الصفحة الرئيسية » مقالات المشرف »
الحوار الإسلامى والحوار المتعصب (الجزء الأول )
كاتب المقال مشرف مدونة ورود الحق
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين) ربنا اغفر لنا وارحمنا وكن معنا لا علينا اللهم إن عذبتنا فبما كسبت أيدينا ونكون من الخاسرين وإن تغفر لنا وترحمنا فأنت الغفور الرحيم اللهم أنت القائل فى كتابك العزيز (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُـونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الحجرات: 10] فأسألك ياربنا بنعمك التى لا تحصى وملكك الذى لا يفنى وبقدرتك التى لا ريب فيها أن تجمع قلوب المؤمنين اللهم اجمع شملهم وأغدق عليهم من بركاتك مما غدقت به على عبادك الصالحين واستعملنا ياربنا فى نصرة هذا الدين وردنا ياربنا إليك ردا جميلا
وانصر اللهم إخواننا فى كل بقاع الأرض من الصومال والسودان وفلسطين والعراق وتركستان وفى الشيشان وفى كشمير اللهم كن لهم عونا وثبتهم على الحق وعجل ياربنا نصرتك لعبادك المظلومين اللهم آمين أما بعد :ثقافة الحوار فى الإسلام تتسم بروح الأخوة والأدب والموضوعية والمصداقية فى الأقوال وسلامة النية واستقامة الأهداف وانتصارا للحق دون اعوجاج فى تأويل الكلام وتحميل لغة المحاور إلى ما يوافق هواه ودون اصطياد الزلات وانتظار الهفوات وحب فى الانتصار أكثر من حب إظهار الحق وإخماد الباطل وقد بين الله المنهاج والصراط الذى يجب علينا اتباعه عليه فى حوارنا وأخلاقيات ومبادئ هذه الحوارات حيث أن هذه الحوارات هى بالنسبة للمسلمين تبليغ دعوتهم ونصرة منهجهم القويم فيقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (النحل 124 ) فأولا الحكمة أى بالعلم الذى نزله الله على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا بجهل فلا حوار صالح ينبنى على جهل فالجاهل قد يدافع عن آراءه الفاسدة ويحسبها صحيحة وهكذا فيجب التريث فى الردود والتمهل مع الذى يحاورك فقد يكون معه الحق وأنت تظنه معك ولا تتشبث برأى قد تكون أخطأت في تتبعه وقد تكتشف جديدا لدى هذا الذى يحاورك فالتريث والحكمة وعدم الانفعال يجعلك قادر على اتخاذ القرار إما تصحيح ما قال المحاور أو أن تقتنع برأيه وهنا يجب حب الحق أكثر من حب الانتصار حتى تستطيع أن تنتصر للحق الذى ابتغيته فى الأصل والذى قد يكون مع محاورك أو معك أنت .
وانصر اللهم إخواننا فى كل بقاع الأرض من الصومال والسودان وفلسطين والعراق وتركستان وفى الشيشان وفى كشمير اللهم كن لهم عونا وثبتهم على الحق وعجل ياربنا نصرتك لعبادك المظلومين اللهم آمين أما بعد :ثقافة الحوار فى الإسلام تتسم بروح الأخوة والأدب والموضوعية والمصداقية فى الأقوال وسلامة النية واستقامة الأهداف وانتصارا للحق دون اعوجاج فى تأويل الكلام وتحميل لغة المحاور إلى ما يوافق هواه ودون اصطياد الزلات وانتظار الهفوات وحب فى الانتصار أكثر من حب إظهار الحق وإخماد الباطل وقد بين الله المنهاج والصراط الذى يجب علينا اتباعه عليه فى حوارنا وأخلاقيات ومبادئ هذه الحوارات حيث أن هذه الحوارات هى بالنسبة للمسلمين تبليغ دعوتهم ونصرة منهجهم القويم فيقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (النحل 124 ) فأولا الحكمة أى بالعلم الذى نزله الله على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا بجهل فلا حوار صالح ينبنى على جهل فالجاهل قد يدافع عن آراءه الفاسدة ويحسبها صحيحة وهكذا فيجب التريث فى الردود والتمهل مع الذى يحاورك فقد يكون معه الحق وأنت تظنه معك ولا تتشبث برأى قد تكون أخطأت في تتبعه وقد تكتشف جديدا لدى هذا الذى يحاورك فالتريث والحكمة وعدم الانفعال يجعلك قادر على اتخاذ القرار إما تصحيح ما قال المحاور أو أن تقتنع برأيه وهنا يجب حب الحق أكثر من حب الانتصار حتى تستطيع أن تنتصر للحق الذى ابتغيته فى الأصل والذى قد يكون مع محاورك أو معك أنت .
والموعظة أى بالكلمات الطيبة والألفاظ الموحية والتعبيرات الحية التى يراها الجميع ولكنه لا يعى ما حكمتها فقد تأتى الكلمات على قلب رجل لا يركع فترق الكلمات قلبه فيعود لربه فيركع ويخشع هذه بكلمة أو بصدقة أو بشق تمرة نعم كلمات قد تأثر فى أشد الجبال وكنت يوما لا تلقى لها بالا ظنا بأن تأثيرها من المحال وأن تأثيرها دربا من الخيال . ومن ظن بعدم تأثير الكلمات الطيبة فهو ظن فيه اعتلال فلا يصح به المثال ولا يتفق مع الشرع بأى حال من الأحوال . وإن من المقولات المأثورة والمأثرة أيضا للإمام الشافعى ـ رحمه الله ـ ( رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب ) فهذه المقولة تنم عن ثقافة عالية فى الحوار وأدب جم وأخلاق حميدة وصلة بالحق وطيدة . وهى ترسخ مفاهيم الحوار الموضوعى الذى يبنى على حق وحب الانتصار للحق لا للذات والانتصار للحق على الوجهة الفردية . ففى زماننا هذا قد كثر الهرج واندثرت هذه الثقافات فى مجتمعاتنا فنرى أسلوب الحوار قد تغير وتبدل فيحدث فيها خروج عن أخلاقيات الحوار ويحدث فيها تضليل عن الحق وحب الانتصار على الغير حتى ولو كان على باطل وتكذيب الآخرين تشبثا برأيه وتمثلا لجماعته وتعصبا لمنهجه دون إحقاق للحق دون اتباع سبيل الرشاد ترى اليوم نقاشات حادة واختلافات فظة غليظة وشقاق وفراق بين الأخوة لاختلاف وجهة نظرهم وتعصبهم هذا كان سببا للتنازع وبعدا عن طريق الائتلاف والوحدة وتمزقت الأمة لبعدها عن سبيل الحوار الصحيح واختلاف النوايا التى بالنفوس . وثمة مقولة أخرى أعجبتنى وهى للفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر الذى يقول: "الآخر هو وسيط بيني وبين نفسي، وهو مفتاح لفهم ذاتي والاحساس بوجودي". أى أن منطقيا الحوار الذى يدور يجب أن يكون ذات هدف وأن يكون حريص على المنفعة والحق . هذا هو الحوار الإسلامى الذى يرفع إحقاق الحق له راية ويدعو أن يكون الحق لهو الغاية .
---------------------------------------------
كتبت تحت قسم
مقالات المشرف
مواضيع متشابهة:
إذا أعجبتك مدونتى قم بنشرها واشترك بها ليصلك كل جديدها.
الأكثر مشاهدة
المشاركات الشائعة
-
أولا: مفهوم الثبات والمرونة : تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين : ا لأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل الت...
-
موقع إخوان أون لاين ـ مدونة ورود الحق إذا كنا نحتفل بيوم الهجرة فيجب أن نكون جديرين بالاحتفال بهذا اليوم، يجب ألا يكون احتفالنا بالهجرة ...
-
موقع الإخوان المسلميبن ـ ورود الحق بقلم: د. عماد عجوة القيروان.. مدينة تونسية تقع على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، وعلى بُعد 57 كم من مدين...
-
مدونة ورود الحق ـ قصة الإسلام ثامر سباعنه السودان دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي الاتحاد الإفريقي، وهي أكبر الدول من حيث المساحة في إ...
-
مدونة ورود الحق ـ ويكبيديا أصولهم ونشأتهم ينحدر العثمانيون من قبائل الغز (أوغوز) التركمانية، مع موجة الغارات المغولية تحولوا عن مواطنهم في...
-
مدونة ورود الحق ـ الإسلام اليوم هانئ رسلان تعيشُ الخُرطوم هذه الأيام أجواءًا من الترقُّب المشوب بالقلق؛ بسبب...
-
مدونة ورود الحق ـ ويكبيديا الدولة العثمانية فى عهد مراد الأول ------------------------- السلطان مراد الأول بن السلطان أورخان وأمه الأميرة ا...
-
مراد الرابع --------------- مراد الرابع هو أحد السلاطيين العثمانيين، عاش بين عامي 1612 و1640 حكم 17 عاما منذ عام 1623 وكان عمره آنذاك 11 عام...
-
د. راغب السرجاني العلم حتى النصف الأول من القرن الثاني الهجري بلغت مكانة العلوم الحياتية والتطبيقية في ظلِّ الإسلام مبلغًا عظيمًا، ح...
-
موقع قصة الإسلام ـ مدونة ورود الحق د. راغب السرجاني شأن كل العلوم التي تتقدَّم وتتطوَّر مع تعاقب الأمم والحضارات، قامت العلوم الطبيعيّ...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2010
(156)
-
▼
سبتمبر
(44)
- تاريخ الخلافة العثمانية : الدولة العثمانية.. التأ...
- النشأة والاستقرار العثماني
- غزة.. إدارة الصراع وفقه المقاومة
- تاريخ علوم المسلمين : أبو الوفاء البوزجاني
- تاريخ علوم المسلمين : أبو الحسن علي بن الحسين المس...
- تاريخ علوم المسلمين : أبو بكر الرازي والطب الإكلينيكي
- تاريخ علوم المسلمين : الخوارزمي: مؤسس علم الجبر
- تاريخ علوم المسلمين : جابر بن حيان صاحب المنهج الت...
- الشيشان جرح ينزف : دور الحكومات والشعوب تجاه القض...
- الشيشان جرح ينزف : المقاومة الشيشانية
- الشيشان جرح ينزف : المجتمع الدولي وعلاقته بالمشكلة
- الشيشان جرح ينزف : الشخصية الشيشانية
- الشيشان جرح ينزف : تاريخ الصراع الشيشاني الروسي
- الشيشان جرح ينزف : الموارد الاقتصادية والاستراتيجية
- الشيشان جرح ينزف : الموقع الجغرافي للشيشان
- فضيلة الدكتور راغب السرجانى : مشكلة الغلاء في بلا...
- الخلافة الأموية : معاوية بن أبى سفيان
- تاريخ الأندلس : الطريق إلى الأندلس
- أخلاقيات المسلم : خلق الحياء
- الأخلاق في الحضارة الإسلامية
- خلافة هارون الرشيد
- قصة إسلام : المفكر الإنجليزي مارتن لينجز
- قصة إسلام :آن سوفي
- حماس حركة إسلامية جهادية سنية سلفية
- هؤلاء قالوا عن الإسلام وعن محمد ـ صلى الله عليه وس...
- تميّز المسلم
- كوسوفا جرح ينزف : (الجزء الخامس ) ... دور الحكوم...
- كشمير جرح ينزف (الجزء الرابع) ..... الوضع المرتقب ...
- كوسوفا جرح ينزف : (الجزء الثالث) ... دول الجوار و...
- كوسوفا جرح ينزف : (الجزء الثانى) ... أعلام المقاوم...
- كوسوفا جرح ينزف (الجزء الأول ) ..... مقدمة الجرح و...
- الحوار الإسلامى والحوار المتعصب ( الجزء الثانى )
- الحوار الإسلامى والحوار المتعصب (الجزء الأول )
- الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط
- الدكتور منير جمعة : شهادة الزور
- حرقناه بأيدينا لا بأيديهم
- الجزائر بين الاحتلال والتحرير
- تاريخ علوم المسلمين : الهندسة في الحضارة الإسلامية
- إسهامات علماء المسلمين في علم البصريات
- إسهامات علماء المسلمين في الفيزياء
- تاريخ الدولة العثمانية المفترى عليه
- أكذوبة انتشار الإسلام بالسيف
- قصة الفقه
- الجانب العملي في الحضارة الإسلامية
-
▼
سبتمبر
(44)
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
التسميات
- أزمات الأمة (38)
- الخلافة الأموية (1)
- الدولة العثمانية الجزء الثانى (12)
- الدولة العثمانية الجزء الرابع (3)
- الدولة العثمانية الجزء الأول (8)
- الدولة العثمانية الجزء الثالث (10)
- السودان وأزمة الانفصال (10)
- الشيشان جرح ينزف (7)
- النصرانية ما بين التعريف والتحريف الجزء الأول (1)
- تاريخ الأندلس (1)
- تاريخ أمة (42)
- تاريخ حماس والدفاع عنه (1)
- تاريخ فلسطين (2)
- تحليلات هامة (11)
- تربية الأطفال (1)
- تركستان جرح ينزف (8)
- حدث فى مثل هذا (2)
- دروس فى الفقه (1)
- شخصيات إسلامية (2)
- شخصيات أسلموا (2)
- صحابة الرسول (1)
- عجائب التكنولوجيا (1)
- على الصلابى (1)
- عن الإخوان والبنا (4)
- غرائب من الحياة (1)
- غزة بين النار والحصار (7)
- فتاوى اقتصادية (1)
- فتاوى الدكتور منير جمعة (5)
- فتاوى عامة (6)
- فقه السنة (3)
- فلسطين (9)
- فيديو مؤثر (4)
- قالوا عن الإسلام (3)
- قصص من روائع حضارتنا (23)
- كتاب الكبائر للإمام شيخ الإسلام الذهبى (4)
- كشمير جرح ينزف (7)
- كوسوفا جرح ينزف (5)
- مساجد لها تاريخ (1)
- مقالات الأستاذ ثامر عبد الغني سباعنه (1)
- مقالات الدكتور منير جمعة (17)
- مقالات المشرف (13)
- مقالات رمضانية (1)
- مواعظ الإمام ابن الجوزى (16)
- نقاشات (1)
بحث
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Categories
المتابعون
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات
جلنار
17 سبتمبر 2010 في 12:46 م
الموضوع غاية في الأهمية و فعلا أصول و آداب الحوار الاسلامي وسائل لإنجاحه و حصول تبادل المعارف و تصحيحها، بارك الله فيكم
ورود الحق
17 سبتمبر 2010 في 2:05 م
شكرا لتواصلكم معنا فى المدونة أختى جلنار بارك الله فيك وحقا موضوع ذات أهمية نظرا لتفاقم المشكلة فى الحوار فأى حوار نجده علبى الساحة الآن بين الشباب وغير الشباب قد تصل إلى معاناة للأسف