أحدث الأخبار
مقالات اليوم

الشيشان جرح ينزف : الموارد الاقتصادية والاستراتيجية

موقع قصة الإسلام ـ مدونة ورود الحق
الموارد الاقتصادية والاستراتيجية :
 الاقتصادية:
   يعتمد الاقتصاد الشيشاني على البترول، الذي تتركز عمليات استخراجه وتكريره ومصانعه في المنطقة الواقعة بين (جروزني) و(جودرميس) ويقع أكبر مصنع لتكريره في العاصمة (جروزني)، ولا شك أن تدفق النفط في منطقة (بحر قزوين) يجعل (روسيا) مستعدة لدفع أي ثمن في سبيل إبقاء كافة الأراضي في الجنوب تحت سيطرتها، خاصة في ظل التوغل الأمريكي الأوربي في (القوقاز) و(آسيا الوسطى).
  الاستراتيجية:
    الشيشان جزء من إقليم القوقاز؛ ذلك الإقليم الجبلي الذي يقع بين البحر الأسود في الغرب وبحر قزوين في الشرق والذي تتقاسمه أربع دول هي :  (روسيا)، و(جورجيا)، و(أذربيجان)، و(أرمينيا).
 ويتفق الباحثون على تقسيم القوقاز سياسيًّا إلى قسمين هما : القوقاز الشمالي ويشمل ست جمهوريات خاضعة للسيادة الروسية وهي :  (الشيشان)، و(داغستان)، و(أوسيتيا الشمالية) ، و(قبردين - بلغاريا)، و(قارتشي - شيركيسيا) ، و(الأديغة).
والقوقاز الجنوبي ويشمل ثلاث جمهوريات هي : (أذربيجان)، و(أرمينيا)، و(جورجيا). وكانت خاضعة هي الأخرى حتى عهد قريب للإمبراطورية السوفييتية التي حكمت (القوقاز) الموحد شماله وجنوبه. 
ورغم الأهمية المطلقة لإقليم القوقاز فإن وزنه النسبي قد اختلف بتغير خريطة (روسيا) الجغرافية - السياسية؛ على النحو التالي:
أولاً: قبيل تفكك الاتحاد السوفيتي كانت المناطق الإسلامية في (القوقاز) تقع داخل البيت الروسي ذاته وبعيدة نسبياً عن الحدود الروسية التركية والروسية الإيرانية بوجود كل من (أرمينيا) و(أذربيجان) و(جورجيا) كمناطق تخوم داخل البيت السوفيتي، أما الآن فإن (الشيشان) و(داغستان) وغيرهما من جمهوريات (القوقاز) الشمالي في جنوب (روسيا) باتت تمثل الحدود الدولية لـ(روسيا) مع الجيران، ومع أن (الشيشان) جمهورية صغيرة لا تصل مساحتها إلى 0.5 % من إجمالي مساحة (روسيا)، ولا يزيد سكانها عن 0.7 % من إجمالي سكان (روسيا)؟ إلا أن فكرة عودتها صاغرة إلى البيت الروسي غير واردة، كما أن مفهوم الأمن القومي الروسي يضع كل شبر في الجنوب القوقازي في بؤرة اهتماماته؛ لأنه يمثل أحد أهم مناطق الصراع الدولي بعد (الشرق الأوسط) و(إيران) و(العراق).
ثانياً: كما أن التاريخ الحربي الروسي مولع بالوصول إلى المياه المفتوحة، خاصة (البحر الأسود)، وإذا كانت (روسيا) تطل على 12 بحراً يتعرض معظمها للتجمد في فصل الشتاء، فإن الأهمية الجيو استراتيجية لموقع القوقاز الشمالي، الذي تترامى فيه جمهورية (الشيشان) وأخواتها فيما بين (البحر الأسود) و(بحر قزوين) - والذي يسبح فوق بحر من البترول - لا يدع مجالاً للاعتقاد بإمكانية تخلي (روسيا) عن (الشيشان) طواعيةً أبدًا.
ومع الحرمان الروسي من النوافذ الساحلية التي فقدتها مع استقلال (أوكرانيا) و(جورجيا) و(أذربيجان) و(أرمينيا)، صارت (الشيشان) ذات أهمية خاصة لـ(روسيا)، و(روسيا) غير مستعدة للتضحية بأي قدم بحري حتى ولو كان على بحر مغلق كـ(بحر قزوين) أو بحر شبه مغلق كـ(البحر الأسود).
ثالثـًا: إن تدفق النفط في منطقة (بحر قزوين) يجعل (روسيا) مستعدة في سبيل إبقاء كافة الأراضي في الجنوب تحت سيطرتها لدفع أي ثمن.
رابعاً: أفضت أحداث الحادي عشر من سبتمبر - التي اتخذتها (الولايات المتحدة) ذريعة لحربها في أفغانستان - إلى وصول القواعد العسكرية الأمريكية إلى أطراف البيت الروسي، وصارت (الشيشان) وباقي جمهوريات (القوقاز) على مرمى حجر من هذه القوات التي تتوغل رويداً رويداً في جمهوريات (آسيا الوسطى). وإن كانت (روسيا) - لأسباب متعددة -  لا تعارض التوغل الأمريكي؛ إلى الحد الذي أعلن فيه في مطلع شهر يوليو 2002 عن قيام عمليات عسكرية روسية أمريكية جورجية مشتركة على حدود الشيشان في منطقة وادي بنكيسي للبحث عن مقاتلي القاعدة.
خامساً: تتمحور الخطط الاستراتيجية الروسية - على المستوى الإقليمي - على تدعيم تماسك الدولة الروسية وتأكيد (الاتحاد الروسي).  
 

ساعدنا فى نشر هذا الموضوع:

0 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك

اكتب تعليقك ورأيك

اشترك ليصلك كل جديدنا...
تابع خلاصة المدونة
بعد الإشتراك :ستصلك رسالة على بريدك الإلكتروني يرجي الضغط على رابط التفعيل فيها ليتم إدراجه في الخدمة الإخبارية , ان لم تصلك الرسالة على صندوق البريد الوارد حاول ايجادها في جنك ميل.!
Subscribe via RSS Feed
إعلانات مواقع أخرى
Template By SpicyTrickS.comSpicytricks.comspicytricks.com
للتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانى
الأكثر مشاهدة
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
بحث
Categories
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات