أحدث الأخبار
مقالات اليوم

السودان وأزمة الانفصال : هل يختفى السودان من الجنوب؟

هل يختفى السودان من الجنوب؟الإسلام اليوم ـ مدونة ورود الحق
لم يتبقَّ سوى شهورٍ قليلة وينفصل جنوب السودان عن شماله، بعدها بستَّة أشهر، وفي شهر يوليو 2011 تحديدًا سيتمُّ الإعلان عن مولد دولة جديدة ذات سيادة، ولها علمُها الخاص وجيشها الخاص وعملتها الخاصة وسفارات بالخارج، إضافةً إلى اسم جديد يتم التباحث حوله الآن! وستعترف كل دول العالم -بما فيها السودان- بالدولة الجديدة. هذه خلاصة ما هو مستقرّ عليه في واشنطن، الرسمية وغير الرسمية، بخصوص مستقبل جنوب السودان. ورغم أن واشنطن لا تهتمُّ كثيرًا بالتاريخ، إلا أن حالات حدوث انفصال دولة لتصبح دولتين على أثر صراعات مسلَّحة موجودة وحيَّة في ذاكرة الكثيرين هنا، منها حالة باكستان والهند ، وحالة أثيوبيا وإريتريا وحالة كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
التاسع من يناير 2011 موعد تصويت الجنوبيين فقط على خيار واحد من اثنين، إما البقاء في السودان موحدًا وإما الانفصال، وهو استفتاءٌ نصَّ عليه اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005، ويعرف أيضًا باتفاق نيفاشا، الذي أنهى أكثر من عقدَيْن من الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان، وراح ضحيتها ما يزيد على مليوني قتيل وملايين عدة من اللاجئين. وتتعالى الأصواتُ في واشنطن محذِّرةً من أن حكومة الخرطوم ونظام البشير سيُعرقلان إجراء استفتاء انفصال جنوب السودان، أو أن لا تعترف بنتائجِه، إلا أنهم واثقون من أن نظام البشير سوف يرضخُ في النهاية لصوت العقْل وتوازنات القوة، ويقبل الدولة الجديدة! ووسط ظهور دلائل متزايدة على تردِّي الموقف الأمني داخل جنوب السودان، وعلى عَدَم الالتزام بتطبيق بنود أساسية من اتفاقية السلام الشامل التي وقعت بين حكومة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان، وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب، ترى الولايات المتحدة أن عليها دورًا يجب أن تلعبه، مع الجماعة الدولية، وعلى عدة جهات، من أجل دعْم التعبير بحرية عن إرادة سكان جنوب السودان، والقيام بما تستطيعُ من أجْل منع العودة إلى تجدُّد المعارك بين قوات الشمال وقوات الجنوب.  في الوقتِ نفسِه يرى الكثيرُ من خبراء الشئون السودانيَّة والإفريقيَّة أنه لا يوجد على مستوى الدول المؤثِّرة في المسرح السوداني سوى الولايات المتحدة التي يمكنُ أن تستخدمَ نفوذًا لدى الفريقين الشمالي والجنوبي، لذا عليها أن تبادرَ بالقيادة والدفْع من أجل إتمام إجراء الاستفتاء في التاسع من يناير كما هو مخطَّط له رغم كل العراقيل الموجودة والعراقيل التي ستظهر لما اقتربنا من موعد الاستفتاء. ونأتي لعَلَم دولة جنوب السودان، فهو علم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهو يتكوَّن من ثلاثة ألوان في شكل أفقي متوازٍ، ويأتي اللون الأسود في الجزء الأعلى رامزًا لشعب جنوب السودان، واللون الأحمر في المنتصف ليشير إلى دم ثورة التحرير والحرية، واللون الأخضر في القاع يشيرُ إلى أرض الجنوب الخضراء، إضافةً لمثلث أزرق يتوسطه نجمه ذهبيَّة في إشارة لنجمة بيت لحم ذات الدلالة المسيحيَّة التاريخيَّة. ويبحثُ بعض من يتوقَّعون قيام دولة مستقلَّة في الجنوب السوداني عقب استفتاء يناير القادم عن اسم مناسب للدولة الجديدة، ويري خبير الهويات الوطنية "national ldentities " سيمون أنهولت، أنه سيتم في الأغلب اختيار اسم من بين "جمهورية جنوب السودان" أو "جمهورية السودان الجديد". يبدو أن هناك معارضة كبيرة لتضمين اسم السودان ضمن اسم الدولة الجديدة، إذ إن السودان مرتبط في الذاكرة السياسيَّة العالميَّة بصورة مشوَّهة وغير جيِّدة، وإذا ما ذكر السودان تذكر الحروب الأهلية الطويلة، وتذكر مآسي دارفور، ومأساة الفقر والفساد والتطرف، ويرى أنهولت أن شمال السودان لن يغيرَ اسم دولته من "السودان" إلى شمال السودان" لذا من الأفضل أن يختفي اسم السودان من مسمى دولة الجنوب الجديدة.

ساعدنا فى نشر هذا الموضوع:

0 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك

اكتب تعليقك ورأيك

اشترك ليصلك كل جديدنا...
تابع خلاصة المدونة
بعد الإشتراك :ستصلك رسالة على بريدك الإلكتروني يرجي الضغط على رابط التفعيل فيها ليتم إدراجه في الخدمة الإخبارية , ان لم تصلك الرسالة على صندوق البريد الوارد حاول ايجادها في جنك ميل.!
Subscribe via RSS Feed
إعلانات مواقع أخرى
Template By SpicyTrickS.comSpicytricks.comspicytricks.com
للتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانى
الأكثر مشاهدة
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
بحث
Categories
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات