هل اقتربت الانتفاضة الثالثة في القدس والضفة؟
سليمان بشارات
اقتحامات إسرائيلية متكررة للمسجد الأقصى المبارك.. تهويد مستمر للقدس المحتلة.. استيطان يبتلع الضفة الغربية بلا توقف.. جدار فصل عنصري يقترب من الاكتمال.. حصار خانق لقطاع غزة.
جرائم إسرائيلية تنذر باندلاع انتفاضة شعبية ثالثة في الشارع الفلسطيني ظهرت بذرتها الأولى من قبل المقدسيين الذين يهبون بين الحين والآخر للدفاع عن المسجد الأقصى من اليهود المتطرفين وشرطة الاحتلال، لكن هذه الانتفاضة –بحسب خبراء– ما زالت مكبلة بقيود الاحتلال وعراقيل الانقسام الفلسطيني.
أحمد بركة "أبو علي" (53 عاما) الناشط السياسي بالضفة تحسر -وهو يتابع هذه المشاهد- على أيام مضت، تذكر فيها كيف هب الشعب الفلسطيني بمختلف
ألوانه وأطيافه السياسية في وجه الاحتلال لمجرد أنه كان يحاول المساس بمدينة القدس، واليوم يقوم الاحتلال بما يشاء في ظل انشغال أكبر فصيلي مقاومة في قضاياهم الداخلية.
ألوانه وأطيافه السياسية في وجه الاحتلال لمجرد أنه كان يحاول المساس بمدينة القدس، واليوم يقوم الاحتلال بما يشاء في ظل انشغال أكبر فصيلي مقاومة في قضاياهم الداخلية.
وقال أبو علي لـ"إسلام أون لاين.نت": إن "حركة (التحرير الوطني الفلسطيني) فتح التي عرف عنها أنها صاحبة الرصاصة الأولى في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 87 تحاول اليوم لملمة ملفاتها وسط ما ينشر عن قضايا فساد داخلي، وحركة (المقاومة الإسلامية) حماس التي عرفت بضرباتها الموجعة في قلب الاحتلال تحاول أن تبحث عن كيفية إدارة شئون قطاع غزة" الذي تسيطر عليه منذ نحو 3 سنوات.
وتابع حديثه متذكرا كيف أن "انتفاضة الأقصى اشتعلت في عام 2000 لمجرد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إريل شارون قام بزيارة الأقصى.. أما اليوم فالأقصى يدنس كل يوم وتهدم بيوت المقدسيين"، ويتساءل أبو علي في نهاية حديثه قائلا: "متى سننتفض للقدس والأقصى؟ وهل من الممكن أن ينتفض الشارع من أجلهما؟".
آجلا أو عاجلا
تساؤل "أبو علي" أجاب عليه المحلل السياسي الفلسطيني، هاني المصري، مستعرضا أربعة أسباب قال إنها تعرقل قيام انتفاضة جديدة، غير أنه لم يستبعد على الرغم من ذلك حدوثها آجلا أو عاجلا.
وقال المصري في مقال له في صحيفة الأيام الفلسطينية السبت 27-2-2010 إن السبب الأول الذي يحول دون انتفاضة جديدة هو أن حصيلة الانتفاضات السابقة لـم تكن مشجعة، فالانتفاضة الأولى انتهت إلى اتفاق أوسلو، والثانية كانت مكلفة جدا، وانتهت إلى دمار وموت وتبني إسرائيل خطة الفصل التي ابتدأت بخطة فك الارتباط عن قطاع غزة.
أما السبب الثاني فيتمثل في الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة؛ ما أدى إلى حالة من اليأس والإحباط بين الفلسطينيين، وانشغال القوى الفلسطينية في صراع داخلي مدمر استنزف طاقاتها، ومكّن الاحتلال من الـمضي في طريق تطبيق مخططاته الاحتلالية بسرعة أكبر وتكاليف أقل.
السبب الثالث -بحسب المصري- يعود إلى أن السلطة الفلسطينية أعلنت على لسان رئيسها محمود عباس مرارا و تكرارا أنها ضد اندلاع انتفاضة ثالثة؛ لأنها تراهن على خيار الـمفاوضات كأسلوب وحيد لحل الصراع، كما أنها تصب تركيزها على تحسين الأمن الداخلي والاقتصاد بمعزل عن إعطاء الأولوية لإقرار الحقوق والكفاح لإنهاء الاحتلال، في إبعاد احتمال الانتفاضة.
وأوضح المصري أن السبب الرابع يتعلق بتحسن أحوال الفلسطينيين اقتصاديا من خلال اتخاذ الاحتلال جملة من الخطوات مثل إزالة بعض الحواجز، وتسهيل الحركة، ومنح تصاريح أكثر لدخول إسرائيل، وتشجيع قيام بعض الـمشاريع الاقتصادية.
غير أن المصري لم يستبعد اندلاع انتفاضة شعبية ثالثة، قائلا: "الأسباب السابقة لا يمكن أن تمنع الانتفاضة إلى الأبد، فعاجلا أم آجلا ستكون هناك انتفاضة، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو تعتبر أكثر حكومة تطرفا منذ تأسيس إسرائيل، وتقترف جميع الأفعال التي يمكن أن تؤدي إلى انتفاضة".
"بركان كبير"
في نفس الاتجاه جاءت تصريحات القيادي البارز في حركة حماس، إسماعيل رضوان، الذي شدد على أن استمرار الاحتلال في الاعتداء على المقدسات الدينية وتهويد القدس والاستيطان والتضييق والاغتيالات وفشل المفاوضات سيؤدي إلى انتفاضة جديدة ضد المحتل الإسرائيلي.
واعتبر رضوان أن الانتفاضات المتكررة في حياة الشعوب المحتلة "شكل من أشكال المقاومة المشروعة"، وأن الشعب الفلسطيني لا يزال يقاوم الاحتلال بأشكال مختلفة، مشيرا إلى أن أي انتفاضة فلسطينية ستخدم القضية الفلسطينية وتعمل على الحد من تغول الاحتلال.
وحذر القيادي في حماس من "بركان كبير" ربما لا تستطيع إسرائيل مواجهته إذا استمرت السياسات التهويدية في القدس والضفة وتواصل العدوان المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده.
ويستمر الاحتلال بتنفيذ مخططات تهويد القدس والضفة من خلال مصادرة المزيد من الأراضي وتوسيع الاستيطان، وضم المقدسات الإسلامية إلى قائمة التراث اليهودي.
وأعلنت إسرائيل مؤخرا ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم بالضفة إلى ما تطلق عليه "التراث اليهودي"؛ ما أسفر عن إضرابات واحتجاجات ومظاهرات عارمة اجتاحت بعض المدن الفلسطينية، بينما حذر الرئيس عباس من نشوب حرب دينية، كما دعا رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، إلى شن انتفاضة شعبية.
كما دارت مواجهات عنيفة بين مقدسيين في المسجد الأقصى المبارك الأحد 28-2-2010 والشرطة الإسرائيلية ويهود متطرفين بعد اقتحامهم باحة المسجد، في مشهد يتكرر كثيرا بين الحين والآخر.
كتبت تحت قسم
فلسطين
مواضيع متشابهة:
إذا أعجبتك مدونتى قم بنشرها واشترك بها ليصلك كل جديدها.
الأكثر مشاهدة
المشاركات الشائعة
-
موقع الإخوان المسلميبن ـ ورود الحق بقلم: د. عماد عجوة القيروان.. مدينة تونسية تقع على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، وعلى بُعد 57 كم من مدين...
-
أولا: مفهوم الثبات والمرونة : تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين : ا لأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل الت...
-
موقع قصة الإسلام ـ مدونة ورود الحق أما النصف الأوَّل من القرن الرابع الهجري والنصف الأوَّل من القرن العاشر الميلادي فيمثِّله أبو الحسن عل...
-
مدونة ورود الحق ـ الإسلام اليوم هانئ رسلان تعيشُ الخُرطوم هذه الأيام أجواءًا من الترقُّب المشوب بالقلق؛ بسبب...
-
مدونة ورود الحق ـ موقع إخوان أون لاين بقلم: د. كامل عبد الفتاح باحث في تاريخ مصر الحديث والمعاصر في التاسع والعشرين من أغسطس من كل عام تحل...
-
حذر الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، أئمة الوزارة من التطرق إلى الموضوعات السياسية في الدروس الرمضانية التي سيلقونها بمساجد الجمهور...
-
د: منير جمعة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين :- دول الغرب المسيحي تحتفي بكل الخارجين عن الإسلام وتلبسهم ألقابا رنانة . الرئيس بوش استقبل...
-
موقع قصة الإسلام ـ ورود الحق فلسطين أرض الرسل والأنبياء الذين حملوا راية التوحيد، ودعوا أقوامهم إلى الالتزام بها. وقد شهدت فلسطين ف...
-
مدونة ورود الحق هؤلاء هم القادة الذين نريدهم هؤلاءالله سيرفع درجاتهم إن شاء الله ويسكنهم جنات النعيم ذلك بما يعملون الآن لأمتهم من تضحيات و...
-
ورود الحق ـ قصة الإسلام : روجر بواس يلقي روجر بواس[1] في مقاله هذا نظرة على النموذج الإسباني للتطهير العرقي والديني. لكل شيء إذا ما تم نقصان...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2010
(156)
-
▼
مارس
(19)
- أمة الإسلام لن تقبل استفراد الصهاينة بأهل غزة
- كيف نفهم ما يحدث بالقدس
- احذر الغفلة
- إلزم الصلاة وعد إلى ربك
- ابتعد عن المعاصى واجنى بعض ثمرات الطاعة
- كنيس الخراب .. كلمة السر لهدم الأقصى
- هؤلاء هم الفائزون فسارع إلى التوبة والإنابة
- تبصر فى نفسك وخالف هواك (15)
- روض نفسك (14)
- تفاوت النفوس في الخير والشر (13)
- الخوف من الله ومحبته (12)
- احذر النار (11)
- جاهد نفسك (10)
- بعد 1000 يوم حصار.. إسرائيل تقر بالفشل
- سارع إلى الجنة (9)
- امقت نفسك وازدرها(8)
- آلى يتكلم الصينية وكمبيوتر يعمل بالنظر
- اندم على ذنوبك (7)
- هل اقتربت الانتفاضة الثالثة في القدس والضفة؟
-
▼
مارس
(19)
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
التسميات
- أزمات الأمة (38)
- الخلافة الأموية (1)
- الدولة العثمانية الجزء الثانى (12)
- الدولة العثمانية الجزء الرابع (3)
- الدولة العثمانية الجزء الأول (8)
- الدولة العثمانية الجزء الثالث (10)
- السودان وأزمة الانفصال (10)
- الشيشان جرح ينزف (7)
- النصرانية ما بين التعريف والتحريف الجزء الأول (1)
- تاريخ الأندلس (1)
- تاريخ أمة (42)
- تاريخ حماس والدفاع عنه (1)
- تاريخ فلسطين (2)
- تحليلات هامة (11)
- تربية الأطفال (1)
- تركستان جرح ينزف (8)
- حدث فى مثل هذا (2)
- دروس فى الفقه (1)
- شخصيات إسلامية (2)
- شخصيات أسلموا (2)
- صحابة الرسول (1)
- عجائب التكنولوجيا (1)
- على الصلابى (1)
- عن الإخوان والبنا (4)
- غرائب من الحياة (1)
- غزة بين النار والحصار (7)
- فتاوى اقتصادية (1)
- فتاوى الدكتور منير جمعة (5)
- فتاوى عامة (6)
- فقه السنة (3)
- فلسطين (9)
- فيديو مؤثر (4)
- قالوا عن الإسلام (3)
- قصص من روائع حضارتنا (23)
- كتاب الكبائر للإمام شيخ الإسلام الذهبى (4)
- كشمير جرح ينزف (7)
- كوسوفا جرح ينزف (5)
- مساجد لها تاريخ (1)
- مقالات الأستاذ ثامر عبد الغني سباعنه (1)
- مقالات الدكتور منير جمعة (17)
- مقالات المشرف (13)
- مقالات رمضانية (1)
- مواعظ الإمام ابن الجوزى (16)
- نقاشات (1)
بحث
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Categories
المتابعون
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات
0 التعليقات على هذه المقالة شاركهم برأيك
اكتب تعليقك ورأيك