الصفحة الرئيسية »Unlabelled »
رسالتي إلى أردوجان بقلم د. راغب السرجاني
أستاذي الجليل، وأستاذ جيلنا كله الأخ الحبيب أردوجان.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أشاهد مع أمتنا الكريمة، ومع العالم أجمع كذلك، جهودكم المباركة لإعزاز الإسلام، والدفاع عن مقدساته وحرماته، فهنيئًا لكم اجتماع الصالحين من أبناء أمة الإسلام على حبكم وتأييدكم، وأسأل الله عز وجل أن يثبتكم، وأن يرزقكم نور البصيرة، وحسن العمل، وروعة الخواتيم.
أستاذي الجليل.. رأيت أن من واجبي وأنا أرى مسيرتكم الرائعة ، أن أسهم بما أستطيع لتدعيم موقفكم، وأن أدلي بدلوي بعدة وصايا قد يجعل الله عز وجل فيها خيرًا لك وللأمة، وقد تكون سببًا في نجاتي يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وأسأل الله عز وجل أن تلقى هذه الوصايا منه القبول، وأن تجد طريقها إلى قلبك وعقلك..
الوصية الأولى: قد ولاك الله عز وجل أمرًا عظيمًا، وشأنًا جليلاً، فأنت إمام من أئمة المسلمين، يتولى بشكل مباشر قيادة دولة عظيمة فيها خلق كثير، فيا لسعادتك إن كان عملك خالصًا لله! فأول السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل، وأحسبك -والله حسيبك- هذا الإمام، فلا تخطوَنَّ خطوة إلا وأنت تحتسبها لله، ولا تقدمَنَّ على أمر إلا وأنت ترجو المثوبة من الله، ولتعلم أن النية تتقلب كثيرًا، فعليك دومًا بتجديدها، ولا يغرنك الآثار الجليلة لأعمالك؛ فإن الله عز وجل يحبط عمل الشهيد والعالم والجواد إن كان لغيره ، فهو أغنى الشركاء عن الشرك، ولا تركن إلى الدنيا فإنها زائلة، ولا يلهينَّك مال ولا كرسي عن طاعة ربك، واعلم أنك موقوف بين يدي العزيز الجبار، وأن الله سيسألك عن الذرة والقطمير، فأعد لكل سؤال جوابًا، ولتدرك أن البشر يُسألون عن أنفسهم وأزواجهم وأولادهم، أما أنت فسيسألك ربنا عن شعب كامل، بل قد يسألك عن أمة الإسلام التي تعلقت قلوبها بك، فالحذر الحذر من نسيان هذا اليوم الطويل، والعمل العمل لكي تظهر أمام الله عز وجل في أبهي صورة وأنقى سريرة.
ثم انتبه -أخي أردوجان- إلى أن كل ما وصلت إليه هو محض فضل من الله عز وجل ، وكل ما نجحت فيه من قرارات وأفعال هو توفيق من الحكيم الخبير سبحانه، فلا يدخلنَّك عُجْب أبدًا، ولا تقولنَّ إنما أوتيته على علم عندي، وأظهِرْ دومًا الافتقار إلى الله، وانسب إليه كل أعمالك؛ فهو الناصر، وهو المعز، وهو المعطي، وهو المتصرف في كونه كله، ولتكن حيث أمرك الله أن تكون، ولتحذر أن يراك الله حيث لا يجب أن يراك، واجتهد في تطبيق شريعة ربك ففيها النجاة في الدنيا والآخرة، ولا يدفعنك إرضاء الناس إلى إغضاب ربك، ولتعلم أن ارتفاع قدرك مرهون باتباعك لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، فإياك إياك أن تهجرهما، وليكن نصب عينيك أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ولا تنصرفَنَّ إلى قضية على حساب قضية أخرى، بل كن متوازنًا في كل أمورك، ولا تتركنَّ ملف الأكراد دون حلول واضحة ناجعة، ولتعلم أنهم في النهاية مسلمون أتراك، لهم حقوق كما أن عليهم واجبات، وإنك إن تقربت منهم، وأجزلت لهم العطاء بصدق وضعوك فوق رءوسهم، فهم أحفاد صلاح الدين الأيوبي، ولا تجعلَنَّ العلمانيين في بلدك عدوًّا لك، بل أعلم أنهم يحتاجون إلى نصحك، ويفتقرون إلى دعوتك، وقد منَّ الله عليك بما فقدوه، ولو علموا الحق فلعلهم يتبعونه، وبدلاً من أن يكونوا حجر عثرة في طريقك لعلهم يصبحون من حملة راية الإسلام في ربوع الدنيا، فلا تعتقدن أن كلماتك لهم ستذهب سدى، بل أخلص النية في دعوتهم، وسيفتح لك الله قلوبهم.
ولا تنسَ أن أمريكا والاتحاد الأوربي وغيرهم من أهل الدنيا لا يبحثون إلا عن مصالحهم، ويوم كانت مصالحهم في إسقاط الخلافة العثمانية العظيمة سعوا إلى ذلك بكل طاقاتهم، واشتركت إنجلترا وفرنسا وأمريكا وروسيا في تفكيك الكيان الكبير، واجتهدوا لمسخه ومحوه من الوجود، ولكن أبى الله عز وجل إلا أن يخرجك أنت وإخوانك الشرفاء إلى الدنيا مرة ثانية، لتعلنوا بفخر أن الإسلام لا يموت أبدًا، وإن نسي بعض الأتراك هذا التاريخ فالغرب لم ينسه أبدًا، ويظهر ذلك في أقوالهم وأفعالهم، فضع عينيك في رأسك، والتفت إلى ما يحاك لك، ولا تضع بيضك كله في سلة أمريكا أو الاتحاد الأوربي، بل وسِّع علاقاتك، وعمِّق جذورك، وابحث عن البدائل العالمية المفيدة، وقبل ذلك وأهم اعتمد على قوتك الداخلية في تركيا، وعلى قوة إخوانك المسلمين في الأقطار الإسلامية المختلفة.
ودعني أهمس في أذنك وأقول لك: إن خبرتي بتاريخ الأمم تشير إلى أن نجم أمريكا في أفول، وأنها لا تسير إلى قوة بل إلى ضعف، وأن الزمن زمن تغيير، وسيشهد المستقبل القريب اختلافًا كبيرًا في موازين القوى العالمية، فلا بد أن يكون لك مكان على ظهر هذا الكوكب، وخاصة أنت، فأنت لست مسلمًا فحسب، ولكنك صاحب ميراث عظيم، فأنت حفيد قوم كانوا يحكمون نصف العالم، وسيعيد الله عز وجل بإذن الله الحكم من جديد ، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ولا تنس في خضم سخونة الأحداث في فلسطين أن هناك قضايا أخرى تحتاج إلى جهدك وفكرك، وفي مقدمتها العراق الشقيقة المجاورة لك، وكذلك أفغانستان وكشمير، وكذلك المسلمون في التركستان الشرقية، وقَدَرُك أن توجد في زمان كثرت فيه آلام المسلمين، لكن تذكر أنه على قدر الجهد يكون الأجر بإذن الله، وعلى قدر الإخلاص يكون التوفيق من الله.
الوصية الخامسة: لا تغفلن النظر الدائم في الشئون العربية، وليكن من أخص خاصتك من يتفرغ لهذا الشأن، فمكانتك في قلوب العرب كبيرة، وقيمتك محفوظة، وأنا أعلم أن هناك ميراثًا قديمًا من الكراهية بين العرب والأتراك زرعته ظروف مختلفة، ولكن آن الأوان للتخلص من هذا الميراث البغيض، ولتفرِّق في نظرتك بين الشعوب العربية وحكامها؛ فالشعوب العربية عاطفية، وتحب الإسلام بفطرتها، ويتحرك هواها مع من رفع الراية الإسلامية ودافع عنها، وتنتفض للشهامة والرجولة والمروءة، وتسعد بالخطباء الشجعان، وتسير وراء القواد الربانيين، فإذا وجدت هذه الصفات في قائدٍ رفعته إلى السماء ولو لم يكن عربيًّا، ولقد سرنا قبل ذلك خلف نور الدين وصلاح الدين وقطز والظاهر بيبرس، وجميعهم ليسوا من العرب، والله عز وجل لا ينظر إلى الصور والأجسام، وإنما ينظر إلى القلوب والأعمال، فكلنا معك ما دمت مع الله، وكلنا نحبك طالما تحب كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
أما الحكام العرب فغالبهم يبحث عن مصالحهم الخاصة، وقد يكرهونك كثيرًا، ويبغضونك طويلاً، فإنه كلما علا نجمك خسروا، وكلما ذاع صيتك حزنوا؛ فشعوبهم المقهورة تقارنهم بك، وأين الثرى من الثريا؟! فلا يحبطنَّك تعليق من أجدهم، ولا يزعجنك مقال في إعلام بعضهم ، إنما هي فقاعات لا تلبث أن تزول {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد: 17]، فلا ترفعَنَّ عينك عن الأمة العربية، فهي عمقك الاستراتيجي، وسندك في مواقفك القادمة، ولتحرص على مواقف فاعلة في ميادين السياسة والاقتصاد والعلوم والإعلام، ولتعط اهتمامًا خاصًّا لدولة السودان؛ فشعبها الأصيل في حوجٍ لك، وقيادتها ليست بعيدة عن توجُّهك، ووحدتكما نفع للفريقين، وحماية للمسلمين، ونكاية للصهاينة، وخير كثير إن شاء الله. ولتهتم باللغة العربية، ولتعمل على نشرها في بلدك وفي الدنيا، فهي ليست مجرد لغة قوم من الأقوام، إنما هي لغة القرآن، فمن وعاها أدرك الكثير، ومن أتقنها فَهِم المعاني، وفتح الله له من أبواب المعرفة ما لا يدركه غيره.
بداية -سيدي الكريم- أنا أعلم أند أقدر مني على أمور السياسة، وأفهم مني على توازنات القوى في المنطقة وفي العالم، لكنني أردت أن أنقل لك خبرتي بالتاريخ، ودرايتي بالعلوم الشرعية؛ ولهذا فإنني أقول لك بصدق: لا ينصر هذا الدين -أستاذي العظيم- إلا من أحاطه من جميع جوانبه، ولا يُعِزُّ هذه الأمة إلا مَن صلحت عقيدته، وصدقت نواياه، ولا يستقيم لمن بدَّل في الدين أو حرَّف، أو لمن لعن أوَّل هذه الأمة أن ينتفض بحميَّة لحراسة العقيدة، أو ميراث المسلمين.
أخي الحبيب، إن التاريخ يشهد في كل مرحلة أن الذي يطعن الأمة في ظهرها لا يقدر أن يمد اليد لمساعدتها، وعليك أن تراجع تاريخ أجدادك العثمانيين الأشاوس العظماء مع دولة الصفويين الشيعة الإيرانية، وتراجع كذلك رد فعل أجدادك عندما انهمرت القوات الشيعية الصفوية على العراق فدمروا بغداد، وأراقوا دماء أهل العراق السُّنَّة بالألوف، ولا يخفى عليك أن هذا يحدث الآن في العراق، والقتلى السُّنَّة بالملايين وليسوا بالألوف..
أنا لا أدفعك -أستاذي الجليل- إلى صدام، وأتمنى أن يحفظ الله عز وجل بلدك وكل بلاد المسلمين ، ولكني أريدك أن تتعامل بمنهج عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال فيه : "لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يخدعُني". فنحن لا نمكر ولا نخون العهود، ولكننا لا نُخدَع كذلك، ولا يسخر من عقولنا أحد.
أحببت أن أوصيك كذلك بالنظر إلى المنطقة كلها لا إلى تركيا فقط، ولتعلم أن كل علاقة ستتنازل أنت عنها في المنطقة ستكون من نصيب إيران في المرحلة القادمة؛ فالعالم العربي في حالة من الضعف الشديد لن تمكنه من الصمود أمام المد الشيعي بقوة، وليس لهذا الأمر إلا أنت، فالحذرَ الحذرَ، ولتعلم -يا أيها الزعيم المسلم- أنك الآن أمل أهل السنة في العالم أجمع، وأن ظهورك في علاقة صداقة قوية مع زعماء الشيعة قد تهز صورتك عند الجموع الغفيرة من المسلمين السنة، فتكون خسارتك أكبر من مكاسبك، ونحن لا نريد لمثلكم ذلك.
أنا أعلم أنك تحرص على لقاءات الشورى مع أقرانك الأمناء، وخاصة الرئيس القدير عبد الله جول، ووزير الخارجية المحنك أحمد أوغلو، لكن هذا لا يكفي، بل يجب تربية جيل كامل من الشباب على نفس منهجك ورؤيتك واستراتيجيتك، وليكن ضمن هذا الجيل بعض الكوادر الخاصة المهيئة لإدارة الدولة بكاملها، أو إدارة بعض القطاعات فيها، ولتحرص على عقيدة هؤلاء ودينهم كما تحرص على مهاراتهم وحرفيتهم، فنحن لا نريد أمانة على حساب قوة، ولا قوة على حساب أمانة ، إنما يجب أن تعلم أن {خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص: 26].
ثم لترتفع بسقف طموحاتك أكثر وأكثر وتسعى إلى توحيد الأمة الإسلامية، وما المانع أن تعود الخلافة من جديد في زمانك أو بعد زمانك بقليل؟ إنها ستعود حتمًا كما وعدنا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا بد أن يكون لمثلك دور في عودتها، وليس بالضرورة أن تكون أنت على رأسها، فأنت رجل متجرد لله بإذن الله، فليكن على رأسها الأصلح في وقت قيامها، ولكن لا بد من بداية، ولا بد من خطوات، ولا بد من منهج، وأحسب أنك أقدر الأمة الآن على تدبير هذا الأمر وتنسيقه.. وأنا أعلم أن العالم لن يتركك، وأن أعداءك من غير المسلمين - بل ومن المسلمين ـ سيكثرون ويشتدون، لكننا نعلم أن الدعوات الصادقة يحاربها الأحمر والأسود من الناس، ولكننا نعلم كذلك أن النصر مع الصبر، وأن العاقبة للمتقين.
ولترفع سقف طموحاتك أكثر وأكثر وأكثر، ولتبدأ بنشر دعوة الإسلام في ربوع الدنيا، ولا ندعوك إلى سيف أو نزال، إنما بالتي هي أحسن، فلتفعل كما فعل سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم عندما أرسل رسائل إلى ملوك العالم وأباطرة وقياصرة وأكاسرة يدعوهم فيها إلى الإسلام، وكانت المدينة المنورة حينئذ أضعف من تركيا الحالية من ناحية السلاح والعتاد عشرات المرات، لكن قوة الإيمان حرَّكت هذه الدول الصغيرة لهداية العالمين.. وأنت الآن في مكانة مرموقة، ولك كلمة مسموعة، وقد رفع الله ذكرك في الشرق والغرب، فلا بد أنك مسئول يوم القيامة عن ذلك، فلا تكسل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا تجزع من كثرة الأعداء، ولا تحبط من ردود أفعال سلبية، أو استنكارٍ من بعض المساكين الذين لا يعرفون الله، وقد وصل أجدادك بالإسلام إلى أسوار فيينا، ووصلوا إلى البوسنة وكوسوفو، فلتصل أنت كذلك إلى غير ذلك من ربوع الدنيا..
وأنصحك أن تبدأ بأمريكا الجنوبية؛ فهي أرض بكر، وتاريخها مع الدول الاستعمارية الأوربية يؤهلها إلى الوقوف معك لا ضدك، وهم يحبون المسلمين بشكل عام، وليس لهم تاريخ من العداء معهم وبعضهم له مواقف أصيلة في نصرة قضايا المستضعفين في العالم، ومنها بعض المواقف ضد الكيان الصهيوني، وعندهم شورى حقيقية في معظم أقطارهم، وحتى الآن لم تصل إليها الدعوة الإسلامية كما ينبغي لبعد المسافات، وقلة الإمكانيات، وصعوبة اللغة، وهذا كله في يدك بإذن الله، فلترسل الدعاة تلو الدعاة، ولتُنشِئ المراكز تلو المراكز، ولتبعث بنفسك رسائل دعوة إلى الإسلام لعظمائهم وكبرائهم، ولتبدأ بشافيز رئيس فنزويلا؛ ففيه خير كثير إن شاء الله، وأحسب أنه لو علم الإسلام لاعتنقه، فهو يقوم بكثير من فروضه وأوامره غير أنه لا يوجِّه ذلك إلى الله عز وجل ، فلتكن عونًا له على الإيمان، ومن أدراك لعله إذا أسلم أن يسلم شعب فنزويلا بإسلامه، بل ولعل الإسلام يدخل إلى كل أمريكا الجنوبية، ويصبح هذا كله في ميزان حسناتك، وليس هذا على الله بعزيز ! وقد تحولت شمال إفريقيا وغرب آسيا إلى الإسلام في سنوات معدودات ثم انتشر بعد ذلك في كل مكان، وكذلك تحول شرق أوربا زمان أجدادك العثمانيين الأبطال إلى الإسلام، ثم انتشر إلى ربوع أوربا..
إن نشر الإسلام هو أجلُّ مهام الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن بعده الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ، ومن بعدهم المجاهدون الأبرار من أبناء هذه الأمة، وأحسبك منهم إن شاء الله، والله حسيبك.
الوصية العاشرة: المرء -أستاذي الجليل- قليل بنفسه، كثير بإخوانه، فلتحط نفسك ببطانة الخير، وليكن العلماء من أخص خواصك، وخاصة العلماء الربانيين الذين لا يطلبون مالاً، ولا يرغبون في سلطة، إنما يهدفون إلى نفع الأمة الإسلامية، والذين يحرصون على آخرتك أكثر من حرصهم على دنياك، ولئن تصحب أناسًا يخوِّفونك حتى تبلغ مأمنًا، خير لك من أن تصحب أناسًا يؤمِّنونك حتى تبلغ مخافة، والعلماء الصالحون كُثُر والحمد لله، ولا تكتفي بعلماء تركيا، ولكن انظر إلى علماء المسلمين جميعًا، فتواصل معهم، واطلب نصحهم، واسمع لهم، وتقبل منهم، واحرص على دعائهم؛ فإن لهم في الليل سهامًا لا تخطئ، والواحد منهم قد يشفع في أمة يوم القيامة، وهم على كل حال ورثة الأنبياء، وقادة الأمة، وهداية العالمين، فلا تفوتَنَّك صحبتهم، فهي أغلى من أموال الدنيا جميعًا.
كانت هذه هي وصيتي العاشرة لك -أستاذي الجليل- فتلك عشرة كاملة..
ولعل آخر ما أختم به رسالتي لك هو أن أعرب لك عن كامل فخري بك، وعظيم سعادتي بجهدك، وكم تمنيت أن ألقاك لأقبِّل رأسك، وأشدَّ على يدك، ولأقول لك: جزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء!! فقد بيضت وجوهنا، ورفعت رأسنا، وشرحت صدورنا، وأسأل الله عز وجل أن يجعل نيتك صادقة وعملك صالحًا، وخاتمتك سعيدة، وآخرتك في صحبة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
تلميذكم
راغب السرجاني
مواضيع متشابهة:
إذا أعجبتك مدونتى قم بنشرها واشترك بها ليصلك كل جديدها.
الأكثر مشاهدة
المشاركات الشائعة
-
كاتب المقال مشرف مدونة ورود الحق بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجعين وبعد : فقد طالعتنا الصحف والمجلات و...
-
أولا: مفهوم الثبات والمرونة : تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين : ا لأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل الت...
-
موقع الإخوان المسلميبن ـ ورود الحق بقلم: د. عماد عجوة القيروان.. مدينة تونسية تقع على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، وعلى بُعد 57 كم من مدين...
-
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وبعد : مدونة ورود الحق حينما كنا طلابا في الصف الثالث الإعدادي بل وفى ال...
-
موقع إخوان أون لاين ـ مدونة ورود الحق إذا كنا نحتفل بيوم الهجرة فيجب أن نكون جديرين بالاحتفال بهذا اليوم، يجب ألا يكون احتفالنا بالهجرة ...
-
تأليف صاحب مدونة ورود الحق عندما تغرب الشمس ويقفر الطريق ونفقد الرفيق ويشتد فينا الحريق حيث لا ماء لا بريق عندما يضيع المرء فى بحر من الأوه...
-
خاص ـ ورود الحق هلاك الظالمين نعمة كبرى ومنة عظمى ، قال تعالى ، ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ) " الأنعام 45...
-
كاتب المقال مشرف مدونة ورود الحق بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأ...
-
مدونة ورود الحق ـ الإسلام اليوم هانئ رسلان تعيشُ الخُرطوم هذه الأيام أجواءًا من الترقُّب المشوب بالقلق؛ بسبب...
-
حينما يشتد الظلم وتشتد ظلام الأيام وتتفرق الأمانى والأحلام وتتشتت الأسرة بين دياجى الظلم والطغيان تنزف الدموع وتنسكب ويتحسر القلب وينفجر وتض...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2010
(156)
-
▼
أكتوبر
(19)
- الإبداع والابتكار
- السودان وأزمة الانفصال : السودان على مفترق الطُّرق
- السودان وأزمة الانفصال : عندما ينفصل جنوب السودان
- السودان وأزمة الانفصال : مآلات انفصال جنوب السودان
- السودان وأزمة الانفصال : هل يختفى السودان من الجنوب؟
- السودان وأزمة الانفصال : استفتاء السودان .... نار ...
- رسالتي إلى أردوجان بقلم د. راغب السرجاني
- تقرير مصير السودان.. لا مصير الجنوب
- أخوات الأزهر بين فكى الأمن وتدليس الصحف الحكومية ا...
- الفصل الأول ...... ما هى النصرانية ؟ الجزء الأول
- أوضاع العالم الآن
- كينيا: وفاة رجل تزوج 134 امرأة ولديه 363 ابنا وحفيدا
- قصص من روائع حضارتنا : إسهامات علماء المسلمين في ...
- روائع من قصص حضارتنا : التصور العقدي في الحضارة ا...
- إسهامات المسلمين في تصحيح عقائد الأمم السابقة
- حقيقة ما يجري على السودان
- سهرة خاصة - أزمة تقسيم السودان
- علم المواريث ................. 1
- ظلم الحاكم وهروب المظلوم (فى رحاب قصيدة هذى البلاد...
-
▼
أكتوبر
(19)
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
التسميات
- أزمات الأمة (38)
- الخلافة الأموية (1)
- الدولة العثمانية الجزء الثانى (12)
- الدولة العثمانية الجزء الرابع (3)
- الدولة العثمانية الجزء الأول (8)
- الدولة العثمانية الجزء الثالث (10)
- السودان وأزمة الانفصال (10)
- الشيشان جرح ينزف (7)
- النصرانية ما بين التعريف والتحريف الجزء الأول (1)
- تاريخ الأندلس (1)
- تاريخ أمة (42)
- تاريخ حماس والدفاع عنه (1)
- تاريخ فلسطين (2)
- تحليلات هامة (11)
- تربية الأطفال (1)
- تركستان جرح ينزف (8)
- حدث فى مثل هذا (2)
- دروس فى الفقه (1)
- شخصيات إسلامية (2)
- شخصيات أسلموا (2)
- صحابة الرسول (1)
- عجائب التكنولوجيا (1)
- على الصلابى (1)
- عن الإخوان والبنا (4)
- غرائب من الحياة (1)
- غزة بين النار والحصار (7)
- فتاوى اقتصادية (1)
- فتاوى الدكتور منير جمعة (5)
- فتاوى عامة (6)
- فقه السنة (3)
- فلسطين (9)
- فيديو مؤثر (4)
- قالوا عن الإسلام (3)
- قصص من روائع حضارتنا (23)
- كتاب الكبائر للإمام شيخ الإسلام الذهبى (4)
- كشمير جرح ينزف (7)
- كوسوفا جرح ينزف (5)
- مساجد لها تاريخ (1)
- مقالات الأستاذ ثامر عبد الغني سباعنه (1)
- مقالات الدكتور منير جمعة (17)
- مقالات المشرف (13)
- مقالات رمضانية (1)
- مواعظ الإمام ابن الجوزى (16)
- نقاشات (1)
بحث
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Categories
المتابعون
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات
0 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك
اكتب تعليقك ورأيك