الصفحة الرئيسية » مقالات المشرف »
الحلم الذهبى
تأليف صاحب مدونة ورود الحق
حلم هو وأى الاحلام ! حلم قامت له الدنيا ولم تقعد بنى عليه الناس حياتهم فصاروا مهوًّسين ضالين الطريق وكأنه ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت فما إن بدلت الكلام عنه عادوا بك إليه وتوحدوا بعد تفرق ولكن على أى شىء اجتمعوا لا أدرى فهو كالثراب فذاك الحلم أسطورى.
توحدت الأيادى بالتصفيق والألسنة بالترتيل والأجساد عارية مخضبة بالأعلام فخرجت الجموع من مساكنها فانتشرت فى فى كل ضاحية وركن ومكان كل يُمنّى النفس بالوصول إلى ذاك الحلم الأسطورى .
علام كل هذا الجمع علام ! وما مدلول أحلامهم هذا وما جدواه وهل عرفوا عقباه أدرسوا فقه الأحلام والرؤى حتى يصيروا عبادا لحلم لا يقين من وجوده ولا إشارة لشموسه .
صار الحلم لهم كالماء والهواء بل هم المرضى وهو الدواء هو المسكن هو المأوى لا صوت يعلوه ولا حديث يدنوه هو كحديث العاشقين الملهمين فى نداء من لا بيده الجواب وانقطعت منه الأسباب وانثرى بين الضباب هم مجانين لليلى فأنى لليلى ترد وتجيب ومجنونها قد نفى إلى غيابات الوجود فما تعرف له موطنا ولا آثارا للحدود .
فما هذا الحلم وكيف تجمعت أوصاله بين حنايا وجوانح تلك الجموع فرادنى حب التعرف لكى تزاح حيرتى فسألت فما إن ذكرت الحلم واسمه لاقيت جمعاً لعلماء تصفهم أو حكماء فى نواحى ذاك الحلم وفى نفس واحد وشهقات متراصة على الألسن كعزف الناى يهتفون لهذا الحلم فقالو ا :هو حلم يراودنا هو روح فى جوانحنا هو كالعظام فى أجسادنا إن نخرت سقطنا وانكسرنا وهو النور فى الظلمات والماء فى الصحراء فصاح أحدهم (حكيما من حكمائهم) قائلا :
هذا الحلم يا ولدى نصفه حلو والآخر مرير فهو كالأمواج مع البحار والبركان مع الجبال والورود مع الأشواك إذا جاء هدأت الأمواج والبراكين وتفتحت الورود وزاح منها الشوك فإذا رأيته من بعيد قلت اللؤلؤ والمرجان وإن اقتربت منه ودنوت له تلقاه كالزفت الطامس والظلام الدامس .
زادت حيرتى واشتياقى لهذا الحلم فبت انتظر طلته وهلته وذات يوم رأيت الجموع محتشدة كعادتها انتظاراً لهذا الحلم وتهتف قائلة : هذا الحلم يأوينا هذا الحلم يشفينا هذا الحلم يرضينا هذا الحلم يطعمنا ويسقينا.
وآنت لحظة الحسم إذ بالجموع محتشدة فمنهم من جعل وجهته إلى الغرب ومنهم من جعل وجهته إلى الشرق منهم من نظر إلى الشمس ومنهم من نكس رأسه على الأرض فكلهم ينتظرون شعاع الحلم فصاح أحدهم بأن شعاعاً قد بان وابتصر فالْتَفت الجميع إليه فمنهم من بكى فرحا ومنهم من لم تسعه الفرحة فمات فهناك شهقات الضحك والموت فاجتمعت الأفراح والأحزان وشتان بينهما لكنها الأقدار.
فذهبت لأراه فكم كنت مشتاقا إليه فقالوا عاد إلى وطنه ثانية لكنه قد وعدنا بالمجىء فكنت أريد أن أعرف ما هى جدواه وفحواه كما أردت أرى ذاك الكبرياء والعظمة وذاك الغائب الآتى .
ومرت الليالى والأيام حتى خرجت الجموع من أعشاشها كالجراد أو أسراب الحمام فقد توقت نفسى لرؤية ذاك الحلم وبت أسأل أحقاً سيأتى إليهم وإن أتى فكيف تكون طلته وكيف تكون هيئته فجائت اللحظات الفارقة إذ بالجموع سكتت وأسراب الحمام هدأت فلا تكاد تسمع غير همسات النفس والعيون تنصبت فهذا وقت الأذن تسمع رياح الحلم وهمساته فمرت الساعة تلو الساعة ولم يأت ذاك الحلم فقطعت الأعلام وألقيت ومسحت من على الأجساد والوجوه ولبست الثياب وانخرطت الجموع فى البكاء والحزن خيم عليهم وهنا توحدت الشعور والآلام فمنهم من أجهش من البكاء ومنهم من مات بحسرته ومنهم من رمى نفسه تحت صروف الدهر تقتله .
فنامت النفوس التى نصبت وتفرقت الجموع ولكن توحدت الدموع فقد لاح لهم الحلم بطلته ثم رحل فصار من عداد الراحلين فلماذا أتى ؟ ولماذا رحل ؟ لا أدرى!.
كتبت تحت قسم
مقالات المشرف
مواضيع متشابهة:
إذا أعجبتك مدونتى قم بنشرها واشترك بها ليصلك كل جديدها.
الأكثر مشاهدة
المشاركات الشائعة
-
موقع الإخوان المسلميبن ـ ورود الحق بقلم: د. عماد عجوة القيروان.. مدينة تونسية تقع على بُعد 156 كم من العاصمة تونس، وعلى بُعد 57 كم من مدين...
-
موقع إخوان أون لاين ـ مدونة ورود الحق إذا كنا نحتفل بيوم الهجرة فيجب أن نكون جديرين بالاحتفال بهذا اليوم، يجب ألا يكون احتفالنا بالهجرة ...
-
أولا: مفهوم الثبات والمرونة : تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية على قسمين : ا لأول : أحكام ثابتة : وهذه لا سبيل إلى البحث فيها ، ولا تقبل الت...
-
مدونة ورود الحق ـ قصة الإسلام ثامر سباعنه السودان دولة عضو في جامعة الدول العربية وفي الاتحاد الإفريقي، وهي أكبر الدول من حيث المساحة في إ...
-
مدونة ورود الحق ـ ويكبيديا أصولهم ونشأتهم ينحدر العثمانيون من قبائل الغز (أوغوز) التركمانية، مع موجة الغارات المغولية تحولوا عن مواطنهم في...
-
مدونة ورود الحق ـ الإسلام اليوم هانئ رسلان تعيشُ الخُرطوم هذه الأيام أجواءًا من الترقُّب المشوب بالقلق؛ بسبب...
-
مدونة ورود الحق ـ جريدة الشروق المصرية أ. فهمي هويدي من يطالع الصحف الحكومية الصادرة يوم الثلاثاء الماضي (30/11) يلاحظ أنها ما برحت تلح في ع...
-
سليمان بشارات اقتحامات إسرائيلية متكررة للمسجد الأقصى المبارك.. تهويد مستمر للقدس المحتلة.. استيطان يبتلع الضفة الغربية بلا توقف.. جدار ...
-
مدونة ورود الحق ـ ويكبيديا الدولة العثمانية فى عهد مراد الأول ------------------------- السلطان مراد الأول بن السلطان أورخان وأمه الأميرة ا...
-
مراد الرابع --------------- مراد الرابع هو أحد السلاطيين العثمانيين، عاش بين عامي 1612 و1640 حكم 17 عاما منذ عام 1623 وكان عمره آنذاك 11 عام...
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أحدث موضوع
المدونة على الفيس بوك
أقسام مهمة
التسميات
- أزمات الأمة (38)
- الخلافة الأموية (1)
- الدولة العثمانية الجزء الثانى (12)
- الدولة العثمانية الجزء الرابع (3)
- الدولة العثمانية الجزء الأول (8)
- الدولة العثمانية الجزء الثالث (10)
- السودان وأزمة الانفصال (10)
- الشيشان جرح ينزف (7)
- النصرانية ما بين التعريف والتحريف الجزء الأول (1)
- تاريخ الأندلس (1)
- تاريخ أمة (42)
- تاريخ حماس والدفاع عنه (1)
- تاريخ فلسطين (2)
- تحليلات هامة (11)
- تربية الأطفال (1)
- تركستان جرح ينزف (8)
- حدث فى مثل هذا (2)
- دروس فى الفقه (1)
- شخصيات إسلامية (2)
- شخصيات أسلموا (2)
- صحابة الرسول (1)
- عجائب التكنولوجيا (1)
- على الصلابى (1)
- عن الإخوان والبنا (4)
- غرائب من الحياة (1)
- غزة بين النار والحصار (7)
- فتاوى اقتصادية (1)
- فتاوى الدكتور منير جمعة (5)
- فتاوى عامة (6)
- فقه السنة (3)
- فلسطين (9)
- فيديو مؤثر (4)
- قالوا عن الإسلام (3)
- قصص من روائع حضارتنا (23)
- كتاب الكبائر للإمام شيخ الإسلام الذهبى (4)
- كشمير جرح ينزف (7)
- كوسوفا جرح ينزف (5)
- مساجد لها تاريخ (1)
- مقالات الأستاذ ثامر عبد الغني سباعنه (1)
- مقالات الدكتور منير جمعة (17)
- مقالات المشرف (13)
- مقالات رمضانية (1)
- مواعظ الإمام ابن الجوزى (16)
- نقاشات (1)
بحث
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Categories
المتابعون
فيديو الأسبوع
أحدث التعليقات
أحدث المقالات
هداة الحق
23 نوفمبر 2009 في 5:31 ص
جميله جدا إذا كانت من تأليفك مع انها ليست بقصه
واريد المزيد
كمال الدين الجزائري
4 أكتوبر 2010 في 3:24 م
انخرطت مع الجموع الباكية غير انني بكيت على ما لا يبكون عليه . هم عادوا وانا تهت بين مخلفاتهم ،لم يتبقى من ذلك العرس المزعوم سوى آثار مخزية لفوضى الارجل والأيدي ، هم عادوا وتركوا الحلم الحقيقي وراءهم فقد كانوا مجتمعين .......
Hussein
23 أكتوبر 2010 في 4:13 م
مع الاسف الإعلام هو السبب
http://master-deploma.blogspot.com