بقلم / (ورود الحق )
لقد آلمنى وأحزننى ما قررته لجنة كلية دار العلوم بمنع المنتقبات دخول الامتحان وهذا يعد تعنتا آخر ومحاربة صريحة للنقاب وكأن لم يعد هناك ما يعوق التقدم العلمى بأرض الكنانة سوى خلع ثوب العفاف والتقى وكأن التبرج هو السلاح النووى الذى سيقضى على التخلف والركود المدوى للمسلمين فى كافة المجالات هو الذى سيقضى على البطالة هو الذى سيبنى مواطن القوة ويعيد مجد الأولين هو الذى سيقهر اليهود ويبيدهم .
هم أعلنوا التحدى ولكنهم لم يعرفوا بعد قوة وسلطان ما يتحدونه .سيعود عليهم ما اكتسبوا عذابا وجحيما بلا مفر بلا منفذ هم الآن يتبعون أهوائهم ومن اتبع هواه فقد غوى وهم بمن اتبعوهم ضالون طريق الهدى والرشاد إلا أن يتوبوا ويرجعوا ويصبحوا على ما فعلوا نادمين .
وقال الله عز وجل (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون ) ويقول أيضا جل جلاله :(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ويقول أيضا جل شأنه :(ولا يحيق المكر السىء إلا بأهله ) صدق الله العظيم .
فحاربوا وامكروا فلتعبدوا صنما ولتبنوا كنائسا فكل نفس ما كسبت رهينة ورسولنا الأمى العربى ـ صلوات ربى وسلامه عليه ـ يقول ـ وما يقول إلا الحق ـ :( عن سهل بن محمد ـ رضى الله عنهما ـ قال : جاء جبريل إلى النبى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : " عش ما شئت فإنك ميت , واعمل ما شئت فإنك مجزى به وأحبب ما شئت فإنك مفارقه , واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل , وعزه استغناؤه عن الناس " ) ( رواه الطبرانى فى الأوسط وإسناده حسن .انظر الترغيب والترهيب )
أسألكم بالله يا من وافقتم على هذا القرار أمِن علمٍ هذا القرار ؟ أم أنه حفاظًا على المنصب والجاه ؟ فإن كان لعلمٍ فبينوه وانشروه ـ ولكن أنّى لكم هذا ـ وأما إن كان لمنصب فلست لكم بناصح وأنتم على علم بالحكم والعبر ولكن أذكركم بما تحفظونه
فيقول الشاعر :
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها***هل راح منها بغير القطن والكفن
يا أساتذتى الكرام هداكم الله راجعوا أنفسكم واسألوها أمطمئنة أم يشوشها القلق والحيرة والريب .فعودوا لقراركم وراجعوه جيدا وانظروا ماذا جنت يداكم وحاسبوا أنفسكم وقوموها على الحق .
وأختم قائلًا : لا تسألوا الظالم لم ظلم واسألوا المظلوم لما يسكت عن الظلم .

كتبت تحت قسم مقالات المشرف