين قوة البناء وعظمة التخطيط، وجمال الزخرفة ورقة النقوش، ولا يزال حتى الآن يدهش زائريه بفخامته وعمارته.
وأما الآخر- وهو السلطان أحمد الأول- فقد ترك أيضا مسجدًا عظيمًا عرف باسمه وهو "مسجد السلطان أحمد الأول"، والذي يعد من أعظم عمائر الدولة العثمانية، وأفخمها بناء، وأجملها هندسة، وصاحب هذا الأثر هو موضوع حديثنا
المولد والنشأة
------------------في "مانيسا" بغربي تركيا كان مولد أحمد الأول في (12 جمادى الآخرة 998هـ = 18 أبريل 1590م)، ونشأ في حجر أبيه محمد الثالث، الذي لم يكن قد تولّى خلافة الدولة. وبعد نحو خمس سنوات تولَّى محمد الثالث الحكم خلفًا لأبيه مراد الثالث، ودامت سلطنته تسع سنوات، وكان مثقفًا ثقافة عالية، وله ديوان شعر، وقد عُني بتربية ولده أحمد وإعداده ليكون أهلا لتحمل تبعات الخلافة الجسيمة، وعيّنه في ولاية العهد وهو في الثانية عشرة من عمره، ولم يمكث أحمد في ولاية العهد سوى عام ونصف العام؛ إذ توفّي أبوه السلطان محمد الثالث وتولى هو الخلافة من بعده، وهو في نحو الرابعة عشرة من عمره في (18 رجب 1012هـ = 22 يناير 1603م).
تولّى أحمد الأول السلطنة ولم يكن قد مارس إدارة الدولة، أو خرج لجبهات القتال، ولكن حاول أن يعمل ما وسعه الجهد في حماية مصالح الدولة التي كانت تمر بأزمة عنيفة؛ فقد كانت الدولة مشتبكة في قتال مع النمسا، والدولة الصفوية تتربص بها الدوائر.
الحرب مع النمسا
-------------------
كانت الدولة العثمانية مشتبكة في حرب مع النمسا منذ سنة (1003هـ = 1594م)؛ بسبب قيام النمسا بالاعتداء على البوسنة، وقُتل حاكمها في معركة "سيساك" سنة (1002هـ = 1593م)، وكانت بداية الحرب سيئة بالنسبة للدولة العثمانية، ولحقت بها عدة خسائر، فخلعت ملداڤيا والأفلاق وتراتسلفانية طاعة السلطان العثماني محمد الثالث سنة (1003هـ = 1594م)، وانضمت للنمسا، وتعرضت طرق مواصلات الدولة مع "بودا" و"بلجراد" للخطر، ولم يكن أمام السلطان العثماني سوى أن يقود الجيش بنفسه، فاشتعل الحماس في نفوس جنوده، وتمكّن من انتزاع حصن "إيجر"، ثم حقق نصرًا هائلاً في معركة "هاجوفا"، وأباد معظم الجيش النمساوي.
وبدلاً من أن يتقدم العثمانيون إلى الأمام لفتح بلاد جديدة عادوا إلى الخلف، وكانت فكرة المحافظة على ما تملكه الدولة قد سيطّرت على عقول سلاطين الدولة الذين فقدوا روح الفتوحات وطاقة التحرك، وظلت الجبهة العثمانية النمساوية مفتوحة، واستمرت المناوشات بعد ذلك.
ولما تولَّى السلطان أحمد الأول استمرت الحرب مع النمسا، واستعاد العثمانيون "إستركون" بعد حصار شديد بعد أن ظلت أسيرة في أيدي النمساويين عشر سنوات، كما استعادوا بعض القلاع، ووصل الجيش العثماني إلى أقصى الشمال الشرقي من المجر.
أدركت النمسا خسارتها في الحرب فطلبت الصلح، وكان هذا مطلبًا عثمانيًا حتى تتفرغ الدولة لحربها مع إيران، فعُقدت معاهدة بين الطرفين عُرفت باسم معاهدة "ستفاتوروك" في (10 من رجب 1015هـ = 11 من نوفمبر 1606م)، وانتهت بها تلك الحرب التي استمرت نحو ثلاث عشرة سنة ونصف السنة.
وبمقتضى هذه المعاهدة دفعت النمسا إلى الدولة العثمانية غرامة حرب قدرها 67000 سكة ذهبية، وأُلغيت الجزية التي كان يدفعها إمبراطور النمسا إلى الدولة العثمانية كل سنة، وثبتت الحدود على أساس أن لكلٍ الأراضي الموجودة تحت سيطرته، وأن تخاطب الدولة العثمانية حاكم النمسا باعتباره إمبراطورًا لا ملكًا، يقف على قدم المساواة مع السلطان العثماني.
الصراع مع إيران
--------------------بدأت الحرب بين الدولة العثمانية وإيران بهجوم الصفويين على تبريز في السنوات الأخيرة من حكم السلطان محمد الثالث، ونجح الشاه "عباس الكبير" في الاستيلاء على "تبريز"، منهيًا بذلك الحكم العثماني بها، وقد توغل في الأراضي العثمانية بعد أن عجزت الدولة العثمانية عن إيقاف هذا الزحف.
وقبل الطرفان الصلح، ووقّعا معاهدة عُرفت باسم "معاهدة إستانبول" في (24 من شعبان 1021هـ = 20 من نوفمبر 16012م)، وانتهت الحرب التي دامت نحو أربعة عشر عامًا بين البلدين، وبمقتضى هذه المعاهدة استعادت إيران ما يقرب من 400,000 كم2 من الأراضي التي كانت قد استولت عليها الدولة العثمانية من قبل، بما فيها مدينة بغداد.
القضاء على الثورات الداخلية
-----------------------
لم تكن الصراعات الخارجية وحدها موضع اهتمام السلطان أحمد وعنايته، وإنما واجهته مشكلات داخلية وقيام حركات التمرد والانفصال داخل أراضي الدولة العثمانية، وقد نجح في إخمادها والقضاء عليها؛ حيث قام الصدر الأعظم "مراد باشا"- وكان قائدًا محنكًا قد تجاوز الثمانين من عمره- بالقضاء على فتنة "جان بولاد" الكردي في حلب سنة (1016هـ = 1067م)، واضطر بولاد بعدها إلى الهرب إلى السلطان معتذرًا، فقبل السلطان عذره وعفا عنه.
كما نجح الصدر الأعظم في هزيمة "فلندر أوغلي" والي أنقرة، بعد أن استولى على "بروسة" و"مانيسا"، وشنَّ حملة على الأمير الدرزي "فخر الدين المعنّى" حاكم لبنان، الذي جمع حوله الأتباع من النصارى والدروز والنصيريين- وكانت تدعمه إيطاليا- وأعلن العصيان على الدولة سنة (1022هـ = 1613م)، وبعد هزيمته فر إلى إيطاليا.
إنقاذ مسلمي إسبانيا
---------------------------
بعد مائة وعشرين سنة من سقوط "غرناطة" آخر معاقل الإسلام في الأندلس سنة (898 هـ = 1429م) لم يعد هناك مسلم في إسبانيا والبرتغال، بعد صدور مرسوم ملكي في إسبانيا باسم "فيليب الثالث" سنة (1018هـ = 1609م) ينذر فيه المسلمين الموجودين في إسبانيا بتركهم الأراضي الملكية خلال 72 ساعة، وكان هذا أمرًا مستحيلاً في هذا الوقت، وكان الغرض من القرار هو إفناء آخر من بقي من المسلمين. واستمرت هذه المأساة الدامية عشرة أشهر، قُتل في أثنائها نحو 400,000 (أربعمائة ألف) مسلم، وفرّ من تبقّى إلى الجزائر، وتنصر بعضهم فوهبت له الحياة النصرانية.
في هذه الفترة أرسل السلطان أحمد الأول في سنة (1019هـ = 1610م) الحاج "إبراهيم أغا" إلى لندن سفيرًا فوق العادة، وكان الغرض الحقيقي من ذهابه إلى أوروبا الغربية جمع الأندلسيين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى شمال إفريقيا فلجئوا إلى غرب أوروبا، وكان أكثرهم في عداد العبيد، وقد نجح الحاج إبراهيم في جمع العائلات التي تمكّن من العثور عليها، وقام بنقلها إلى الأراضي العثمانية.
مسجد السلطان أحمد الأول
-----------------------
مسجد السلطان أحمد من الداخلأقام السلطان أحمد الأول في ساحة "آط ميدان" بإستانبول مسجدًا عظيمًا يحمل اسمه، وتولّى الفنان الصّداف "محمد أغا" مهمة إنشائه، وقد بدأ العمل في البناء سنة (1019هـ = 1069م)، وانتهى من تشييده بعد سبع سنوات ونصف السنة.
ويعد هذا المسجد أرحب ما أنشئ من المساجد السلطانية، وأكثرها مآذنَ؛ حيث ترتفع له ست مآذن سامقة، وتبلغ مساحة المسجد ما يعادل 64× 72 مترًا، وقطر قبته 23.50 مترًا، ويبلغ ارتفاعها 43 مترًا، وترتكز على أربع دعائم أسطوانية، قطر الواحدة منها خمسة أمتار، وتغطي جدران المسجد 21043 بلاطة خزفية تجمع أكثر من خمسين تصميمًا، وتشغل الزخارف المدهونة كل جزء من أجزاء المبنى، وقد أضفى لونها الأزرق على جو المسجد من الداخل إحساسًا قويًا بسيطرة هذا اللون؛ ولذا سُمي بـ"الجامع الأزرق".
ذكراه
----------------
تولّى السلطان أحمد الحكم في سن صغيرة، وكان هذا من بين الأسباب التي أدت إلى تعرض الدولة إلى اضطرابات داخلية، غير أنه ما لبث أن أظهر جلدًا وحزمًا، وعمل بجدية في إدارة شؤون الدولة، ولم يترك كل شيء لوزرائه، وحاول جاهدًا حماية مصالح الدولة، وامتاز- إلى جانب ذلك- بأنه كان متدينًا، معتدلا في مظهره، شاعرًا، فارسًا، يستخدم السلاح بمهارة.
وفي عهده تحددت الامتيازات الأجنبية لكل من إنجلترا وفرنسا وهولندا وبولندا، واستطاعت هولندا من خلال تلك الامتيازات أن تدخل تجارة التبغ في العالم الإسلامي.
وفاة السلطان
---------------
استطاع السلطان أحمد الأول في الفترة الأخيرة من حكمه أن يكتسب خبرات واسعة، وأصبح سلطانًا ناضجًا عاقلا، وأظهر قدرات في الحكم أشبه بقدرات سلاطين الدولة العثمانية العظماء، لكن القدر لم يمهله فأصيب بالحمى في بطنه، ودام مرضه عدة أسابيع، ثم لم يلبث أن تُوفّي في (23 من ذي القعدة سنة 1026 هـ = 22 من نوفمبر 1617م)، ولم يكن قد أكمل الثامنة والعشرين من عمره.
الأكثر مشاهدة
المشاركات الشائعة
-
موقع الإخوان المسلميبن ـ ورود الحق بقلم: د. عماد عجوة القيروان.. مدينة تونسية تقع على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، وعلى بُعد 57 كم من مدين...
-
أولا: مفهوم الثبات والمرونة : تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين : ا لأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل الت...
-
موقع قصة الإسلام ـ مدونة ورود الحق أما النصف الأوَّل من القرن الرابع الهجري والنصف الأوَّل من القرن العاشر الميلادي فيمثِّله أبو الحسن عل...
-
مدونة ورود الحق ـ الإسلام اليوم هانئ رسلان تعيشُ الخُرطوم هذه الأيام أجواءًا من الترقُّب المشوب بالقلق؛ بسبب...
-
مدونة ورود الحق ـ موقع إخوان أون لاين بقلم: د. كامل عبد الفتاح باحث في تاريخ مصر الحديث والمعاصر في التاسع والعشرين من أغسطس من كل عام تحل...
-
حذر الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، أئمة الوزارة من التطرق إلى الموضوعات السياسية في الدروس الرمضانية التي سيلقونها بمساجد الجمهور...
-
موقع قصة الإسلام ـ ورود الحق فلسطين أرض الرسل والأنبياء الذين حملوا راية التوحيد، ودعوا أقوامهم إلى الالتزام بها. وقد شهدت فلسطين ف...
-
مدونة ورود الحق هؤلاء هم القادة الذين نريدهم هؤلاءالله سيرفع درجاتهم إن شاء الله ويسكنهم جنات النعيم ذلك بما يعملون الآن لأمتهم من تضحيات و...
-
د: منير جمعة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين :- دول الغرب المسيحي تحتفي بكل الخارجين عن الإسلام وتلبسهم ألقابا رنانة . الرئيس بوش استقبل...
-
ورود الحق ـ قصة الإسلام : روجر بواس يلقي روجر بواس[1] في مقاله هذا نظرة على النموذج الإسباني للتطهير العرقي والديني. لكل شيء إذا ما تم نقصان...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2009
(54)
-
▼
نوفمبر
(42)
- الحلقة التاسعة والعشرون
- الحلقة الثامنة والعشرون
- الحلقة السابعة والعشرون
- الحلقة السادسة والعشرون
- الحلقة الخامسة والعشرون
- الحلقة الرابعة والعشرون
- الحلقة الثالثة والعشرون
- الحلقة الثانية والعشرون
- الحلقة الحادية والعشرون
- الحلقة العشرون
- الحلقة التاسعة عشر
- الحلقة الثامنة عشر
- الحلقة السابعة عشر
- الحلقة السادسة عشر
- الحلقة الخامسة عشر
- الحلقة الرابعة عشر
- الحلقة الثالثة عشر
- الحلقة الثانية عشر
- الحلقة الحادية عشر (سليمان المشرع (القانونى ))
- الحلقة العاشرة (عهد سليم الأول)
- الدولة العثمانية : الحلقة التاسعة (عهد بايزيد الثا...
- الدولة العثمانية : الحلقة الثامنة ( القائد العظيم ...
- الدولة العثمانية : الحلقة السابعة ( القائد العظيم ...
- الدولة العثمانية : الحلقة السادسة ( عهد محمد الأول...
- الدولة العثمانية : الحلقة الخامسة (عهد بايزيد الأول)
- الدولة العثمانية : الحلقة الرابعة ( عهد مراد الأول)
- الدولة العثمانية : الحلقة الثالثة ( عهد أورخان غازى)
- الدولة العثمانية : الحلقة الثانية ( بداية الدولة و...
- الدولة العثمانية : الحلقة الأولى ( الأصول والنشأة ...
- سؤال وجواب عن الحج
- فتاوى الدكتور منير جمعة
- سؤال وجواب عن الحج
- سؤال وجواب عن الحج
- سؤال وجواب عن الحج
- تاريخ الخلافة العثمانية العظيمة
- حوار مع الدكتور منير جمعة بقلم أ/ أحمد سعد
- برنامج إلى صلاتى
- حينما يشتد الظلم
- عن الموت وعذاب القبر
- ماذا عن عمر بن الخطاب
- وفاة الرسول
- العبادة الصامتة
-
▼
نوفمبر
(42)
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
التسميات
- أزمات الأمة (38)
- الخلافة الأموية (1)
- الدولة العثمانية الجزء الثانى (12)
- الدولة العثمانية الجزء الرابع (3)
- الدولة العثمانية الجزء الأول (8)
- الدولة العثمانية الجزء الثالث (10)
- السودان وأزمة الانفصال (10)
- الشيشان جرح ينزف (7)
- النصرانية ما بين التعريف والتحريف الجزء الأول (1)
- تاريخ الأندلس (1)
- تاريخ أمة (42)
- تاريخ حماس والدفاع عنه (1)
- تاريخ فلسطين (2)
- تحليلات هامة (11)
- تربية الأطفال (1)
- تركستان جرح ينزف (8)
- حدث فى مثل هذا (2)
- دروس فى الفقه (1)
- شخصيات إسلامية (2)
- شخصيات أسلموا (2)
- صحابة الرسول (1)
- عجائب التكنولوجيا (1)
- على الصلابى (1)
- عن الإخوان والبنا (4)
- غرائب من الحياة (1)
- غزة بين النار والحصار (7)
- فتاوى اقتصادية (1)
- فتاوى الدكتور منير جمعة (5)
- فتاوى عامة (6)
- فقه السنة (3)
- فلسطين (9)
- فيديو مؤثر (4)
- قالوا عن الإسلام (3)
- قصص من روائع حضارتنا (23)
- كتاب الكبائر للإمام شيخ الإسلام الذهبى (4)
- كشمير جرح ينزف (7)
- كوسوفا جرح ينزف (5)
- مساجد لها تاريخ (1)
- مقالات الأستاذ ثامر عبد الغني سباعنه (1)
- مقالات الدكتور منير جمعة (17)
- مقالات المشرف (13)
- مقالات رمضانية (1)
- مواعظ الإمام ابن الجوزى (16)
- نقاشات (1)
بحث
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Categories
المتابعون
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات