أحدث الأخبار
مقالات اليوم

علماء إندونيسيا والصلاة إلى كينيا


  اكتشف مسلمو اندونيسيا الجمعة 16-07-2010 أنهم كانوا يولون وجوههم في الصلاة في اتجاه خطأ للقبلة بعد أن قالت أرفع هيئة دينية بالبلاد إن فتواها بشأن اتجاه القبلة جعلت الناس يصلون في اتجاه إفريقيا .
وقد علق فضيلة الدكتور منير جمعة الأستاذ بجامعة أم القرى وعضو الاتحاد العالمى للمسلمين على هذا الخبرمبينا حكم الصلاة الماضية فقال :
بسم الله و الصلاة والسلام على سيدنا  رسول الله وبعد :  فقد تواترت الأخبار الواردة من إندونيسيا بخبر غريب ، يتمثل فى  تراجع  مجلس العلماء هناك عن فتواه السابقة بتحديد القبلة ، وكان مجلس العلماء الإندونيسي قد أصدر فتوى في مارس  الماضى جاء فيها أن اتجاه القبلة هو الغرب ثم تبين أن هذا الكلام غير صحيح وأنهم كانوا يصلون باتجاه كيبنيا  لا باتجاه الكعبة ! 
وقد كان يجب على مجلس العلماء بذل الجهد وشدة التقصى والتحرى ، وهذا هو مفهوم الاجتهاد كما عرفه العلماء ؛ لأن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة وهو أمرعظيم لاتصلح معه العجلة ولا التسرع ، فكان يجب على المجلس سؤال المتخصصين فى هذا الأمر من أهل الذكر ، لكنه تراخى عن ذلك ولله الأمر ! أما وقد وقعت الواقعة ،  فإننا نرى أن الشعب الإندونيسى ليس له حكم واحد فى  حكم الصلاة السابقة ، فطائفة العلماء من أهل الذكر كان يجب ألا يتلقوا فتوى المجلس بالتسليم والقبول بل كان عليهم أن يتأكدوا من فتوى مجلس العلماء ، لأنهم المنوط بهم التحقق والتثبت من أمر هو من صميم اختصاصهم ، فسكوتهم هنا ليس فى محله ، وأرى أنهم آثمون شرعا إن لم يكونوا قد بينوا ونصحوا ولا ينطبق عليهم حديث :( رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استُكرِهوا عليه ){صححه الشيخ أحمد شاكر والشيخ الغمارى وقال عنه الألباني في الإرواء ( 1 / 123 رقم 82 ) : صحيح} .
لأن سكوتهم ليس من هذا السبيل الذى جاء فى الحديث . 
 وأما سائر الشعب من العوام  ومن غير المتخصيين فهم معذورون شرعا لأنهم اتبعوا العلماء ، ولا يأثم العامى باتباعه مذهب العالم الذى يفتيه ، فهذا مبلغهم من العلم .وصلاتهم صحيحة بإذن الله فقد قال تعالى بشأن من مات قبل أن تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة: { وما كان الله ليضيع إيمانكم  إن الله بالناس لرءوف رحيم }
وأرى أن خطأ الشعب غير مقصود هنا وهو راجع لاتباعه لمجلس العلماء  ، وليس ناشئا عن اجتهاد غير صحيح منهم ، وهذا هو الفرق بين الخطأ الفردى والجماعى  فالفرد حينما يجتهد لمعرفة القبلة قد يكون مصيبا وقد يكون مخطئا ، فيكون مصيبا لو اضطر إلى الاجتهاد اضطرارا، لعدم وجود من يدله على القبلة فى المكان الذى هو فيه،  فيكون اجتهاده هو كل المتاح لديه  وقد قال تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم )، وقد يكون هذا الفرد آثما لو كانت القبلة محددة أو معروفة ثم خالفها بلا بينةأ و دليل صحيح ، أو يكون قد ترك سؤال أهل الذكر من أهل المكان مع إمكانه ذلك فيكون قد قصر وترك الواجب عليه فلا يكون معذورا .
فالناس صنفان : مجتهد قد يخطئ ، ومخطئٌُ قد يجتهد ؛ فالأول معذور والثانى مغرور .وبالله وحده نستدفع البلايا!   

ساعدنا فى نشر هذا الموضوع:

0 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك

اكتب تعليقك ورأيك

اشترك ليصلك كل جديدنا...
تابع خلاصة المدونة
بعد الإشتراك :ستصلك رسالة على بريدك الإلكتروني يرجي الضغط على رابط التفعيل فيها ليتم إدراجه في الخدمة الإخبارية , ان لم تصلك الرسالة على صندوق البريد الوارد حاول ايجادها في جنك ميل.!
Subscribe via RSS Feed
إعلانات مواقع أخرى
Template By SpicyTrickS.comSpicytricks.comspicytricks.com
للتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانىللتبادل الإعلانى
الأكثر مشاهدة
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
بحث
Categories
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات