أحدث الأخبار
مقالات اليوم

ظلم الحاكم وهروب المظلوم (فى رحاب قصيدة هذى البلاد لم تعد كبلادى لفاروق جويدة )


خاص / مقالات مشرف مدونة ورود الحق
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين والمبعوث رحمة للعالمين والخاتم الأمين لرسالات النبيين وشفيعنا يوم العرض ويوم الدين يقول الله تعالى فى كتابه العظيم : {وما للظالمين من أنصارٍ} أى أن الظلم مفسدة على الظالم قبل المظلوم وهلاك له فى الدنيا والآخرة فالمظلوم إن ظلم فحقه محفوظ يوم القيامة فله يوم ترد فيه مظلمته وله فى الدنيا دعاء مستجاب له ، أما الظالم فلا ينفع ظلمه فى كسب مال ولا جاه إلا فى الدنيا التى تزول وما له من نفع فى الآخرة بل عذاب فيه خلود بلا انتهاء وأزمان بلا انقضاء ونيران بلا انطفاء فليحاذر كلا منا الظلم
ولنتق عواقبه فيقول الله ـ عز وجل ـ فى كتابه الكريم : {إنه لا يفلح الظالمون} ويقول أيضا : {ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون} ويقول أيضا : {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} . هذا هو جزاء الظالمين الذين يعثوا فى الأرض بغيا وجورا وفسادا . ولكن ماذا يفعل المظلوم لكى ترد له مظلمته ؟ وماذا لو كان ظالمه حاكمه الذى يحكم بلاده ؟ وما هو موقفه فى ظلمه وفساده على الناس أجمعين ؟ هل يترك حقه تواكلا على الله وليس توكلا عليه ؟ أم يطالب بحقه المغتصب بكل الوسائل المشروعة له ؟ وما هى هذه الوسائل التى يمكنها أن تتوافر لدى هذا المظلوم كى يتخذها له عونا على الظالم ؟
من البين أنه لايحق له أن يترك حقه ومظلمته على قدر استطاعته لا يكل ولا يمل وعليه بالدعاء فهو هنا كالمضطر فى قوله تعالى :  { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } (النمل62) ويقول الرسول ـ صلوات ربى وسلامه عليه ـ : (عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن وقال له : " اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ") رواه البخاري ومسلم . وإن كان الظالم هو الحاكم لا يحق لنا الوقوف مع معرفتنا بظلمه وفساده فالظلم أس الفساد والهلاك  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا رأيت أمتي تهابُ أن تقول للظالمِ يا ظالم فقد تُودِّعَ منهم" رواه الحاكم في المستدرك. وعلينا أن نعلم أن رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم  ـ يحثنا في هذا الحديث على مواجهة الظالم وزجره عن ظلمه ويبين لنا خطورة ترك هذا الأمر. فإن الناس إذا تركوا تحذير  الظالم وزجره  في وجهه فإن الله تبارك وتعالى يتخلى عنهم أي يقطع نصرتَه عنهم . والرسول تحدث عن أمته أنهم إذا وصلوا إلى حالة يهابون فيها أن يقولوا للظالم يا ظالم عندئذ تودع الله منهم أي تركهم الله ووكلهم الى أنفسهم أي قطع عنهم نصرتَه.
وفي هذا الحديث دليل أن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يقال للظالم في وجهه " يا ظالم " لزجره ولتحذير الناس منه ، لأن الظالم لما يعلم أن بعض الناس تواجهه أمام الناس بوصفه بما فيه يرتدعُ وإن لم يرتدع هو كانت مواجهتنا له عظةً واعتباراً لغيره كي لا يفعل فعلتَه لأنه سيقول في نفسه " إن أنا فعلت مثله سيخرج لي واحد يحذر مني في وجهي ويفضحني أمام الناس ". عندها يكف عن  ظلمه مخافة عاقبة السابقين له .
لذا الوقوف أمام الظلم بأنواعه أمر لا ريب فيه وقول الحق أمام الظالم ولو كان حاكما ورئيسا لابد من أن يقول كلمة الحق ويقول له أنت ظالم فى كذا وكذا وكذا ولا يخافه ولا يهاب سطوته وإليك أدلة على ذلك :
يقول الله ـ عز وجل ـ :  (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) فعبد الله بن عباس يقول ـ عن هذه الآية ـ : والله إن هذا الآمر بالمعروف والناهى عن المنكر والقائل بالحق وفى رواية ( القائل بكلمة الحق ) يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله ولما سمع عمر بن الخطاب رجلا يقرأ هذه الآية قال : إنا لله وإنا له راجعون ذاك رجل صدع بالحق وفى رواية أخرى ذاك رجل أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فقوتل فقتل وما رواه الحاكم فى مستدركه عن حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فنصحه وفى رواية أخرى فنهاه فذاك من الشهداء) وما رواه أحمد والإمام النسائى وابن ماجه واللفظ عند أحمد فى مسنده من حديث أبو أمامة -رضى الله عنه - (جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حجة الوداع عند الجمرة الأولى وقال يا رسول الله ما أفضل الجهاد عند الله فنظر إليه الرسول ولم يجبه فرمى الرسول الجمرة الثانية ثم لما كان عند العقبة عند جمرة العقبة قال أين السائل أين الذى كان يسأل قال الرجل : هائنذا يا رسول الله فقال النبى أفضل الجهاد قول الحق عند إمام جائر ) وما رواه أحمد وابن ماجه ورواه نصر بن ماجه من حديث أبى سعيد الخدرى- رضى الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يرى الحق ولا يقوله ) فبكى أبو سعيد الخدرى وقال كم رأينا من الحق فهبنا الناس ونحن فى زماننا هذا نقول مثلما قال أبو سعيد الخدرى كم رأينا من الحق فهبنا الناس .
هذه المقدمة الطويلة ما كانت بغيتنا لكننى آثرت أن أبدأ بها تذكيرا لا تعريفا لكم لكى نستبين بعد ذلك مدى الظلم الذى نحن نحياه ومدى صمتنا الممقوت إيذاء هذا الظلم والفساد والطغيان وهذا الفساد يكون من :
1 ـ  ظلم الأب والأم لأبناءه بعدم تربيتهم على الدين والأخلاق والقيم وتركهم فى مهب الجهل والفساد والإفساد .
2ـ ظلم المدرس والطبيب والتاجر للطلاب والمريض والمشترى على الترتيب بإهمالهم وظلمهم فيظلم المدرس طلابه بألا يتقن فى عمله والطبيب يظلم المريض فى التشخيص الخاطئ والتعجل فى التطبيب والمغالاة فى ثمن التمريض والتاجر يظلم إذا طفف الميزان فأخذ ما لم يكن حق له فيظلم من يبتاع منه .
3ـ ظلم الحاكم للمحكوم وفساده وعدم عمله بالمسئولية التى وضعت على عاتقه وكان ليس أهلا له .
وهناك كثير وكثير من الظلم لكنى آثرت أن اذكر تلك الأنواع لأنها تكاد تشملهم جميعا فالظلم الأول هو الظلم بين الأسرة الواحدة والتى هى نبع المجتمع وعوده فإذا سقطت الأسرة سقط المجتمع وهذا ما نراه فى بيوت المسلمين الآن ـ إلا من رحم ربى ـ فأصبحت بيوتنا مفككة لا ترى فيها دينا ولا أخلاقا ولا حمية لهذا الدين ومثل هذه البيوت لن تخرج لنا رجالا يحملون الرسالة من جديد وبينما الظلم فى الحالة الثانية هو ظلم فى التعاملات أى تعاملات بيئية فالبيئة التى يعيش فيها الفرد إذا كانت لغة التعامل بينها هو الظلم فكيف تتوحد الأيادى فيها وتلتف السيقان مع بعضها لغرض الإصلاح كيف والقلوب متنافرة كيف والأفئدة بلا وصال والعقول بلا عقال ولا حول ولا قوة إلا بالله إذا الأسرة ثم البيئة فالمجتمع فماذا تبقى غير الذى يحكمهم ومسئوليته أمام هذه المظالم وكيف يظلمهم بفساده وطغيانه وعدم تحركه لحل تلك المشلات بل يتمادى ويظلم هذا وذاك .
وها نحن عيش عصر استبداد وظلم وطغيان وفساد مستشرى فى البلاد وحاكم ظالم مستبد باع القرآن والدين والناس باع أحلامنا بأبخس الأثمان سرق ونهب ثروات البلد وترك الشعب فى مهب الجوع والفقر والجهل والذنوب واستباح الحقوق واعتقل الشرفاء وبطانته من السفهاء الجبناء عصبة استحكمونا ونهبوا أموالنا غصبا وظلما وباعوا ديننا واتبعوا هواهم وأنفسهم الظلماء وقلوبهم العمياء وآذانهم الصماء وترى النفاق فى الإعلام كل يبحث عن كنف الرئيس ولا أحد يعلم كنف الله عز وجل وتناسوا هؤلاء ما قاله الله عز وجل عن الظلم وعاقبة الظالمين هذا العصر سيكتبه المؤرخون الشرفاء بوضعه فى أسوأ مكانة ففيه تركنا عزتنا واستحببنا الخمول والذل والهوان هؤلاء العصابة نجحوا فى الظلم والفساد وسرقة الأموال والعتاد جعلوا  ولكن السؤال هنا أين الشعب الذى ناضل وكافح من قبل لنيل العزة والشرف والاستقلال عن الاحتلال الإنجليزى والفرنسى أين الذين وقفوا مع العز ابن عبد السلام وأيدوه يوم المماليك . أين شعب مصر الذى كان يأبى الذل والهوان أينه الآن نجح الحاكم الظالم وبأفكار اليهود ومخططاتهم إقصاء الشعب عن حلبة الصراع فابتعدوا وتركوا الأمر لمن يبيع الأرض ويهتك العرض . فازدادت المحسوبية والواسطة والبطالة وغلاء الأسعار وقلة الأجور وكثرة الفجور وعلاقة الناس بالله تزداد فى الفتور فانحلت الأخلاق واضمحلت العلوم وسقطت القيم وكمدت الهمم وضمرت الأيادى وخمدت القلوب وعميت العيون وصرنا عرايا بين الأمم وقد كنا من قبل قوما تقود صرنا نقاد بعدما كنا نسود صرنا اليوم عباد  .
 نعيش الآن فى رحاب قصيدة الشاعر فاروق جويدة والتى بعنوان (هذى البلاد لم تعد كبلادى ) والتى نشرت فى جريدة الأهرام .
قد عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟
أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي؟
كل شئ قد تغير تبدلت الملامح والأركان وصارت مصر الحديثة بعيدة عن عصر القدم فقد كنا نعيش وسط الزروع الثمار نجنى مما نزرع ونحصد مما نقصد وكان الخير منتشرا والبلاد فى رخاء وازدهار كل شئ تغير فأين ثروات مصر أين النخيل أى أين حصاده وثماره   وأين دفء الوادى أى أين الأمان فى المعيشة إنها صارت جمرا على القلوب قاسية على الحبوب فالأرض جفت والسماء أجدبت وازدادت فى الفقر وسقطت مصر فى مغبة الفقر والجهل .
لا شيء يبدو في السماء أمامنا
غير الظلام وصورة الجلاد
 هو لا يغيب عن العيون كأنه
قدر كيوم البعث والميلاد
أى اختفت الشمس التى كانت تأوينا بنورها وغابت السحاب التى تروينا بماءها فلا يعد غير الظلام والظلم والفساد فلا نرى غير الجلاد الذى يجلد الشرفاء ويجلد كل ساع إلى حقه  رغم وجود القمر الذى يحاول أن يسطع السماء بنوره لكن هذا النور يغشى عليه من ضربات الجلاد وعوامل الإفساد . فصورة الجلاد وهو رمز للفساد والطغيان والاستبداد لا تزول كأنه علينا حق معلوم وقدر كيوم ميلادنا ويوم رحيلنا ويوم نشورنا لا افتراق بيننا وبين هذا الجلاد الذى يضرب بكل ما أوتى من قوة على ظهر كل من يسعى جاهدا أو يحاول الاقتراب من الخطوط الحمراء التى يجب ألا يتعداها أحد .
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي
أبني قصورا من تلال رمادي
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي
لا تستبيح كرامتي وعنادي
نعم نصرخ فى الآفاق أين حقوقنا أين أقواتنا أين ثروات بلادنا لما نتغرب فى بلاد لا نعرفها لم نعرض أرواحنا للموت بغية العيش الكريم بعيدا عن أوطاننا . فنحن نبنى مستقبلنا كمن يبنى القصور من رماد فالقصور تبنى على رماد أى أننا نحلم بالعيش الكريم على أنقاض أرواحنا نبنى مستقبلنا على أطلال الموت وأرباع أحلام يقظتنا . نحن بنينا الحلم والموت يسرقه وهم من جعلوننا نحلم ونبنى القصور على الهواء . وهذا الحلم نريد أن نبنيه حتى لا أقابل العيش بالكرامة فنحن نحب الكرامة فلا تستبيحوا كرامتى وكبريائى مقابل العيش الكريم .
اشتاق أطفال كحبات الندى
يتراقصون مع الصباح النادي
أهفو لأيام توارى سحرها
صخب الجياد وفرحة الأعياد
اشتقت يوما أن تعود بلادي
غابت وغبنا و انتهت ببعاد
نعم نشتاق لأيام الصبا نعيش بين ذكريات زمن مجيد لا نرى فيه ظلم ولا أزمان الوعيد نعيش صباح الرخاء والعيش الرغيد ونحيا حياة يملؤها أفراح اليوم السعيد واشتقنا أن تعود بلادى إلى عهدها القديم رخاء ورغد وسعادة ودين . لكنها غابت طلتها وضعفت قوتها .
في كل نجم ضل .. حلم ضائع
وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى أسراب طير راحل
نسي الغناء ....فصار سرب جراد
نعم كل يوم نرمى بأرواحنا سبيل أحلام نعيشها فيضيع الحلم ويفنى الجسد ويتحول الحلم إلى أكفان وثياب الحداد نلبس عليه ومعنا السماء بسحابها سوادا وحزنا على أرواحنا التى زهقت وأحلامنا التى سرقت وأقواتنا التى نهبت وأعمارنا التى نزعت  وشبابنا الذى ضاع وأفكارنا الذى تبعثرت وأقدامنا التى تعثرت وأيامنا التى باليأس تمخضت .
هذه بلاد تاجرت في أرضها
وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبق من صخب الجياد سوى.... الأسى
تاريخ هذه الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي
تبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها
حملت سفاحا فاستباح الوادي
باتت بلادنا ليست بلادنا بعناها تجارة وأهلها بيعوا مع الأرض باعونا بأسعار بخس وما حصلنا على أثماننا إلى الشروع فى الغربة والبحث عن أوطان لا زال فيها العدل والحق يسرى ولازال الخير فيها ينبع مع اختلاف الثقافات والأديان فبلادى ما تبقى منها لم يعد من ملكنا لم تعد الأرض أرضنا نسكن عليها وكأننا أغراب يوما ستزجنا إلى الهجرة غصبا وكرها فلم يعد ببلادى غير الأسى وعذاب الظلم والكى بالفقر والجهل والتألم مع تاريخ هذه البلاد النى كانت فيها من الخيرات ما فيها لكنها نهبت وسرقت  ولم يعد فيها غير صوت الجلاد وآثار السياط . وعصبة استباحوا الأرض وهتكوا العرض .
لم يبق غير صراخ أمس راحل
ومقابر سأمت من الأجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا
بالقهر... والتدليس... والأحقاد
وماذا يجدي صراخنا وعويلنا هل يعود ذاك الأمس الذى رحل  هيهات أن يعود المرء بعد الممات ويقول نعود لكى أجود وأذود عن الحق هيهات فالأمس الذى رحل لن يعود والحق الذى يسلب بالقوة يعود . نعم عصابة من حاكم ظالم مستبد فاسد جائر سرق البلاد وأغرق السماد وفك الأوتاد وانسابت على الشعب عناصر الإفساد فأكلوا الحقوق وضيعوا الأقوات ووضعوا تحت أقدامهم ثروات البلاد وتركوا الآباء والأحفاد بلا سكن بلا عتاد  عصابة تبلورت على التدليس والقهر والأحقاد.
ماعاد فيها ضوء نجم شارد
ماعاد فيها صوت طير شادي
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا
وتزورنا دوما بلا ميعاد
كل شئ ضوئه يفنى وصوته يبلى وعم الحزن الأرجاء بل صارت الأحزان عهد بيننا لا انقضاء ولا انتهاء بداية بلا نهاية فالأحزان كثيرة والمآسى عديدة لا ميقات لها معلوم ولا انتهاء لها مرسوم .
شيء تكسر في عيوني بعدما
ضاق الزمان بثورتي و عنادي
أحببتها
أحببتها ......حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغض ..... للأوغاد
كل شئ تكسر كل شئ أراه مكسورا فى عينى وضاقت على الأرض والأزمان فلابد أن أثور على فسادها ةهنا الرحيل أفضل لثورتى فقد ضاقت الأرض بما رحبت وسرقت الحقوق من الأوغاد فكيف أحيا فى وطن يسرقنى ويبيع أيامى وأموالى للأوغاد .
لم يبق فيها غير ...... صبح كاذب
و صراخ أرض في لظى استعباد

لا تسألوني عن .... دموع بلادي
عن حزنها في لحظة استشهاد
فما الذى يبقينى فيها فالعيش فيه استعباد وذل وهوان فبلادى الآن فى لحظة استعباد وقهر وإفساد من هذه العصابة التى استحكمت بقواها على الشعب فقتلت الشباب بنهب أقواتهم . وهنا وعند الاستعباد يكون الاستشهاد حيث أننا لا نحب الاستعباد ولن نرضى به إذا يموت المستعبدون ونبقى نحن بالكرامة ونثور وإن كان هذا على أطلال الموت وأنقاض الأرواح .  
في كل شبر من ثراها ..... صرخة
كانت تهرول خلفنا و تنادي
الأفق يصغر .... والسماء كئيبة
خلف الغيوم .... أرى جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا
والريح تلقي للصخور عتاد
ووسط  الأمواج التى سترحلنا إلى الوطن الجديد تتلاطم الأمواج وتصطك بالأحزان وتتعالى صرخات النحيب والسماء مظلمة والمكان يضيق حولنا وكأننا فى كهف من الجبال السود ليلا وتقذف الأمواج علينا صخور الجبال كل هذا هو فى سبيل الهروب من الوطن المسلوب .  
نامت على الأفق البعيد ملامح
وتجمدت بين الصقيع أيادي
ورفعت كفي قد يراني عابر
فرأيت أمي........ في ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها
كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا
تتزاحم الأجساد في الأجساد
وسط تلاطم الأمواج وبرودة الجو ماتت أيادى وزهقت الأرواح وأكلت الأجساد ورفعت الأيادى لتستغيث وللدعاء بأن يرفع الله عنهم البلاء وصرخة اللأواء ولكن هيهات وكيف وقد اقترب الممات فتعانقت الأجساد ولبست الحداد الأمهات وبكت عليهم وطبقت عليهم الحسرات فقد ماتت الأحلام والأمنيات وازدادت الآهات وانسابت الدمعات فلا مجيب هناك ولا حبيب . ضاعت زهور شبابنا وابتلع البحر آجالنا لم يرحم أحلامنا وطموح فؤادنا ونقاء صدورنا وضعف حيلنا فراح يأل أجسادنا .
حتى الشهادة راوغتني لحظة
واستيقظت فجراً أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه .... وجه بنيتي
ودعاء أمي .... كيس ملح زادي
ردوا إلى أمي القميص.... فقد رأت ما لا أرى
من غربتي ... ومرادي
كنا نعرف أى منقلب ستنقلب الآجال لو تعثرت أقدامنا ولكن الأحلام سيطرت على الفؤاد والشوق للعيش الكريم يدفعنا بأن نبنى القصور على الرمال وعلى شطآن الأمواج فلم نطيع إلا خطواتنا وأحلامنا قالتها أمهاتنا الملح أفضل من الغربة والبعد عن الأوطان والقناعة بالموجود أولى بالبحث عن المفقود وعلى طريقة يدنا يوسف عليه السلام أذهبوا بقميصى لأمى لتعرف كيف ابتلعته ذئاب البحر وأمواجه وأنها كانت محقة فى قولها أما وقد وقعت الواقعة وما لها من رجعة ولا مانعة فقد ذهبت الأمانى وضاعت الأحلام فلن تعود الأرواح والأجساد بل ذهبت  تأكلها أسود البحار .
وطن بخيل .... باعني في غفلة
حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود .... مواكبا
للجوع تصرخ في حمى الأسياد
وطن باع ساكنيه وعصبة استحلوا دماء مواطنيه وازداد الفقراء والجوعى بين ربوعه أصحاب الأرض صاروا عرايا وكلاب الغرب تنعم بالمزايا والعطايا هم أسياد مال لا أسياد حق هم أسياد الظلم والفساد . 
كانت حشود الموت تمرح حولنا
والعمر يبكي ..... والحنين ينادي
ما بين عمرٍ ...... فر مني هاربا
وحكاية يزهو بها أولادي
أى حنين بعد تناثر الأشلاء والموت يسكن الأرجاء وأى عمر بعد ذاك يبكى قد صارت أيامكم ذكريات والباقى منكم لا يريد الأمنيات كل شئ كان فيه قد سلب كل شئ كان بحلمه نهب . سيتشوق الأولاد سماع قصتكم صيد ثمين بلا جهد لأمواج البحر وأسودها شباب باعوا أرواحهم فى سبيل العيش والهروب من ظلم الوطن .
عن عاشق هجر البلاد وأهلها
ومضى وراء المال والأمجاد
كل الحكاية ...... أنها ضاقت بنا
واستسلمت للص والقواد
وكلنا للوطن عشاق ولكنها ما أعطتنا ما نستحق وواستحكمها حاكم ظالم مستبد فضاقت بنا الأرض بما رحبت فكان الحلم بالهروب ولو كان فيه صوت  الموت أقرب فى الوثوب .

في لحظة...... سكن الوجود
تناثرت حولي مرايا الموت والميلاد
 سكن الوجود وبانت السدود وتبعثرت أحلامهم واستحكمتهم القيود وتناثرت فى عقولهم أفكار الموت واليأس والقنوط .
قد كان آخر ما لمحت على المدى
و النبض يخبو
صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله
وعلى امتداد النهر يبكي الوادي
 هم يضحكون لأنهم سكنوا القصور الفارهة نهبوا الحقوق وسرقوا الجيوب وعينوا  الأعوان من كل فاسد خوان وكل شئ فى الوطن يبكيهم الأرض تبكى والبحار والسماء بالدمع تجود .
وصرخت..... والكلمات تهرب من فمي
هذي بلادُ............ لم تعد كبلادي !!!
لكنها هنا هى بلادى ولن أستميل هى بلادى لا ريب فى هذا أو دليل .

ساعدنا فى نشر هذا الموضوع:

0 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك

اكتب تعليقك ورأيك

اشترك ليصلك كل جديدنا...
تابع خلاصة المدونة
بعد الإشتراك :ستصلك رسالة على بريدك الإلكتروني يرجي الضغط على رابط التفعيل فيها ليتم إدراجه في الخدمة الإخبارية , ان لم تصلك الرسالة على صندوق البريد الوارد حاول ايجادها في جنك ميل.!
Subscribe via RSS Feed
إعلانات مواقع أخرى
Template By SpicyTrickS.comSpicytricks.comspicytricks.com
للتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانى
الأكثر مشاهدة
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
بحث
Categories
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات