أحدث الأخبار
مقالات اليوم

حكم تصديق أخطبوط البرادعى

الدكتور منير جمعة 
ما حكم تصديق الأخطبوط الألمانى بول ؟ وبخاصة أن بعض الشباب زعموا أنه يتوقع فوز البرادعى لو رشح نفسه فى انتخابات الرئاسة المقبلة أمام جمال مبارك ؟ .
يجيب على هذا السؤال فضيلة الدكتور منير جمعة الأستاذ بجامعة أم القرى بالسعودية  :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:
فإن عظمة الإسلام تتجلى فى اعتماده على الحقائق لا الأوهام حتى فى جداله مع المنكرين للربوبية ، حيث  يقول رب العالمين : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ).  
وإنه لمن المؤسف حقا أن تنتشر ثقافة الخرافة بين أبناء الدول الغربية الذين يفاخرون بأنهم علموا الجيل المعاصر الجدية والمصداقية والاعتماد على العلم والحقائق الثابتة .
لكن ما يُؤسفنا أكثر وأكثر هو دخول هذه الثقافة ـ ثقافة الجهل والخرافة والشعوذة ـ إلى أبناء جلدتنا هنا فى بلادنا العربية والإسلامية ! فقد تابع كثيرون منا توقعات المنجمين بنتائج مباريات كأس العالم الأخيرة وقد شاهدت بعينىًّ فى الشهر الماضى كيف كان الإقبال الجماهيرى الحاشد على مكاتب المراهنات فى أوربا فى أثناء جولة لى هناك .
وقد كانت قمة الاستخفاف والخرافة اقتناع كثير من شعوب دول العالم بصحة توقعات الأخطبوط الألمانى بول ولا نستطيع أن نقول فى شأن هؤلاء  إلا كما قال رب العالمين : {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)}( سورة النجم).
وإذا كانت الشعوب الأوربية تقوم بذلك العبث بغرض التسلية والترفيه فى أوقات الفراغ فى أمر هو فى الأصل هزل لا جد فيه وهو ميدان كرة القدم فكيف ساغ لبعض دعاة التغيير فى مصر أن يستخدموا هذه الوسيلة التافهة للتعبير عن أمر جاد لا هزل فيه !  وهو أمر اختيار رئيس الجمهورية القادم  فى مصر؟ ذلك الاختيار الذى ينبغى أن يرتبط بمدى جدية كل مرشح ومدى تأثيره فى الجماهير لا بالتكهنات الخرافية ولا بالحيل الساذجة .
  فلا يخفى على أحد أن الإسلام قد حرم الخرافة ونهى عن تصديق الكهنة وعن إتيان العرافين وعدّ ذلك من أكبر الكبائر فقد جاء فى الحديث الذى رواه أبو داود بسند صحيح (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) ، كما جاء فى الحديث الذى رواه الإمام مسلم فى صحيحه : (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) ، ويُفهم من الحديثين أن من أتى الكاهن أو العراف ثم صدقه فقد خرج من ملة الإسلام حقيقة أو على الأقل فقد ارتكب جرما كبيرا عُبِّر عنه فى الحديث بالكفر لفداحته  ، أما إذا أتى مسلم كاهنا أو عرافا ولم يقتنع بقوله ولم يصدقه فإن هذا أيضا ذنب عظيم يعاقبه عليه الإسلام بعدم قبول صلاته لمدة أربعين يوما. وهذا الكلام فيمن  يصدق العرافين والمنجمين من البشر فكيف بمن تدنى عقله إلى درك أسوأ من هذا وهو تصديق الحيوانات  وتأويل أفعالها بما يوافق هواه ولا شك أن هذا أضل سبيلا ممن جاء ذكرهم  فى الحديثين السابقين .
وعلى هذا فإننا نحرم الزج بمسألة الأخطبوط الخرافية فى أمورنا الجادة والمصيرية، والله يقول الحق وهو يهدى السبيل  . انتهى.
 

ساعدنا فى نشر هذا الموضوع:

0 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك

اكتب تعليقك ورأيك

اشترك ليصلك كل جديدنا...
تابع خلاصة المدونة
بعد الإشتراك :ستصلك رسالة على بريدك الإلكتروني يرجي الضغط على رابط التفعيل فيها ليتم إدراجه في الخدمة الإخبارية , ان لم تصلك الرسالة على صندوق البريد الوارد حاول ايجادها في جنك ميل.!
Subscribe via RSS Feed
إعلانات مواقع أخرى
Template By SpicyTrickS.comSpicytricks.comspicytricks.com
للتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانى
الأكثر مشاهدة
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
بحث
Categories
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات